بيان توضيحي من مسلم الشيشاني أمير كتيبة جنود الشام، بشأن طلب هيئة تحرير الشام عبر جهاز أمنها تفكيك الكتيبة ومغادرة إدلب.
بسم الله الرحمن الرحيم
يبدو أن ما تم تداوله حول ما حصل معنا مؤخرا وصل لدرجة لا تترك مجالا للصمت.
بداية لم نرد أن يحدث بسببنا اختلاف وشقاق بين المسلمين، ولذلك حاولنا حل المسألة بعيدا عن الإعلام. لكن، تفاجأنا بالناطق باسم مكتب العلاقات الإعلامية للهيئة يتكلم بكلام، وكأنه لا يعلم بالذي حدث معنا!، ويوجه لنا تهما نحن برءاء منها، ولأن هناك من طرف الهيئة من ينفي ما حصل معنا أو لا يعلمه؛ وجدنا من الضروري أن نوضح لهم وللمسلمين ما حدث.
فنعم، أتتنا ورقة استدعاء من مسئول الجهاز الأمن العام التابع للهيئة في منطقتنا، وفي اليوم التالي ذهبت مع بعض الإخوة إليهم، طلبوا مني تفكيك الجماعة ومغادرة إدلب، وقال لي: (هذا قرار نهائي للهيئة ولا يسمح لك بالاستئناف على هذا القرار) فسألته: ما السبب؟! فأنا هنا منذ أكثر من ثماني سنوات، وهل رأيتم مني خلال هذه الفترة أي ظلم؟! فأجاب: لا.
فسألته: هل شاركت في أي مؤامرة ضدكم أو تضر بكم؟! فأجاب: لا.
فسألته: هل خالفت نظام إدارتكم؟ فأجاب: لا
فقلت: فما السبب إذن لمثل هذا القرار؟!
فقال: السلطة اليوم بيد الهيئة، ولن نترك أحدا لا يطيعنا أو ليس تحت سلطاننا.
– هذا أهم ما قيل في هذا الحوار الذي دار بيننا. وتعقيبا منا على ذلك:
لو كان هناك اجتماع لجميع فصائل الإخوة الأنصار في الشام، وكنا نحن في الطرف المخالف لذلك لتفهمنا هذا القرار الذي اتخذته الهيئة، ولكن ما زالت تتواجد حتى اللحظة الكثير من الجماعات مثل (أحرار الشام، فيلق الشام، أنصار التوحيد) وحتى مثل الحزب الإسلامي التركستاني وغيرهم الكثير..
فلماذا يطلبون مني أنا شخصيا ذلك؟! لا أستطيع تفهم ذلك. نحن كجماعة من آخر من يفكر أحد أننا نسبب لهم مشاكل.
– وأكثر ما أثر فينا كجماعة وخاصة علي، وآلمني كثيرا، التهم التي وجهها لنا الناطق الإعلامي باسم الهيئة في بيانه الرسمي: من اتهامنا أننا نتستر على المجرمين والمطلوبين ونحميهم، أو ندافع عنهم، ومن طلب الهيئة منا المساعدة في ذلك وأننا لم نقم بمسؤوليتنا في هذا الصدد!!
من يعرفنا، يعرف جيدا أننا خلال السنوات الثمانية الماضية ندعوا المجاهدين عامة والمهاجرين خاصة إلى أن نكون مثالا للأمة وقدوة لها، وأن لا نكون مثل ضعفاء الأمة المسلمة؛ لأننا خرجنا في طريق الجهاد كحماة للإسلام، ومن أجل حماية النظام الإسلامي القائم على العدل، وأن كل العالم ينظر إلينا ويراقبنا كمجاهدين، ومنهم من تعلق أمله بعد الله بنا، والبعض الآخر يطعن في الإسلام إذا نحن ارتكبنا الأخطاء؛ وهذا السبب يستوجب منا مسئولية أكبر. هذا ما ندعوا إليه، ثم تتهمنا الهيئة بمخالفة نظام الإسلام، وعدم قيامنا بمسئوليتنا!!
بخصوص عملية السطو على الصراف في كفر تخاريم، أظن أن الهيئة وصلت لهم معلومات خاطئة: فهؤلاء المجرمون الذين تتحدث الهيئة عنهم، ليس لنا أي علاقة بهم، نعرف بعضهم عندما كانوا في الهيئة سابقا. قبل سنتين، أيام معارك جبل التركمان والأكراد انضموا إلينا، ثم تركوا كتيبتنا، ومن هذا الوقت لا نعلم عنهم شيئا. لكن، كان هناك أمر واحد أنه أثناء القبض على هؤلاء المجرمين، لاحقا تم القبض على اثنين مشتبه بهما من مواطنيهم تربطهم بهم صلة قرابة، وهما من كتيبتنا، وكانت هناك شبهة تواصل بينهم وبين المجرمين، بقيا في السجن ثلاثة أشهر، وبعد انتهاء التحقيقات أطلقت الهيئة سراحهما (براءة)، ولم يثبت في حقهما شيء، فليس بيننا وبين هذه الجرائم أو المجرمين أي علاقة، ولذلك نرجوا أن لا يتهمنا أحد بشيء من ذلك.
قبل ذلك، سواءا داخل سوريا أو خارجها إذا سئل أحد الإخوة من جماعتنا مع من أنتم؟ فيقولون مع كتيبة جنود الشام، ويذكرون كتيبتنا، والناس تعرف جماعتنا وأننا بعيدون عن القذارة، التي تدنس اسم المجاهدين هنا، فكانوا يحترمونهم، عندما يعلمون أنهم من جماعتنا، فلا أريد أن يُنظر للإخوة من جماعتنا بعين الشبهة أو الإجرام، فالقسوة والظلم ليسا من أخلاقنا -وحتى أعداؤنا لا نعاملهم بهذه الصفات-.
وكلامي التالي يوضح ذلك:
وأنا أُشهد كل المجاهدين الذين شاركوا معنا بالعمليات بدءا من الشيشان وانتهاءا بأرض الشام، وعندما كنا نخرج لتنفيذ العمليات فقد كنا نحذر الإخوة دائما وبشدة أن لا يمسوا أو يضروا المدنيين سواءا كانوا نساءا أو رجالا، ونمنعهم من قتل الأسرى -إن لم يكن من أحدهم خطر-.
وأقول لكم أكثر من ذلك عندما كنت أرى العدو يلقي سلاحه ويحاول الهرب كنت أكره أن أطلق عليه النار من الخلف، وكنا دائما نسلم الأسرى الذين تحت سلطتنا لأهل المنطقة، وننبه عليهم أن لا يقتلوهم، بل يبادلوهم بأسرى المسلمين، ومهما كان عددهم، فلا يُقارن قتلهم بإنقاذ وتحرير أخت لنا أو أخ من الأسر، أو أب أو ابنا لنا من أبناء المسلمين، خاصة وأن بين أعدائنا الكثير من المحسوبين على أهل السنة، الذين يتم تجنيدهم إجباريا.
كما قلت، لم نتعامل بالأخلاق السيئة مع الأسرى الروس، ومن يعرف الوضع في الشيشان -من أخبار المجاهد
ين وليس من الدعاية والإعلام الروسي- سيعرف كيف تعاملنا مع الأسرى الروس هناك؛ فالمجندون إجباريا كان يتم تسليمهم لأهلهم، وأعرف جيدا أن كثيرا ممن تأثر بالدعاية الروسية السيئة ضدنا سيكون من الصعب عليهم فهم ذلك وتصديقه، ولكننا بالفعل، كنا نحن وعلماؤنا نحارب القسوة والظلم، الذي انتشر اليوم في الأرض بين الكفار وبعض المسلمين.
فماذا سيبقى لنا من الإسلام إذا نحن نحينا العدل جانبا؟!! لا يبقى شيء. فالإسلام هو العدل، وتأتي الهيئة اليوم وتتهمنا بفعل جرائم ضد المسلمين!!
وللعلم، لم يتواصل معنا أحد منهم حتى الآن طالبا المساعدة، وما طلبوا أحدا منا، ووالله لو كان بيننا بدءا مني من ظلم، ويجب عليه الوقوف أمام القضاء الشرعي؛ فلا يكن عندكم ولا عند أضعف رجل من المسلمين شك في أنني سأمتثل للمحكمة، بل سأمتثل من دون أن يكون عندي حرج من ذلك.
أخبرونا إذن فلماذا نضحي بأنفسنا إن لم نطبق شريعة الله على أنفسنا.
– أعتقد أننا لا نستحق مثل هذه الطريقة في المعاملة، فقد ضحينا بالكثير من وقتنا ودمائنا كي نساعدكم.
– وللعلم خلال كل هذه الفترة السابقة من تواجدنا هنا بالشام كنا نكتفي بما معنا من قوة وإمكانيات، ولم نأخذ أبدا شيئا من الهيئة، لا ذخيرة فضلا عن سلاح، وكل مقراتنا وبيوتنا جهزناها بمقدراتنا، وكان في الشيشان أيضا مهاجرون، والعالم كله يعرف كيف تعاملنا معهم، وإذا كان الدَّين لا يغفر حتى للشهيد فنريد أن نطهر أنفسنا من أي دين علينا.
وأغتنم هذه الفرصة فأريد أن أقول للشعب الشامي عامة وللمجاهدين خاصة: إن بدر منا أو ظهر أي ظلم أو دَين، وعندكم ما تشتكون به علينا فمرحبا بكم.
– ونريد أيضا أن يعرف الشعب الشامي شيئا مهما:
عندما ذهبت للشخص الذي أعطانا قرار الخروج من إدلب؛ سألت: كيف تقول لي ارحل؟! وأنتم تعلمون جيدا أنني مطلوب عالميا؛ وهذا ليس بسبب جهادي في الشيشان؛ بل بسبب جهادي هنا. فرد عليَّ قائلا: بأن مصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الشخص، وأن مصلحة الدولة مقدمة على مصلحة الجماعة، ولا نستطيع بسبب عشرة أو خمسة عشر شخص أن نصبح جميعا في خطر.
فأقول: إن كانت ستحدث مشكلة لأهلنا بسببنا حقيقة؛ فلن نسمح بذلك، ونحن خلال حياتنا، كنا نخاف أن نضر إنسانا واحدا، فكيف إذا كان الكلام عن شعب بأكمله.
ومع ذلك، إذا احتجتم يا أهلنا إلى مساعدتنا، وبغض النظر عن كل شيء؛ فنحن جاهزون أن نكون معكم حتى النهاية، ونحن ولله الحمد كجماعة لا نشعر بخيبة أمل أو إحباط مما فعلناه من أجلكم، ومستعدون لفعل ما بوسعنا؛ لأننا نعلم حبكم واحترامكم لنا.
22 . 11 . 1442 / 2 . 7 . 2021