العلاقة مع المجتمع الدولي .. إمكانية التعايش أم حتمية الصراع؟
“العلاقة مع المجتمع الدولي، إمكانية التعايش أم حتمية الصراع؟”
بقلم: حسين أبو عمر
“حقائقٌ في جدار الوعي لبناء جيلٍ راشد”
#اقتباس
«فالصراع بين الغرب والعالم الإسلامي من وجهة نظر مفكري الغرب وساسته وصناع القرار عنده، هو صراع حتمي وليس عرضيا، وهو صراع شامل لكل التاريخ فلا يمكن حله ولا تجنبه الآن ولا مستقبلا، وهو صراع معولم من حيث المكان، إذ أنه يشمل الكون كله، وهو صراع ضد الإسلام السني كله وليس ضد جماعات معينة فقط؛ إذ أن الصراع لا يرجع سببه الرئيسي إلى طبيعة هذه الجماعات وأفكارها وسلوكها فقط، وإنما يرجع لأسباب حضارية، ولأسباب تاريخية، ولأسباب جيوسياسية، ولأسباب اقتصادية تتعلق بالموارد، ولأسباب ديموغرافية (ما أكثر الدراسات الغربية التي تحذر من النمو الديموغرافي للعالم الإسلامي)، ولأسباب تتعلق بالإسلام نفسه… قال تعالى:{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:217].
تراكم كل هذه العوامل (العقائدية، والتاريخية، والحضارية، والجيوسياسية، والديموغرافية، والاقتصادية وغيرها…) يجعل التعايش بين النظام الدولي (الغرب) وبين ما يسميها كيسنجر “أنقى طبعات الحركة الإسلاموية” مستحيلا، ولذلك كان الغرب ومازال يخوض ضد كل هذه الجماعات صراعا شاملا تدميريا، وهو نمط من الصراع لا يرضى فيه أحد الأطراف إلا بتدمير كل قدرات الطرف الآخر».
[العلاقة مع المجتمع الدولي .. إمكانية التعايش أم حتمية الصراع؟]#اقتباس
«يقول الدكتور نبيل خليفة في كتابه:”عندما نشرت دراستي “استهداف أهل السنة” (اللواء، 23 أكتوبر 2013)، تفاجأ الكثيرون لأنهم كانوا يظنون أن ما يجري هو العكس تماما!”. ليس غريبا أن يذكر الدكتور هذه الحقيقة، ولكن الغريب جدا أن يتفاجأ القراء من ذكرها؛ فأهل السنة ليس فقط لا يستهدفون الآخرين، بل إنهم لا يدافعون عن أنفسهم حتى!
لم تدخل الغالبية العظمى من “الجماعات الإسلامية” -حتى “الجهادية” منها- في صراعات مع النظام الدولي ولا مع الدول الضامنة له. إن الغالبية العظمى من هذه الجماعات تحاول ليس فقط تحييد الأطراف الضامنة للنظام الدولي، بل مازالت تحاول حتى بناء علاقات مع بعض هذه الأطراف، مقدمة في سبيل تحقيق ذلك تنازلات كثيرة جدا.
لكن، ظلت نظرة الغرب وظلت طبيعة صراع الغرب مع هذه الجماعات هي هي .. صراع تدميري؛ لأن العوامل المؤدية للصراع والمحددة لنمطه، هي غير ما تتصوره الجماعات، ولا يمكن تغييرها بتنازلات فضلا عن تصريحات أو لقاءات.
في الثورة السورية كمثال، دخل النظام الدولي -ومازال- في صراع مع كل الجماعات، بينما هذه الجماعات -كلها بلا استثناء- لم تدخل في أي صراع حقيقي مع النظام الدولي، ولا مع أي دولة من الدول الفاعلة فيه. استعمل النظام الدولي ضد هذه الجماعات أشكالا عدة من أدوات الصراع؛ من حصار وتضييق، ومنع سلاح إلى تآمر علني، وصولا إلى أن طائرات النظام الدولي كانت ومازالت تقصف من شاءت ومتى شاءت، دون أن تدافع أي من هذه الجماعات عن نفسها؛ بل بعضها لم يجرؤ حتى على استنكار هذه الاستهدافات!!»
[العلاقة مع المجتمع الدولي .. إمكانية التعايش أم حتمية الصراع؟]
لتحميل الملف bdf اضغط هنا
”]