كلمة التحرير
هل هناك حملة عسكرية للعدو؟
ومتى تبدأ؟
وما المناطق التي تستهدفها تلك الحملة؟
تلك هي الأسئلة المتكررة منذ ثلاث سنين قبل أن تبدأ معارك شرق السكة، ثم في حملة قلعة المضيق وكفر نبودة، ثم ما تلا ذلك من حملات، أسئلة لا تتكرر في إدلب وحدها؛ بل وبين عامة السوريين، والمهتمين، والسياسيين، والإعلاميين، ورؤساء دول، ومبعوثين أمميين، وغيرهم..
– وهي أسئلة تؤكد قناعة الجميع بأن الوضع القائم ليس وضعا نهائيا، وأن ما حققه العدو المجرم المحتل في السنين الأخيرة من تقدم ميداني يدفعه لمزيد ضغط وإجرام على أمل أن يحقق مزيد تقدم.
– وهي أسئلة تؤكد قناعة الجميع بأن: الوضع الإنساني، ومشكلة اللجوء، وقانون قيصر، والتحقيقات الدولية بشأن استخدام العدو للسلاح الكيماوي، والضائقة المالية التي يمر بها تحالف الأعداء، وكورونا..، وغير ذلك من مؤثرات، هي أمور فرعية تأثيرها في مسير المعركة تأثير ثانوي لا أصيل.
– وهي أسئلة تؤكد قناعة الجميع بأن: الحل السياسي، والمفاوضات، والمؤتمرات، والمبادرات، والهدن، واللقاءات، والبيانات، والشجب والاستنكار..، وغير ذلك من أمور تجري في فلك النظام الدولي ما هي إلا دبلوماسيات فارغة تصب في النهاية في فلك خدمة الأعداء الذين هم جزء من ذلك النظام الدولي الجاهلي.
* إن من الخطر الركون لهدوء مرحلي كاذب يدفع إلى الانشغال بالدنيا عن واجبات المعركة، ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم يفكرون في الأخطار المحتملة ويتحدثون عنها أخذا لأهبة الاستعداد؛ ففي حديث عمر رضي الله عنه قال: “كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الْخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي، ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً، فَضَرَبَ بَابِي، ثُمَّ نَادَانِي، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قُلْتُ: مَاذَا؟ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قَالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ وَأَطْوَلُ، طَلَّقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ” متفق عليه.
وإن حديث المجتمع في إدلب عن حملة العدو المتوقعة يجب أن يوجه وجهة صحيحة؛ فيكون ذلك دافعا لـأمور منها:
– الضغط من أجل إصلاح الأوضاع، ورفع المظالم، والإصلاح بين المقاتلين؛ لتتضاعف جهود دفع العدو الصائل، بدل حالة التكبر التي ينتج عنها ضغط جهة على بقية الجهات لتخرج من ساحة المعركة، ظنا من تلك الجهة أن تفردها بالمعركة خير للأمة، وقد رأينا الشرور والمصائب والدواهي التي حلت على الأمة في السنين الثلاث الماضية من تلك الحالة المرضية المدمرة.
– توسيع تيار الوعي في المجتمع والذي يدرك خطورة الارتهان للقوى الإقليمية المسايرة للنظام الدولي، وخطورة العمل الفصائلي المتقيد باتفاقيات تلك القوى، ولئن كانت الحرب قد فُرضت علينا فمن المعيب أن يتكرر اختيار العدو لزمان ومكان المعركة وتنتظر بعض الفصائل منه إشارة البدء وقواعد الاشتباك!!، بل لا بد أن يزداد الوعي بخطورة ذلك، عسى أن تؤدي التوعية لعملية تغيير في أوساط تلك الفصائل.
– اجتهاد عامة الغيورين في المجتمع في توعية أهاليهم الساكنين في مناطق سيطرة العدو بإجرام النصيرية ومن عاونهم من المحتلين؛ عسى أن ينتج عن ذلك ازدياد في عمليات الانشقاق عن العدو، أو تسريب لمعلومات مهمة عنه، أو تيسير لعمليات قاصمة لظهور الأعداء.
– توجه جموع المجتمع للتسلح، والتدرب، وتجهيز الملاجئ المنزلية، وإعداد أدوات الطوارئ..، فإن نشر ثقافة الحرب، وتحفيز الناس على مواجهة الأخطار، عامل مهم من عوامل الثبات عند المحن.
أسأل الله أن يرد كيد الكافرين في نحورهم، وأن يجعل عاقبة أمرنا خيرا، والحمد لله رب العالمين.