سؤال يطرح نفسه إلام تعود هذه الانحرافات في اتجاه بعض قادة الحركة الإسلامية؟

سؤال يطرح نفسه

يقول الأستاذ أبو مصعب السوري في كتابه: “الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا”:

سؤال يطرح نفسه:
إلام تعود هذه الانحرافات في اتجاه بعض قادة الحركة الإسلامية؟ إننا إذ نتتبع هذه الانحرافت وغيرها وحسب ما تسمح به هذه العجالة فإننا نرى أسبابها محصورة والله أعلم في أحد ثلاثة أوجه:

#أولاً: أن هذه القيادات الإسلامية قد أنهكتها المحن المتوالية، وضربات الطواغيت وسجونهم فهزمت نفسياً وأدى هذا إلى أنها شاخت وعجزت عن مواكب التطور المتسارع المتناسب مع المد الإسلامي، فعجزت بالتالي عن وضع الخطط المناسب له، وتشبتث بالعمل الذي تديره، بل ورفضت التخلي عن مواقعها في القيادات لمن يقوم بهذا الأمر فانعكس هذا سلباً على النحو الذي رأينا.

#ثانياً: إن هذه القيادات عجزت عملياً عن إعطاء المثل العملي والواقعي في التضحية والفداء لما رفعت من شعارات، وجبنت عن تكاليف الطرح وبذل الأرواح وتحمل المشاق ولم تعترف بهذا .. ولم تتخل عن قياداتها لمن يقوم بالأمر وبررت ذلك بأعذار واهية من ضرورة التعقل والتريث والتخطيط السليم .. ووصفت كل خروج عن نهجها بأنه طيش وجرّ إلى المذبحة، فانعكس هذا سلباً على النحو الذي بيننا.

#ثالثا: – ونرجو الله من كل قلوبنا ألا يكون كذلك – أن القوى العالمية ومخابراتها وأجهزتها الامبريالية والماسونية، قد استطاعت تحديد عمق المد الإسلامي، وأدركت خطورته وأن المارد الإسلامي لا بد وأن يتحرك، وأن ينفجر الشباب المسلم في حركات جهاد وفداء قد تستولي على أجهزة الحكم في البلاد الإسلامية، ولن يكون من المجدي دخول الصدام معهم .. فعمدت إلى حل أسهل وأخبث وهو التسلل إلى قلب هذه الحركات عن طريق زرع أشخاص عملاء لها ودفهم لسدة القيادة بالطريق المعتمدة لدى هذه الأجهزة الامبريالية، أو بشراء ضمائر آخرين بشكل أو بآخر، مما أدى إلى حرف سفينة الحركة الإسلامية وإبطال فاعليتها. فبرزت بشكل تصرفات وطروح عجيبة. وليس من الضروري أن زراعة العميل لقاء شرائه بالمال أو غيره، لقد تطورت أساليب زراعة العملاء إلى إيجاد نوع منهم لا يدري أنه عميل .. لقاء اشباع اتجاهات لديه يدفعه بها أعداؤنا إلى ما يريدون. ويلفت هذا الاحتمال النظر إلى سؤال طالما طرحناه في دائرتنا مثلاً: لم تستمر في قيادة الحركة الإسلامية في سوريا رجالات أصبحت بفشلها وانحرافها مرفوضة قاعدياً؟! هل هو العجز عن استبدالها أم أنها مفروضة علينا؟! .. والله أعلم.

وهنا يأتي دور السؤال العريض الذي طالما رددته وتردده حناجر المخلصين لهذا الدين (ماالحل؟؟ وكيف الخلاص؟؟)
وقبل أن نحاول الإجابة على هذا السؤال المصيري -من وجهة نظرنا- والله هو العليم، لابد وأن نقدم لذلك بالحديث عن أمر ذي أهمية كبيرة لإيضاح منطلقات الجواب على هذا الأمر المصيري. ألا وهو قضية الحكم، وحكم الدار التي نحن فيها الآن، وحكم الإسلام في حكامنا الحاليين، وما يوجبه علينا فيهم .. وقضايا أخرى هامة في هذا السياق.

أبو حمزة الكردي 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى