ألا تحبون أن يُعبد الله في الأرض؟! ألا تفرحون بكثرة الطائفين والعاكفين والركع السجود حول الكعبة المشرفة؟

“لو دخلت صحن الحرم في الثلث الأخير من الليل لتطوف فلم تجد فيه زحامًا، فهل ستفرح لأنك ستطوف قريبًا من الكعبة ويمكنك أن تصلَ إلى الحجر الأسود وتقبله بكل يسر؟!”

فقلنا: “طبعا يا شيخ.”

فقال لنا الشيخ #سعيد_عبد_العظيم: “ألا تحبون أن يُعبد الله في الأرض؟! ألا تفرحون بكثرة الطائفين والعاكفين والركع السجود حول الكعبة المشرفة؟! إن من كمال محبة الله أن تُحبَ أن يعبده كل من في الأرض، وما شُرع الجهاد إلا لتعبيد العباد لرب العباد..”

 

ظل صدى كلمات الدكتور سعيد في أذني كلما دخلت الطواف فأفرح باكتظاظه بالمعتمرين، وكلما حاولت أن أصلي ركعتين في الروضة الشريفة فأفرح بزحام المصلين، وكلما تقدمت لأسلم على الحبيب صلى الله عليه وسلم فأفرح بتهافت المحبين وكثرتهم حول قبره الشريف

ولا زال صدى كلماته في أذني كلما رأيت كثرة المجاهدين وتزاحمهم على المعسكرات واندفاعهم إلى الجبهات وتسابقهم إلى الغزوات، وكلما رأيت كثرة الدعاة إلى الله وتفانيهم في طلب العلم ونشره بين المسلمين. 

 

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال: ذو الخويصرة اليماني رضي الله عنه وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا. 

فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «لقد حجرت واسعا».

¶امتلأ قلبه -رضي الله عنه- حبًا للحبيب صلى الله عليه وسلم لأنه تلطف معه ومنع أصحابه أن يزرموه وهو يبول في المسجد؛ 

لكن رحمة الله واسعة والجنة تسع جميع الموحدين وليست لك وحدك!

 

هل وصل الحقد عند البعض أن يكره أن يُطاع الله في الأرض؟!

هل وصل الحسد عند البعض أن يتمنى انتكاسة الآخرين ليُطفئ نار حسده؟!

 

أخي الحبيب:

علامة الصلاح أن تحب الطاعة حتى لو جاءت من غيرك، وأن تكره المعصية حتى لو فعلتها أنت، ومن علامات القبول أن تدعو غيرك لِما فتح الله عليك من صنوف العبادة وتفرح باستجابته لذلك.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى