عقائد النصيرية 11- مستشرق ينقل عقائد النصيرية مجلة بلاغ – العدد الثامن عشر – ربيع الثاني 1442 هـ

الشيح: محمد سمير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛

فنقف اليوم مع كتاب جديد يتحدث عن النصيرية، وهذا الكتاب لمستشرق عاش بين أظهرهم واطلع على كثير من أسرارهم وكتبهم السرية، وهذا الكتاب هو “اللغز الآسيوي المتجلي في تاريخ نصيرية بلاد الشام ودينهم ووضعهم الحالي” لصموئيل لايد، وقد ترجمه وعلق عليه سيدي محمد ولد زكي، وطبع عام 2018 مع مقدمة مفيدة للمترجم عرَّف فيها بالمؤلِّف والمؤلَّف، فذكر أن المؤلف صموئيل ولد في إنجلترا عام 1825 وتخرج في كلية يسوع التابعة لجامعة كامبردج وحصل على شهادة الماجستير عام 1851 ثم سافر إلى سوريا عام 1853 لأداء مهام تبشيرية وعاش في جبال النصيرية وتحديدا في قرية بحمرة حتى عام 1859 وتوفي في الإسكندرية إثر مرض ألم به عام 1860.

 

يبتدئ صموئيل كتابه بذكر المؤهلات التي جعلته جديرا بالكتابة عن النصيرية فيقول: “وما جعلني أهلا لتلك المهمة أولا: علاقتي التي استمرت لعدة سنين مع النصيرية فقد كنت الأوربي الوحيد الذي عاش بين ظهرانيهم في جبالهم التي سكنوا فيها وحيدين دون أن يختلطوا بعشائر أخرى. ثانيا: اطلاعي على معتقدات النصيرية وعاداتهم كما وردت على لسان خدم مسيحيين وأشخاص آخرين نشأوا في مناطق النصيرية، وأخص بالذكر خادما نصيريا تسنت له فرص كثيرة للاطلاع على معلومات تخصهم. ثالثا: حصولي على كتاب الشعائر النصيرية المسمى كتاب المشيخة الذي يوضح جميع النقاط الأساسية في المنهج النصيري سواء أعقائدية كانت أم شعائرية، وبالإضافة إلى ذلك فقد راجعت أعمال المؤرخين والمؤلفين العرب وغيرهم ممن يعتقد أنهم سلطوا الضوء على موضوع النصيرية وبحثت في جميع وثائق النصيرية المنشورة التي سمعت بها”.

 

ثم بدأ صموئيل كتابه بوصف بلاد النصيرية وجغرافيتها وهو يصف أثناء ذلك بأنهم (همج) وكثير منهم يحترف السرقة.

 

ثم يتكلم في الفصل الثاني عن تاريخ الفرق الإسلامية السرية المبتدعة؛ فيتحدث فيه عن بعض الفرق الضالة كالقرامطة والإسماعيلية الذين خرجوا منهم ثم الدولة العبيدية التي انبثق منها الدروز.

 

ثم عقد الفصل الثالث للحديث عن تاريخ النصيرية، وذكر أنهم ينقسمون إلى الطائفة الشمسية والطائفة القمرية، وتسمى الأولى بالمواخسة والثانية بالكلازية، ويذكر الهجرات التي جاءت بهم الى تلك الجبال، ثم يتحدث عن العلاقة بين النصيرية والإسماعيلية وبينهم وبين الدروز.

 

وفي الفصل الرابع تحدث عن المنهج الديني للفرق الإسلامية السرية المبتدعة. وذكر فيه مبدأ تأليه البشر وكيف دخل على الفرق الإسلامية الغالية.

 

ثم نصل إلى الفصل الخامس وهو مقصودنا من الكتاب وهو بعنوان: المنهج الديني النصيري الإيمان أو العقيدة، فيذكر ص 59: “يؤمن النصيرية بإله واحد أبدي قائم بذاته ظهر في صور بشرية سبع مرات في عالمنا من هابيل بن أدم إلى علي بن أبي طالب، والظهور الأخير هو الأفضل”.

ثم يذكر أن الإله بزعمهم له معنى ظاهر وباب فيصير الثلاثة ثالوثا مقدسا، فيقول ص 59: “وفي كل ظهور يستخدم الإله شخصين آخرين فيخلق الشخص الأول من نور ذاته ثم يخلق الشخص الأول الشخص الثاني ويكون الشخصان مع الإله ثالوثا لا ينفصل يسمى المعنى والاسم والباب”.

ويذكر ص61 عقيدة التناسخ فيقول: “يؤمن النصيرية بأن الأرواح جميعها خلقت من عنصر يحل في جميع الكائنات، وأنه بعد عدد معين من عمليات التناسخ تصبح أرواح المؤمنين نجوما في العالم النوراني الكبير”.

ثم ينقل ص61 من بعض مخطوطات النصيرية أن عليا هو الله، وما أوردته تلك المخطوطات من أدلة مزعومة على ذلك.

ثم يقول ص62: “ويعتقد النصيرية أن عليا ظهور نوراني وليس من لحم ودم، وأن أفعاله تكون في الظاهر فقط، وعلى سبيل المثال حدثني الخادم النصيري أنهم يقولون بأنه لم يتزوج في الحقيقة، وكيف يتزوج وهو الله؟”.

ثم ينقل عددا من الأسئلة وأجوبتها من مخطوطة تعليم الديانة النصيرية.

ثم يذكر لجوء النصيرية إلى التأويل الباطني للشرائع، فيقول ص 69: “وبالطريقة الرمزية التي يشخص بها المنهج النصيري أشياء أرضية وسماوية والعكس صحيح، يعد محمد صلى الله عليه وسلم تشخيصا للصلاة ويستخدم لغرض تشخيص الصلاة أفراد من آل بيته وأصحابه مثل أولاده وخصوصا فاطمة والحسن والحسين، وهناك أشعار سخيفة بهذا الخصوص منسوبة للمرجع الكبير حسين الخصيبي:

كما الصلاة رجال أشخاصهم تأويل

خمسون شخص [كذا في الأصل] وشخص مقدس بهلول

محمد ثم فاطر والشبران أصول

الكل منهم ومعهم هم الهدى والسبيل

كما الزكاة هي الباب اسمه جبريل

سلمان ليس سواه إلى الرسول دليل”.

وفي ص76 يعود للحديث عن التناسخ بشكل مفصل فيقول: ما يسميه المسلمون تناسخا يسمى عند النصيريين التكنيس أو التجايل (المجيء في أجيال متعاقبة)، ويقول المبشرون اليسوعيون عن ذلك يؤمن النصيرية بالتناسخ، ويقول: إن الروح نفسها تنتقل من جسم إلى جسم إلى آخر سبع مرات، لكن مع فارق أن روح الرجل الصالح تدخل في جسم أفضل، منه وتحل روح الرجل الطالح في جسم حيوان نجس.

ويقول ص76 : “وعندما يسمع النصيرية أصوات بنات أوى قبل حلول الغسق، سمعتهم مرارا يرددون: هؤلاء مسلمون يدعون إلى صلاة العصر لأن أرواح المسلمين تنتقل إلى بنات أوى”.

ثم يختم صموئيل هذا الفصل بذكر بعض مؤلفات علماء النصيرية مع التنبيه على جهلهم بالنحو وكثرة الأخطاء النحوية فيها.

 

ثم ننتقل إلى الفصل السادس وهو يتحدث عن الممارسات والشعائر، ويذكر فيه بعض الابتهالات والأدعية لديهم وبعض طقوسهم أثناء أداء الصلوات، ثم يتحدث عن تقديسهم للخمر وتسميتهم إياه بعبد النور، وبعض أعيادهم وطقوسها، وكيفية إدخال الذكر النصيري في الدين بعد بلوغه 18 أو 20 عاما، أما أبناء المشايخ فيكتفى بأن يبلغوا 16 عاما.

 

ثم عقد صموئيل الفصل السابع للحديث عن عادات النصيرية، وبدأ بذكر نظرتهم إلى المرأة، فيقول ص88: “أما المرأة النصيرية فهي مستثناة في التعليم والشعائر والأدعية الدينية، وليس السبب في ذلك ميل المرأة إلى إفشاء الأسرار، بل لأن النصيرية يعتقدون أن المرأة نجسة”.

ثم تحدث عن المزارات التي تنتشر بكثرة في قراهم ويقدم لها النذور وتعظم تعظيما شديدا، حتى إن الحالف يحلف بالله كذبا ولا يجرؤ أن يحلف بالمزارات كذبا؛ لأن الله يسامح وأصحاب المزارات لا يسامحون، ثم يذكر أعيادهم التي يحتفلون بها ويذكر عاداتهم في الختان والزواج ودفن الموتى ورقى من يصاب بمس من الأرواح الشريرة، ثم يذكر بعض المشاجرات بين القبائل في الجبل.

 

وأخيرا يختم صموئيل كتابه بنقل فقرات من كتابين مهمين للنصيرية؛ وهما: كتاب المشيخة، وكتاب تعليم الديانة النصيرية.

 

وبهذا نكون قد أتينا على ختام هذا المقال، وإلى مقال قادم إن شاء الله..

 

 عقائد النصيرية 11- مستشرق ينقل عقائد النصيرية مجلة بلاغ - العدد الثامن عشر - ربيع الثاني 1442 هـ الشيح: محمد سمير #موقع_من_إدلب #ما_يسطرون

عقائد النصيرية 11- مستشرق ينقل عقائد النصيرية
مجلة بلاغ – العدد الثامن عشر – ربيع الثاني 1442 هـ
الشيح: محمد سمير
#موقع_من_إدلب
#ما_يسطرون
 عقائد النصيرية 11- مستشرق ينقل عقائد النصيرية مجلة بلاغ - العدد الثامن عشر - ربيع الثاني 1442 هـ الشيح: محمد سمير #موقع_من_إدلب #ما_يسطرون
عقائد النصيرية 11- مستشرق ينقل عقائد النصيرية مجلة بلاغ – العدد الثامن عشر – ربيع الثاني 1442 هـ الشيح: محمد سمير موقع من إدلب ما يسطرون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى