عقائد النصيرية 19 – بعض مجازر حافظ الأسد – الركن الدعوي -مجلة بلاغ العدد ٢٦ – ذو الحجة ١٤٤٢ هــ

الشيخ: محمد سمير

الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛

فلا تعرف سوريا عبر تاريخها الطويل حقبة أسوأ من الحقبة التي قبضت على زمام الحكم فيها الطائفة النصيرية التي ارتكبت من المجازر ما يعيد إلى الذكرى المجازر التي ارتكبها المغول والتتار، وسنستعرض في هذ المقال عددا من المجازر الوحشية التي قامت بها قوات النظام الطائفي في عهد المقبور الهالك حافظ الأسد؛ فمن ذلك:

– مجزرة جسر الشغور:

“قامت الوحدات الخاصة التي يرأسها العميد علي حيدر بتطويق مدينة جسر الشغور وقصفها بمدافع الهاون وبالصواريخ من المروحيات؛ فدمرت المنازل والمحلات التجارية، ثم اجتاحتها في العاشر من آذار / مارس عام 1980 وأخرج من دورها 97 مواطنا من الرجال والنساء والأطفال وأمر عناصره بإطلاق النار عليهم، وقد شهد هذه المجزرة وشارك فيها توفيق صالحة عضو القيادة القطرية لحزب البعث، كما أمر حيدر وصالحة بتدمير البيوت وإحراقها فدمروا ثلاثين منزلا، وأمرا بالتمثيل ببعض الجثث أمام الناس، أسفر ذلك عن مقتل وجرح العشرات من الناس، وألقي القبض على مائتي شخص على الأقل، في اليوم التالي أمرت محكمة عسكرية بإعدام أكثر من مائة من المعتقلين” [موسوعة ويكيبيديا – مجزرة جسر الشغور].

– مجزرة كنصفرة:

“وقد قدر لها أن تشهد جانبا من ظلم حافظ الأسد وأعوانه في آذار 1980 يوم أن قدم إليها أمين سر فرع الحزب في محافظة إدلب، ومديرا التربية والتموين فيها، إضافة إلى مسؤولين آخرين، وقد اجتمعوا في القرية ببعض الحزبيين فيها، وفي نهاية الاجتماع حاول الأهالي البسطاء اغتنام الفرصة فعرضوا بعض مطالبهم الضرورية كالماء والكهرباء والمدارس، ولكن الزائرين المتغطرسين سخروا من المواطنين واستثاروهم، ثم أمروا عناصرهم المسلحة بإطلاق النار عليهم فقتلوا مواطنا وجرحوا عشرة آخرين ثلاثة منهم بجراح خطيرة ، وما لبثوا بعد ذلك أن أمروا بحملة اعتقالات واسعة بين المواطنين” [حماة مأساة العصر ص21].

– مجزرة سوق الأحد في حلب:

“هاجمت عشرون سيارة عسكرية محملة بالعناصر سوق الأحد المزدحم بالناس البسطاء من عمال وفلاحين ونساء وأطفال يؤمون هذا السوق الشعبي الواقع في منطقة شعبية في مدينة حلب من أجل ابتياع ما يحتاجون إليه من الباعة المتجولين على عرباتهم وبسطاتهم، وأخذت تلك العناصر المسلحة تطلق النار عشوائيا على الناس، فسقط منهم 192 مائة واثنان وتسعون قتيلا وجريحا” [ويكيبيديا].

– مجزرة سرمدا:

في 25 / 7 / 1980 طوقتها قوات العميد الطائفي علي حيدر (الوحدات الخاصة) ثم داهمتها وفتكت بنسائها ورجالها الذين جمعت ثلاثين منهم في ساحة القرية ثم أطلقت نيران الرشاشات، ثم ربطت بعض شباب القرية بالسيارات والدبابات وسحلتهم أمام الناس وتركت الجثث الأخرى في القرية” [حماة مأساة العصر ص22].

– مجزرة حي المشارقة في حلب:

كانت قوة من الوحدات الخاصة والتي كان يرأسها اللواء علي حيدر آنذاك قد وصلت إلى حي المشارقة في هذا اليوم الأول من أيام عيد الفطر بعد قيام الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين باغتيال عدد من عناصر المخابرات في الحي في الأيام السابقة، وقامت هذه القوات قبيل الظهر باقتحام عدد من المنازل في الحي أثناء قيام الأهالي بتبادل الزيارات العائلية المعتادة في صباح اليوم من العيد، وتم اختيار مجموعة من الذكور لا على التعيين ودون شرح أسباب اختيارهم أو إلى أين يتم اصطحابهم، وتراوحت أعمار الذين تم اختيارهم ما بين 16 و 72 عاما تقريبا، وكان من بينهم بعض العاملين في أجهزة الدولة وأعضاء في حزب البعث الحاكم، تم اقتياد مجموعة الذكور الذين تم اختيارهم وعددهم 83 شخصا إلى مقبرة هنانو المجاورة؛ حيث وضعوا باتجاه حائط المقبرة وقام عناصر الوحدات الخاصة بفتح النار عليهم وقتلوهم جميعا، وبحسب نشرة منظمة العفو الدولية الصادرة في عام 1983 فإن ضحايا المجزرة تم دفنهم في حفرة كبيرة قرب المقبرة بشكل جماعي” [اللجنة السورية لحقوق الإنسان، خمس وثلاثون عاما على مجزرة حي المشارقة].

يقول أبو خالد مجدمي الناجي الوحيد من هذه المجزرة: “كنت أستعد لمغادرة المنزل لمعايدة أخي في حي بستان القصر قبل أن أسمع الباب يُدق بل يتأرجح لشدة الطرق، فتحت الباب ليقذفني عنصران إلى الشارع وأنضم إلى قافلة من المدنيين من سكان الحي. كان الذهول سيد الموقف، حاولت أن أسأل جاري أبو يوسف حوري عما يحدث، فرد أحد العناصر بنهري بأخمص البندقية صارخا: ممنوع الهمس.

كنت شبه متأكد أننا ماضون إلى التحقيق في أمر ما يتعلق بأصوات إطلاق النار الذي سمعته قبل قليل. وصلنا مدرسة المأمون، كان العقيد هاشم معلا على سطح المدرسة يتحدث عبر جهاز لاسلكي، وبعد أن أنهى المكالمة أعطى إشارة لتبدأ حفلة التعذيب. لم يسألونا سؤالا واحدا عن أسمائنا أو انتمائنا، بل كانت سياط الجلاد هي المحاور الوحيد.

أُنهكت العناصر بعدما أنهكت أجسادنا المتعبة، بينما العقيد الذي يستلذ بسحقنا كحشرات تحت قدميه لم يفرغ كل ما جعبته من حقد ليأمر مجموعة تجاوزت العشرة عناصر باقتيادنا إلى المقبرة مستقبلين الجدار، كان الالتفات ممنوعا كما الحركة والهمس.

إلا أن رجلا أربعينيا التفت صارخا أقرب ما يكون إلى الشرح: أنا بعثي، زوجتي علوية، أنا دكتور في كلية الهندسة المدنية..، وربما لم يكمل عبارته حتى انهالت مئات الرصاصات على تلك الأجساد المتعبة. أفرغوا مخازن البنادق، ربما قتل 80 % منا، أما أنا فأصبت في ساقي وزحفت بُعيد رحيل الجنود إلى شاحنة صغيرة، عندها اقتربت نساء الحي يندبن أزواجهن، لكن صوت الرصاص القادم مع الشاحنات كان أقوى، بل كان كفيلا بتحرير الجولان كما يتندر السوريون.

اقتلعت الجثث عبر جرافات كانت قد أعدت حفرة عميقة بالكاد استوعبت كل هؤلاء الضحايا، ومنع الجميع من الاقتراب على مدار السنوات وربما إلى اليوم، ثم قال أخيرا: الإنسان في بلدنا رخيص” [مدونة الجزيرة – الكاتب علي سلوم].

– مجزرة بستان القصر في حلب:

“في اليوم التالي لعيد الفطر وللمجزرة التي ارتكبها هاشم معلا في المشارقة في 12 / 8 / 1980 جمعت قوة من العناصر الطائفية في الفرقة المدرعة الثالثة التي احتلت حلب، جمعت خمسة وثلاثين مواطنا أخرجتهم من بيوتهم وأطلقت عليهم النار فقتلتهم جميعا” [حماة مأساة العصر ص23].

– مجزرة الكلاسة والقلعة:

“مجزرة الكلاسة 35 إلى 110 قتيل، مجزرة تحت قلعة حلب..، ويقدر عدد القتلى 1600 إلى 1900 قتيل وجرحى دفنوا وهم أحياء [ياسمين آذار المخضب بالدم، الحلقة 38، بقلم محمد فاروق الإمام].

– مجزرة أقيول:

“إعدام أكثر من 2000 شاب على مدى عامين في ساحة الألمجي لمجرد أن مسؤول تنظيم الإخوان المسلمين عن حلب مصطفى قصار من هذا الحي” [المصدر السابق].

 

– مجزرة تدمر النسائية:

هذه المجزرة فريدة بين المجازر التي ارتكبها الطغاة عبر التاريخ، ففي 19 / 12 / 1980 حفرت بلدوزرات نظام أسد أخدودا كبيرا استاقت إليه مائة وعشرين امرأة كانت سلطات الأسد اعتقلتهن كرهائن من أمهات الملاحقين وأخواتهم وأودعتهم سجن تدمر الصحراوي، ثم أطلقت عليهن النار وهن على حافة الأخدود فوقعن فيه مضرجات بدمائهن، ثم أهال المجرمون التراب عليهن وبعضهن يعلو أنينهن إذ لم يفارقن الحياة بعد [حماة مأساة العصر ص23].

 

– مجزرة حماة الأولى:

كانت مدينة حماة -وما تزال- بحكم التكوين النفسي والديني والوطني والتاريخي لسكانها – الهاجس الذي أقلق رأسي النظام الأسدي حافظ ورفعت حتى بلغ الأمر بالسفاح رفعت أن يصرح أكثر من مرة أنه سيجعل المؤرخين يكتبون أنه كان في سورية مدينة اسمها حماة، وأنه سيبيد أهلها لتكون عبرة لغيرها.. تعرضت مدينة النواعير لأول مجزرة جماعية في نيسان 1980 عندما حوصرت من كافة الجهات وقطعت عن العالم الخارجي وقطع عنها المياه والكهرباء وفتشت بيتا بيتا، وقتل المجرمون عددا من أعيان المدينة وشخصياتها، كما اعتقل المئات [حماة مأساة العصر ص24].

 

– مجزرة حماة الثانية 1981:

قامت وحدات من القوات السورية الخاصة واللواء 47 بالانتشار في حماة وبدأت بتفتيش المنازل إضافة إلى عزلها أحياء بعد اندلاع قتال في الشوارع، وفرضت حظر التجول، ودخلت قوات من الجيش السوري إلى المدينة، وإعدام ما لا يقل عن 350 مواطنا كما جرح 600 آخرين عشوائيا على أيدي قوات الأمن في الفترة بين يوم الخميس 23 إبريل 1981 والأحد 26 إبريل 1981 [ويكيبيديا].

– مجزرة طرابلس في لبنان:

شهر 10 / 1985 وبتعاون مع مليشيات الحي النصيري في جبل محسن في طرابلس أقدمت القوات السورية على حصار ودك مدينة طرابلس عاصمة أهل السنة في شمال لبنان.. وكانت قد ارتكبت مجزرة في مخيمات بيروت قبل ذلك بأسبوع ، وعلى مر 20 يوما ذكرت وكالات الأنباء أن أكثر من مليون صاروخ وقذيفة دمرت أكثر من نصف مباني المدينة وجعلتها معزولة عن العالم، وساهمت القوات اللبنانية الكتائبية النصرانية في الحصار ومنع الوقود والدقيق عن طرابلس، وقد قتل في هذه المجزرة عدة آلاف وفر من المدينة أكثر من 300 ألف نسمة، وحُلت الأحزاب الإسلامية، وتم توقيع الاتفاق على نزع سلاحها بواسطة إيران [أهل السنة في الشام في مواجهة النصيرية والصليبية واليهود ص63].

ولنكتف بهذا القدر في هذا المقال لنكمل في المقال القادم إن شاء الله.

 

لتحميل نسخة من المجلة يمكنك الضغط هنا  

لقراءة باقي المقالات يمكنك الضغط هنا 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى