وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها \ أتاتورك – مجلة بلاغ – العدد الحادي والخمسون المحرم 1445 هـ

مجلة بلاغ - العدد الحادي والخمسون المحرم 1445 هـ

الشيخ محمد سمير

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

من سمات الطغيان الظاهرة سمة “النفعية وعبادة الهوى” فالمصلحة الشخصية هي الهدف الغائي الذي لا يمكن أن يتغير بل هو راسخ رسوخ الجبال الرواسي، وكل ما سواه فهو عرضة للتعديل والتغيير، ولذا لا عجب أن ترى الطاغية يتلون في محيطه تلون الحرباء بين مختلف النباتات، وليس مستنكرا أن تجده يأتي الشيء ونقيضه طالما أن كليهما يخدم مصلحته، ولا غرو أن تبصره يستشنع أمورا على غيره أشد الاستشناع فإذا كان فعلها من مقتضيات مصلحته صارت تلك المستقبحات بالأمس مستحسنات دون شك فيها. ومن الطبيعي أن تجد الطاغية يربي المنافقين على عينه ويقرب المتزلفين الذين يكيلون له المديح على كل فعل من أفعاله مهما جرمته الشرائع السماوية واستقذرته الطباع السوية ورفضته الأخلاق البشرية

وبما أن الطاغية لا يرى سوى نفسه أهلا للقيادة والريادة فمن البدهي أن ينسب كل فعل يفعله إلى مقتضيات المصلحة العامة ومتطلبات الأمة وإرادتها، حتى لو كانت الأمة والمصلحة العامة ترفضان ذلك وتأبيانه فالأمة يجب أن تعترف بأنها أمام الطاغية قاصرة سفيهة([1]) تحتاج إلى وليّ يهتم بشؤونها ويأخذ بيدها إلى بر الأمان وقد يضطر أحيانا إلى القسوة فيسفك دماءها ويستعبد أحرارها ويسرق أموالها ويسومها سوء العذاب ومع ذلك فيجب على الأمة أن تتقبل ذلك راضية شاكرة فليس ذلك إلا لأجل مصلحتها وعليها دائما أن تضع نصب عينيها قول الشاعر

فقسا ليزدجروا ومن يك راحما ***** فليقس أحيانا على من يرحم

وأراني قد أطلت في المقدمة عليك وضقت ذرعا بذلك وتريد مثالا واضحا جليا على ذلك فهاكه ــــ لا عدمت نيل الخير ــــ

إنه عدو الله وعدو دينه، مبدل الشريعة، وملغي الخلافة، أشأم مولود على الأمة في القرن التاسع عشر الميلادي مصطفى كمال أتاتورك عليه لعائن الله تترى إلى يوم الدين(([2]))

مع أن أتاتورك كان من صغره ماجنا متهتكا لم يعرف بالمحافظة على الفرائض والشرائع إلا أنه سارع إلى اتخاذ الشريعة والجهاد ستارا لأطماعه ليكسب تعاطف الأمة والتفافها حوله بعد احتلال الحلفاء للعاصمة اسطنبول ففي رسالة أرسلها إلى الصدر الأعظم علي رضا باشا قال: ” إذا قطعت وسائل الاتصال والمخابرة مع اسطنبول من قبل الإنكليز فسنقوم نحن بإعلان الجهاد القومي والجهاد الديني”([3])

ولما افتتح مجلس الأمة التركي جاء في بنود منهاجه:

“سيبدأ من الآن في جميع أرجاء الوطن المقدس والجريح بقراءة القرآن والبخاري الشريف وستتلى الصلوات من فوق المنابر في يوم الجمعة بعد الآن. وعندما تتلى الأسماء السلطانية لمولانا وسلطاننا وخليفتنا فستتلى الأدعية من أجل خلاص حضرته السامية ومن أجل خلاص بلده وخلاص رعيته ووصولهم إلى السعادة في أقرب فرصة. وبعد صلاة الجمعة يتم ختم القرآن وتعطى المواعظ حول ضرورة إيفاء كل فرد للواجبات الوطنية التي سيكلف بها من قبل مجلس الأمة وحول أهمية وقدسية كفاح أمتنا في سبيل إنقاذ المقام العالي للسلطنة والخلافة وإنقاذ الوطن المجزأ. ثم يتوجه بعد ذلك بالدعاء من أجل خلاص وسلامة خليفتنا وسلطاننا ومن أجل خلاص وسلامة ديننا”([4])

بل أن أتاتورك أعلن براءته من فصل السلطة عن الخلافة وقال في الخطبة الأولى التي ألقاها في مجلس الأمة: ” لكون مقام السلطة مقام الخلافة في الوقت نفسه فإن سلطاننا هو رئيس الجمهور المسلمين. إن الغاية الأولى لجهادنا لا تستهدف الفصل بين مقام السلطة و مقام الخلافة بل تستهدف الإعلان للأعداء بأن إرادة الأمة ضد هذا الفصل وتستهدف تخليص هذه المقامات المقدسة من الأسر الأجنبي لإنقاذ صلاحيات أولي الأمر من ضغط الأعداء”([5])

” وفي اليوم التالي أصدر مصطفى كمال إعلانه الأول إلى الأمة بصفته رئيسا للجمعية الملية الكبرى وقال: “إننا نحن نواب الأمة نقسم بالله ورسوله بأن الادعاء بأننا متمردون على السلطان والخليفة افتراء وأننا لا نريد إلا خلاص بلدنا من المصير الذي حلّ بالهند ومصر”([6])

“وطمأن السلطان : أننا ملتفون حول مقامكم السامي الذي تتعلق به أفئدتنا إلى الأبد”([7])

بل “كان الشعار الذي اتخذوه لبعث همم الأهالي واستنفارهم خلفهم هو: إن الكفار قادمون … سيجبرونكم على لبس القبعة وسيدوسون على القرآن وسيعتدون على أعراض زوجاتكم وأمهاتكم وبناتكم.”

فعندما كان التمسح بالجهاد والشريعة والخلافة تخدمه كان يتظاهر بها ويدعو لها ولما انتهت مصلحته منها ولم يعد هواه بحاجة إليها أعلن كفره بها فقال: ” أليس من أجل الخلافة والإسلام ورجال الدين قاتل القرويون الأتراك وماتوا طيلة خمسة قرون؟ لقد آن أن تنظر تركيا إلى مصالحها وتتجاهل الهنود والعرب وتنقذ نفسها من تزعّم الدول الإسلامية”([8])

” وخاطب النواب المنفعلين قائلا: بأي ثمن يجب صون الجمهورية المهددة وجعلها تقوم على أسس علمية متينة فالخليفة ومخلفات آل عثمان وقوانينها يجب أن تستبدل بها محاكم وقوانين عصرية ومدارس رجال الدين يجب أن تخلى مكانها لمدارس حكومية غير دينية”(([9]))

ولذلك لا تعجب عندما تجد خالدة أديب إحدى صديقاته سابقا تصفه قائلة: ” بأنه انتهازي متجرد من الأخلاق”([10]) وأما أندروا ما نجو فيريد أن يرقع تلون أتاتورك فيعقب على قول خالدة بقوله: لكن الدقة تقتضي القول بأنه كان يؤمن بأن كل شيء جائز في الحرب ولأنه قائد شعب يعيش في عالم ثقافي مختلف لابد أن يشهد إحساسا بالانفصال([11])

” ولم يكد يمضي شهر في 8 أبريل 1928 حتى أغلقت المحاكم الدينية التي تطبق الشريعة في مسائل الأحوال الشخصية أي الزواج والطلاق والمواريث ومع أن الدستور الجمهوري الكامل الأول الذي اعتمد في 20 أبريل وصف الإسلام بأنه الدين الرسمي واحتفظ بالصيغة التي استخدمت في قانون سنة 1921 للنظام الأساسي وتفرض على الجمعية تنفيذ أحكام الشريعة فإن مصطفى كمال قال في سنة 1926 إنها كانت صيغا زائدة عن الحاجة ولا تتوافق مع الطابع الحديث للدولة التركية الجديدة والنظام الجمهوري”([12])

وبعد انتخاب أتاتورك رئيسا بأربعة أشهر يلتقي برئيس وزرائه عصمت باشا ورئيس الأركان فوزي باشا ووزير الحربية كاظم باشا ويعطي قراراه هناك

“لقد آن وقت إلغاء الخلافة، ولغي معها وزارة الشرعية ووزارة الأوقاف وسنربط المدارس الدينية بالحكومة لكي نوحد التعليم، ولن ندع هناك مدرسة دينية.

ويهز هؤلاء الباشوات – ومن ضمنهم فوزي باشا- رؤوسهم علامة الموافقة وهكذا تصدر من المجلس في 3 مارس عام 1924 (1340 ه)”([13])

وأنت تلاحظ أن أتاتورك زعم مصلحة الأمة عندما فرض هذه القرارات الجائرة غير أن ممثلي الأمة لما امتعضوا من قرار إلغاء السلطنة والذي كان قبل إلغاء الخلافة هددهم أتاتورك بالقتل

” وكانت اللجنة بأجمعها ضد اقتراحه وأدرك أنه سوف يخسر الجولة الأولى بسبب هذه المجادلات البيزنطية في التوافه الصغيرة فبدأ حنقه يتفاقم ويهدد بالانفجار ماذا؟ أيليق به أنه يجلس ـــ وهو السيد الغازي الفاتح ـــ يوما كاملا يتفرج على حفنة من الفقهاء يتلاعبون بالألفاظ وينفخون الحياة في دستور ميت؟ وفجأة فقد سيطرته على نفسه فقفز غاضبا واعتلى مقعدا ثم قطع مناقشات المجتمعين صائحا: أيها السادة لقد اغتصب السلطان العثماني السيادة من الشعب بالقوة وبالقوة اعتزم الشعب أم يستردها منه إن السلطنة يجب أن تفصل عن الخلافة وتلغى وسواء وافقتم أم لم توافقوا فسوف يحدث هذا كل ما في الأمر أن بعض رؤوسكم سوف تسقط في غضون ذلك …. والتأمت الجمعية الوطنية من فورها لتناقش الاقتراح وبدأت إجراءات أخذ الرأي عليه بالتصويت العلني فتبين مصطفى كمال أن الاتجاه الغالب يميل إلى رفضه لكنه يجب أن يكسب المعركة بأي ثمن ومن ثم جمع أنصاره حوله وطلب أخذ الرأي عليه مرة واحدة فاعترض بعض النواب مطالبين بأخذ الرأي بالمناداة بالاسم وأبى الغازي أن يوافق على هذه الفكرة وكان أنصاره مسلحين وبعضهم قدير على ارتكاب أية حماقة إنهم قد يطلقون النار إذا طلب إليهم ذلك وصاح مصطفى كمال وفي صوته رنة التهديد بينما وضع أنصاره أيديهم على مسدساتهم: أنا واثق من أن المجلس سيقبل الاقتراح بإجماع الآراء ويكفي أخذ الأصوات برفع الأيدي وعندئذ طرح رئيس الجمعية الاقتراح للتصويت وعينه لا تفارق مصطفى كمال فلم ترتفع غير أيد قليلة لكن الرئيس أعلن النتيجة بقوله : أقر المجلس الاقتراح بإجماع الآراء فقفز نفر من النواب فوق مقاعدهم محتجين صائحين: هذا غير صحيح نحن لم نوافق فصاح بهم آخرون اجلس.. اسكت .. خنازير.. وراح الفريقان يتبادلان أقذع الشتائم ألفاظ السباب.([14])

وهكذا تكون الشورى في فهم الطغاة وسياستهم فلا يسع أحدا أن يخالف وإذا فعل فالتهديد فإن لم يرتدع فلا مانع من تنفيذ التهديد وقد حدث هذا فعلا عندما تضجر أتاتورك من معارضة الضابط علي شكري

“وقد أثارت الطرق الملتوية التي سارت بها مفاوضات الصلح والعقبات التي اعترضتها غضب المعارضين في المجلس. إذ ظهر بأنه مقابل التضحية بالسلطنة التي ذهبت بلا مقابل فإنه ما من أحد يرغب في الاعتراف بتركيا الجديدة أو في تأييدها، وهكذا بدأ «علي شكري» نائب وطرابزون» – الذي كان من زعماء المعارضة وضابط ركن في البحرية سابقا – بإرسال الكلمات من فوق منصة المجلس دون أن يخشى ذكر أي شيء

وفي هذه الأثناء تجري عملية اغتيال «علي شكري» وخنقه من قبل طوبال عثمان» الذي كان أحد فدائيي مصطفي کمال وطوع بنانه دون أن يدري حقيقته ودخيلة نفسه. ويقع مصطفي کمال في قلق كبير … إذا ماذا يحدث لو قبض على «طوبال عثمان واعترف قائلا: «لقد قتلته بأمر من الغازي» … وهكذا تتعاون طبيعته التي تميل إلى الغدر مع رغبته في التخلص من شقي مثل «طوبال عثمان في ترتيب قتله مع (7 – 8) من رفقائه رميا بالرصاص في قصر جانکايا، وبهذا يحاول طمس معالم مقتل علي شكري.([15])

وصارت انتخابات الجمعية الوطنية انتخابات اسمية إذ لم يكن يسمح لأحد بمنافسة مرشحي الحكومة الذين ينتقيهم مصطفى كمال من أعضاء حزبه ولجانه وكان النائب يلتزم الطاعة المطلقة لرغبات الغازي عند التصويت على مشروعات القوانين وإذا اجترأ شخص سواء أكان نائبا أو شرطيا في إحدى القرى على أية مخالفة أو عصيان فسرعان ما يفصل فورا من الحزب فيفقد تبعا لذلك عمله ويتعذر عليه أن يجد عملا آخر ولو أدى الأمر إلى موته جوعا وهكذا صار الحزب أشبه بجيش احتلال يشرف على إدارة شؤون البلاد([16])

علما أن أتاتورك كان “عندما أقرت الجمعية قانون التشكيل الأساسي… أعلن أن السيادة ملك الأمة من دون قيد أو شرط وأمن الإدارة تقوم على الحكم الذاتي الشعبي”([17])

إن الطاغية لا يطيق أن يسمع معارضة أو اعتراضا أو نقدا أو نصيحة فكل ذلك يعتبره إساءة بالغة له لا يقدر على احتمالها فجميع الحاشية يجب أن تعتبره سيدا وتعتبر نفوسها عبيدا ليس لها من الأمر شيء

أصبح يرى نفسه فوق المجلس ويعتبر نفسه الكل في الكل، فندرجها هنا

عندما حصلت مرة غمغمة في المجلس الوطني الأول وارتفعت الأصوات تقول: لا نستطيع أن نسمح بالتجاوز على سلطة المجلس، … يجب أن تحترم سلطة المجلس … يجب أن تحترم سلطة المجلس … اذكر جيدا كيف صاح بهم وقد انتفخت لبدته الصفراء أنا الذي جمعت هذا المجلس، وأنا الذي صنعته … من الذي لا يرغب أن يرى صنع يديه کاملا؟ أنتم تحترمون فقط المجلس أما أنا فإنني علاوة على ذلك أحترم أثري وصنع يدي([18])

ويقول في حوار دار بينه وبين خالدة أديب

أريد أن أقول بأن على الجميع أن ينفذوا أوامري.

– ولكن ألم يكن هذا هو ما فعلوه بالضبط من أجل حياة وسلامة تركيا.

– إنني لا أريد أي نقد ولا أريد أي توجيه …. أريد فقط تنفيذ أوامري.

– وهل تريد هذا مني أيضا يا باشا؟ –

نعم منك أيضا.

فأجبته بشكل واضح: – سأطيعك ما دمت تخدم غاية الأمة!

بل ستطيعينني على الدوام.

فأجبته بوضوح أيضا: –

هل هذا تهديد يا باشا؟

فغير أسلوبه فجأة. – آسف … إنني لا أهددك في أي وقت من الأوقات.([19])

وبما أن إعجاب أتاتورك بنفسه وغروره بها فاق كل حدّ ولم يعد بمستطاع المنافقين أن ينفوه عنه فليجعلوا ذلك إذن إحدى مناقبه فكتب فالح رفقي أحد كبار المنافقين:

طلا شك في غروره وحبه للسيطرة أما عندما كان يشرب ويسكر فإنه كان يصبح قاسية إلى درجة الفظاظة، وكان لا يعتقد أن هناك من يفهم السياسة والجيش أحسن منه”([20])

“يقول في إحدى رسائله إلى عشيقته في اسطنبول مدام کورنيه، التي كان يتراسل معها منذ وجوده في صوفيا: لا تستغربي عندما لا تسمعين ذكر اسمي، فإنني وأنا بطل المعارك الكبيرة، أفضل أن أدع هذا الفخر للجندي التركي، وطبعا فأنت لا تشكين بأن الذي كان يدير المعارك هو حبيبك وأن الذي اكتشف الجندي التركي عشية المعركة كان هو أيضا”([21])

بل إن غروره الشديد حمله على إغلاق المحافل الماسونية لا لشيء إلا أنها رفضت تعيينه بدرجة المشرق الأعظم

” إن سبب قيام مصطفي کمال باشا بإغلاق المحافل الماسونية هو أن هذه المحافل لم تعط للباشا درجة المشرق الأعظم وقد حقد عليهم لهذا السبب. وهو الشخص الذي كان يرى كل شخص في الدولة وفي البلد بل حتى كبار الوزراء والحكام العثمانيين في التاريخ أقل منه بكثير، بسبب العدد الكبير من المنافقين والمتزلفين الذين كانوا يحيطون به من الذين أتخمت بطونهم من مال الأمة والذين كانوا يخاطبونه بقولهم له: أنت منقذنا! … أيها العبقري الكبير … أيها القائم العظيم … يا أتاتورك (أي أب الأتراك) وبهذا رفعوه إلى السماء حتى إنهم كانوا يخاطبونه بكلمات لا يخاطب بها سوى الله سبحانه وتعالى. أمثال: أنت خلقتنا، محاولين أن يوهموه بأنه يحمل قدرة إلهية، وهذا أدى إلى زيادة غروره، وزيادة صلفه وعنجهيته.”([22])

وإن شئت أن تعجب أكثر فقد حسد أتاتورك نبينا عليه الصلاة والسلام على ما حباه الله من حسن الذكر ولسان الصدق وإليك القصة كاملة:

“كان في فندق بارك وكان المؤذن يقرأ الأذان في المسجد الصغير الكائن أمام الفندق مباشرة

يلتفت أتاتورك لمن حوله قائلا:

– من قال بأننا مشهورون؟ وما شهرتنا نحن؟ انظروا إلى هذا الرجل كيف أنه وضع اسماً وشهرة بحيث أن اسمه يتكرر في كل لحظة وفي جميع أنحاء العالم إذا أخذنا فرق الساعات بنظر الاعتبار … ليهدموا هذه المنارة.”([23])

أفظن هذا الأحمق المتكبر أنه بهدمه منارة المسجد قد نال شيئا من رسول الله ودينه فها هي الأيام تمضي ولا يحيق بمبغضي رسول الله إلا اللعنة والذم فصلى الله على حبيبنا محمد ما تعاقب الليل والنهار وأمطر ربنا صيب اللعنات على جدث أتاتورك

وخذ تلخيصا لغروره ما قاله أنور باشا عندما طلب منه ترقية مصطفى كمال في الجيش العثماني: “ولكن ليكن في علمكم إنه إذا ترقى إلى رتبة الباشا فإنه يرغب أن يكون سلطانا وإذا أصبح سلطانة فإنه يرغب أن يكون إلها”([24])

وطاغية مغرور يعرف النفعيون كيف يتقربون منه ليغدق عليهم من المال الحرام الذي سرقه من الأمة وينعم عليهم بالمناصب التي لا يستحقونها وكلما كان النفاق أعظم ولو بسماجة ازداد المنافق قربا من الطاغية وهاك مثالا:

فقد كانت المفاوضات تجري بين تركيا وإنكلترا من أجل تبعية الموصل وفي آخر الأمر تنازل الكماليون عن الموصل وخسروها تماما فجرى هذا الحوار بين أتاتورك وبين أحد منافقيه وهو محمود أسعد بوز كورت إذ يقول:

“وفي موضوع القبعة: تفضل أتاتورك يوما بالسؤال عن رأيي في هذا الموضوع وكان المرحوم آنذاك في ضيق شديد لكون قضية الموصل انتهت ضدنا. وقد وجدت الجرأة لأن أقول له:

– إن لبس القبعة بالنسبة لهذه الأمة يفوق اکتساب قضية الموصل. ابتسم أتاتورك ابتسامة خفيفة وأخذ يخفض حواجبه عدة مرات تأييدا وتلطيفا”([25])

وهذا هو النفاق السمج فالقبعة التي فرضت على الشعب جبرا وقتل من أجل رفضها ألوف من أهل العلم والدين هذا الإنجاز الدموي الشنيع خير من الموصل فليس على القائد أن يحزن فشعرة من رأسه خير من القارات السبع وإذا دام لنا قائدنا فلا عبرة بما فقدنا من أرض أو عرض أو دم أو مال. ألا لعن الله المنافقين

وهاك قصة أخرى:

 ويسأل [أتاتورك] مفتشَ المعارف حسن علي يوجل، ثم الوزير الدائم للمعارف في عهد عصمت إينونو:

– لقد درست الفلسفة أليس كذلك؟

– نعم يا سيدي. –

ما الفرق بين الصفر واللانهاية؟ –

هو الفرق الموجود بيني وبينك يا سيدي.

وهذا الجواب يكفي لانتخاب – أو بالحقيقة تعيين – حسن علي» نائبا في المجلس.([26])

وغروره هذا يدفعه إلى الإساءة إلى العلماء وتصغيرهم بطرح أسئلة عليهم ورفض جميع الإجابات التي يعرفها المختصون ثم تحقيرهم بشكل وضيع كما جرى مع المؤرخ أحمد رفيق

” وعندما يرى المؤرخ أحمد رفيق جالسا هناك يستدعيه إليه … يأتي إليه رجل العلم دون أن يعلم ماذا سيحل به ولكنه يأتي وهو يتوجس خيفة ويجلس أمامه وهو نصف منحني … يسأله:

– ما هو التاريخ؟

ولكي لا يقدم تعريفة سطحية يقوم رجل العلم باستعراض عدة تعاريف لكبار المؤرخين العالميين.

يصرح الصنم:

– هذه التعاريف كلها لا توضح التاريخ … إن التاريخ ليس أي تعريف من هذه التعاريف.

ينزوي «أحمد رفيقه في مكانه من الخوف … وعندما يرى أتاتورك حاله هذا يري أن الفرصة سانحة أمامه لإشباع طبيعته في تذليل الضعفاء. فيقول له:

– اصعد على هذه المنضدة وأصرخ إنني حمار.

يصعد البروفيسور والمؤرخ الكبير «أحمد رفيقا على المنضدة ويصرخ:

– إني حمار،

وعقب هذا يأتي تعريف التاريخ من قبل أتاتورك.

– التاريخ هو ترجمة لحاله وأحوال البشر.

وأمام هذا التعريف السطحي المبتذل يطلب أحد أذنابه الانتهازيين من الجالسين على المائدة وهو «يونس نادي، إذنا بالكلام … يضع إصبعه على صدغه يهتف بصوت عال:

– فكروا أيها السادة … فكروا إننا أمام أي تعريف عبقري! … التاريخ ليس إلا ترجمة الأحوال البشر وكذلك هو ترجمة حاله أيضا.([27])

ولنتناول هنا بعض نفاق أتاتورك في موضوع القبعة

“رأى مصطفى كمال أن الطرابيش والعمائم تذهب بالنقود إلى جيوب الأجانب”([28])

ولنتظاهر بالسذاجة ونصدق أن سبب إلغاء الطرابيش هو أن الأرباح تذهب إلى الأجانب  وليس العداء للدين ولكن نكمل الكلام فنجد “لكن بما أنه لم يكن يوجد في تركيا مصانع لإنتاج القبعات فقد حقق الصناعيون الأجانب لا سيما الإيطاليون أرباحا طائلة”([29])

والآن لنرى حرص أتاتورك على اقتصاد الأمة وأموالها:

فقد ذهب أتاتورك في إحدى الليالي بصحبة رشيد غالب إلى المطاعم وبعد أن سكر جاءته صاحبة المطعم وشكت له سوء حالها فتناول قطعة صغيرة من الورق وكتب إلى بنك ايش بنكاس يأمره بدفع مبلغ ضخم إلى تلك المرأة فيتضايق رشيد غالب ويلومه على فعله فيغضب أتاتورك ويجيب قائلا:

“- إني أدفع هذا من مالي الخاص. –

کلا … إن ذلك المال ليس مالك.

– مال من إذن؟

– إنه مال الأمة. ثم إنك لست مطلق التصرف حتى في المال الذي تحتجزه باسمك لتنفق منه حسب ما تشاء، فالمفروض أن تقيم من نفسك على نفسك رقيبا.

– اخرس!”([30])

ولحرص أتاتورك على مال الأمة يقوم بتبذير الأموال الطائلة من أجل إقامة التماثيل له في كل مكان:

“ظهرت موضة التماثيل([31])، إذ بدأ مصطفي کمال بنصب تمثاله في كل مكان. وبدأت البلدات جميعها بعمل تمثال له ونصبه، وقد تم جمع إعانات كبيرة لهذا الغرض وذهبت الملايين إلى أوروبا لأن التماثيل كانت تصنع في أوروبا.”([32])

وإليك نموذجا آخر يبين شدة حرصه على المال العام

“اشترت الحكومة التركية سافارونا [يخت فخم] في مارس 1938 مقابل مليون وربع المليون دولار وقدمته إلى أتاتورك هدية”([33]) وعلى كل حال لم يتمتع أتاتورك به فقد كان المرض قد أنهكه ووصل به إلى شفير القبر فقال: ” انتظرت هذا اليخت كطفل بانتظار لعبته فهل سيصبح قبري”([34])

وبما أن أطماع أتاتورك لا حدود لها وشهواته لا تنتهي، وإغداق المال على المنافقين مكلف فلا بد من مورد مالي جديد وهنا يستولي أتاتورك على مبلغ مقداره نصف مليون ليرة إنكليزية تبرع بها الهنود المسلمون لتركيا من أجل مساعدة القضية الإسلامية وقد أنشأ أتاتورك بجزء من هذا المبلغ بنك العمل وسجل السندات والأسهم باسمه([35])

ومع أن فقر الشعب كان شديدا إلا أن أتاتورك لم يجد رادعا عن إثقال كاهله بالضرائب

“كان الفقر يعم كل مكان والأيام الذهبية التي وعد الشعب بها بعد طرد الأعداء قد تمحضت عن أيام أسوأ من أيام السلطان عبد الحميد ذاته فقد عز الطعام وتفاقم الغلاء وشحت النقود بل شحت البضائع الضرورية واختفت من الأسواق وثقلت الضرائب وازداد جشع جباتها”([36])

ويرى هذا الطاغية الظالم كل شيء ملكه وتحت تصرفه فيتمادى في غيه إلى أن يصل إلى درجة اغتصاب بعض الطالبات:

يذكر رضا نور في كتابه حياتي وذكرياتي هذه القصة:

“في اليوم الثاني لوصولي إلى أنقرة جاءتني «شاهناده هانم، مديرة دار المعلمات حيث أخبرتني بتفاصيل حادثة شنيعة وقعت عندما كنت في روسيا. قالت: في إحدى الليالي وبعد منتصف الليل جاء مصطفي کمال مع ياوره صالح إلى باب المدرسة بسيارته وأخذوا إحدى البنات وذهبوا بها. وفي اليوم الثاني راجعت السيد احميد صبحي، وزير المعارف وشكوت إليه الأمر فقال إنه يعتبر بمثابة أب لهؤلاء البنات. ولكن ماذا أستطيع أن أفعل، يجوز أنه أحب البنت فأخذها. فذهلت من كلامه وتذكرتك وقلت في نفسي: لو كان موجودة هنا لأقام الدنيا وأقعدها». استفسرتُ الأمر من النواب فعلمت أن هذه الحادثة أثارت ضجة في المجلس وأن قسما من النواب قرروا طلب التوضيحات حولها فخاف مصطفى کمال وقام بتزويج هذه البنت بأحد مرافقيه من الضباط بعد أن تمتع بها عدة أيام، وقد رقي هذا الضابط بعد مدة”([37])

وأمام ازدياد طغيان أتاتورك وتعاظم ظلمه لا بد من ردة فعل ما فيحاول ضياء خورشيد اغتيال أتاتورك إلا أن الخطة تنكشف فيستغل أتاتورك الحادثة ليقوم بتصفية معارضيه جميعا حتى لو لم يكن لهم علم بالقضية([38])

ثم كانت ثورة الأكراد بقيادة الشيخ سعيد فقمت بكل قسوة ولم يبق فعل من أفعال الغزاة الوحشيين إلا فعله جنود أتاتورك

“فلم ينقض شهران حتى كان قد أخمد الثورة بغير رحمة فباتت كردستان كلها طعمة للنار والسيف أحرقت قراها وعذب رجالها وقتلوا وأتلفت محاصيلها واغتصب نساؤها وقتل أطفالها بمثل الوحشية الفظيعة التي ذبح بها أتراك السلطان في الماضي أعداءهم اليونان والأرمن والبلغار وأرسل مصطفى كمال محاكم عسكرية خاصة أطلق عليها محاكم الاستقلال تولت محاكمة الألوف من الأكراد فحكمت عليهم بالشنق أو النفي أو السجن كما عذب كثيرون وشنق ستة وأربعون من رؤساء القبائل في ديار بكر كان آخرهم الشيخ سعيد زعيم الثورة([39])

ثم يخرج شيخ صوفي في منمن يدعي المهدية فيقتل ولكن أتاتورك لا يكتفي بذلك بل يقوم بإصدار قرارات تعسفية تقطر حقدا وإجراما([40])

“يجب تنفيذ عقوبات الإعدام تباعا ودون انتظار (على المجلس أن يصادق عليها).

 – يجب إصدار قانون خاص لإعلان «منمن، والقرى الأخرى ذات العلاقة مناطق غير مسكونة وإعلانها مسؤولة في هذه الحادثة.

– إصدار قانون يقضي بعقوبة قاسية للأشخاص الذين ثبت أنهم مريدون أو شيوخ.” ([41])

وهكذا فالطاغية يقول كلمته ثم يأتي القضاء الهزلي لينفذ ما أملاه الطاغية مسبقا فالقضاء ليس إلا وشاءً يطرز به ثوب الطاغية

وإليك مثالا آخر على هزل القضاء يقول أتاتورك مخاطبا المدعي العام بهاء أربكان:

ماذا ستكون نتيجة دعوى علي صائب؟

قمت وقفا وقلت بأنه من المفروض انتظار قرار المحكمة.

وقبل أن أنهي کلامي كان صوت أتاتورك الذي يشبه صوت الرعد يملأ المكان كله: أية أهمية لقرار المحكمة؟ أية أهمية للحاكم؟ أية أهمية لك أنت؟ سأغلق المحكمة. وسأفصل الحكام وسأفصلك أنت»([42])

وثمة مزيد من الأمثلة على القضاء الهزلي([43]):

” ثم جاء دور محاكمة الكبار في أنقرة فحشدوا جميعا ـــ عدا الذين فروا من البلاد ـــ في قفص الاتهام وألفت المحكمة من ثلاثة قضاة من عصابة الفدائيين أتباع الغازي يرأسهم من يدعى (بالدعلي) وكان يتباهى بأنه قد حكم بالشنق على عدد من الأتراك يفوق العدد الذي حكم عليه أي تركي منذ عهد السلطان محمود الثاني وكان بالدعلي هذا قد تلقى أمرا من مصطفى كمال بأن يحكم على المتهمين جميعا بالإدانة أيا كان دفاعهم فأدار المحكمة بطريقة لم تسمح للمتهمين بالدفاع عن أنفسهم وأظهرت المحاكمة مصطفى كمال في دور البطل الوطني العظيم بينما لطخت بالأوحال سمعة الباشوات العسكريين الأربعة”([44])

وحتى يضمن أتاتورك استمرار حكمه يقوم بأمرين الأول:

إنشاء معارضة بأمره مرجعها إليه وتعاليمها منه وولاؤها له لا تخرج عن طاعته قيد أنملة([45])

” يستقدم صديقه القديم فتحي بك -الذي شغل عنده منصب رئيس الوزراء لبعض الوقت الذي كان سفيرة في باريس … يستقدمه ويكلفه بتأليف حزب معارض مزيف باسم الحزب الحر ولم يكن فتحي بك إلا تابعا مخلصا.([46])

والأمر الثاني تشكيل محاكم لها صلاحيات كاملة في القتل والسجن دون أن تتعرض لأي مساءلة (شبيحة)

” قام مصطفي کمال بتأليف هيئات متعددة. كل هيئة تتألف من (3 – 5) أعضاء من رجاله الصادقين دون أن يسأل رأي المجلس ودون أن يأخذ موافقته وأرسلها مع صلاحيات لا حدود لها إلى مختلف المدن التي عنها هو مع تخصيص مفرزة من الجندرمة للقيام بحراستها وتنفيذ أوامرها. كانت هذه المحاكم فوق كل سلطة، وكانت کابوسا ثقيلا ووسيلة خوف وفزع على الناس أينما ذهبوا أو حلوا فقط كانت تستطيع -وقد فعلت هذا فعلا- أن تقوم بإعدام عدد كبير من الناس في ليلة واحدة دون أخذ موافقة من أي أحد، ولم يكن هناك استئناف أو تمييز لقراراتها. وكانت تستطيع متى أرادت أن تقبض حتى على الوالي وأن تجره إلى المحكمة ولم تكن لها حاجة إلى أخذ أوامر من أي شخص.([47])

وهذه الوحشية([48]) التي استخدمها أتاتورك في قمع مخالفيه أحرجت مداحيه فأخذوا يبحثون عن ترقيعات مناسبة وإليك ما سطره أحدهم:

” فشمر الغازي من جديد عن قبضته الحديدية وكشر الذئب الأغبر عن أنيابه مرة أخرى إنه حاكم على شعب بدائي متوحش في أرض قاسية بدائية فلا مفر من أن يكون حكمه قويا ضاريا ومن ثم أعلن الأحكام العرفية وأعاد الرقابة الصارمة على الصحف ومنع حرية الخطابة منعا باتا”([49])

وهذا التصرف الجائر والظلم المتزايد أورث أتاتورك عداء الشعب بأسره فصار يتوجس شرا من كل أحد ” وتغير أسلوب حياة مصطفى كمال من أساسه فكف عن الاختلاط بالشعب والتحدث إلى الناس في الشوارع بحرية وصار متحفظا منعزلا”([50])

وبعد كل هذا الطغيان والإجرام والاستبداد والظلم يقول أتاتورك: “لا أريد أن يسجلني التاريخ بأنني رجل أورث الطغيان”([51])

ولكن اللعنات تمطر جدث أتاتورك ويقوم بعض المسلمين بتشويه التماثيل النصفية له مما يدعو خلفائه المجرمين إلى إصدار قانون عام 1951 يحرم إهانة ذكرى أتاتورك([52])

ولكن هيهات فقد أبى الله إلا ان يذل من عصاه لقد وضعت لأتاتورك البغضاء في الأرض فلا تسمع من أهل الإيمان إلا الذم له وسوء الثناء عليه فعلى أتاتورك وأتباعه ومن سار على نهجه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين

([1]) ليس هذا مبالغة من القول بل هو ما صرح به أتاتورك نفسه إذ قال عام 1932: فليترك الشعب السياسة جانبا في الوقت الحاضر وليضع همه في الزراعة والتجارة إنني ينبغي أن أحكم هذه البلاد عشرة أعوام أو خمسة عشر عاما أخرى وبعدها أستطيع أن أطلق للناس حرية الرأي (الذئب الأغبر ص225)

 ([2]) تنبيه: لا يعنيني هنا أن أتكلم في شأن جهالة نسبه وكونه لغير رشدة، كما لا يعنيني أن أتكلم عن فجوره الشخصي وانهماكه في ملذات الخمور والنساء، إنما الغرض في هذا المقال بيان سمة النفعية وعبادة الهوى

([3]) الرجل الصنم، ضابط تركي مجهول، ترجمة عبد الله بن الرحمن، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2013م (ص112)

([4]) الرجل الصنم (ص114)

([5]) الرجل الصنم (ص115)

([6]) أتاتورك السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة (ص295)

([7]) المصدر السابق نفسه

([8]) الذئب الاغبر، أرمستردنج، دار الهلال، العدد 16، 1952، (ص198)

([9]) الذئب الأغبر (ص200)

([10]) أتاتورك السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة (ص295)

([11]) ولنا أن نعقب على ترقيع أندروا فنقول: أصابك الله بداهية أيها الثقيل، ما أسمج ترقيعك وما أسخف تبريرك

([12]) المصدر السابق (ص433)

([13]) الرجل الصنم (ص207)

([14]) الذئب الأغبر (ص184وما بعدها)، وانظر الرجل الصنم (ص181 وما بعدها)، وأتاتورك السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة (ص392)

([15]) الرجل الصنم (ص195 وما بعدها) وانظر الذئب الأغبر (ص204) وأتاتورك السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة (ص409وما بعدها)

([16]) الذئب الأغبر (ص211 وما بعدها)

([17]) أتاتورك السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة

([18]) الرجل الصنم (ص131 وما بعدها)

([19]) الرجل الصنم (ص136 وما بعدها)

([20]) الرجل الصنم (ص55)

([21]) الرجل الصنم (59)

([22]) الرجل الصنم (ص346 وما بعدها)

([23]) الرجل الصنم (ص324)، وانظر أتاتورك السيرة الذاتية (ص536)

([24]) الرجل الصنم (ص63) وانظر أتاتورك السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة، أندرو مانجو، ترجمة عمر سعيد الأيوبي، دائرة الثقافة والسياحة، مشروع كلمة، أبو ظبي، ط1، 2018م (ص180)

([25]) الرجل الصنم (ص247)

([26]) الرجل الصنم (ص317 وما بعدها)، وانظر أتاتورك السيرة الذاتية (ص497)

([27]) الرجل الصنم (319 وما بعدها)

([28]) أتاتورك السيرة الذاتية (ص461)

([29]) المصدر السابق نفسه

([30]) الرجل الصنم (ص313)

([31]) للمزيد انظر أتاتورك السير الذاتية (ص482)

([32]) الرجل الصنم (ص352)

([33]) أتاتورك السيرة الذاتية (ص543)

([34]) المصدر السابق (ص545)

([35]) انظر الرجل الصنم (ص285) وانظر المزيد من سرقاته الضخمة (ص288)

([36]) الذئب الأغبر (ص202) وانظر أتاتورك السيرة الذاتية (ص 448)

([37]) الرجل الصنم (267 وما بعدها)

([38]) انظر الرجل الصنم (ص289 وما بعدها)

([39]) الذئب الأغبر (ص206)

([40]) انظر تفاصيل ذلك في أتاتورك السيرة الذاتية (ص498 وما بعدها)

([41]) الرجل الصنم (ص297)

([42]) الرجل الصنم (301)

([43]) وانظر المزيد من الأمثلة على التلاعب بالقضاء في كتاب أتاتورك السيرة الذاتية (ص449وما بعدها) و(ص461 وما بعدها)

([44]) الذئب الأغبر (ص210)

([45]) انظر أتاتورك السيرة الذاتية (ص494 وما بعدها)

([46]) الرجل الصنم (ص298)

([47]) الرجل الصنم (341)

([48]) للاطلاع على المزيد من الوحشية انظر أتاتورك السيرة الذاتية (ص477)

([49]) الذئب الأغبر (ص224)

([50]) الذئب الأغبر (ص202)

([51]) أتاتورك السيرة الذاتية (ص495)

([52]) انظر المصدر السابق (ص553)

هنا بقية مقالات العدد الحادي والخمسون من مجلة بلاغ لشهر المحرم ١٤٤٥هـ

https://fromidlib.com/مقالات-مجلة-بلاغ…٥١-_-المحرم-١٤٤٥/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى