وأخيرا وصل “الإسلاميون” لحكم إسرائيل!!

 قد يظن بعض الناس أن هذا العنوان تخيلي، ولكن الحقيقة هي أنه عنوان يعبر عن واقع ما يعتقده كثير من الناس.

 فقد وصلت ما تسمي نفسها (الحركة الإسلامية) في جنوب ما تسمي نفسها (إسرائيل) للمشاركة في الحكم في التشكيلة الحكومية الإسرائيلية الأخيرة التي جاءت مكان نتنياهو، وأصبح (الإسلامي) منصور عباس رئيس لجنة الداخلية في الكنيست الإسرائيلي!

وقد يظن ظان أن هذه (الحركة الإسلامية) من الدروز العرب أو ما شابه، والواقع أنها ممن أصلهم من أهل السنة ومن نفس المدرسة (الإسلامية) السياسية البرلمانية في مصر وتونس والمغرب وتركيا…

 وقد يظن ظان أنهم محرجون من تولي مناصب أمنية في إسرائيل، ولكن الواقع أنهم يسخرون من (المزاودين) عليهم قائلين: 《من كانت بضاعته الشِّعارات فإنَّ ميادينه واسعةٌ وأدواته تتطوَّر ، من المنصَّات والمنابر والبرلمانات ، إلى الصُّحف والفضائيَّات ، ثمَّ مواقع التَّواصل وكلِّ مستجدٍّ وجديدٍ ، ولكنَّها تبقى في نطاق الشِّعارات وتسجيل المواقف ، ما لم تُترجم إلى عملٍ على الأرض》.

ويقولون إنهم يملكون: 《كلَّ أوراق القوَّة السِّياسيَّة ، والآخرون في حيص بيص ، لا تأثير ولا حتَّى حضورٍ سياسيٍّ》.

وينصحون الآخرين قائلين: 《 لا ننفي دور الآخرين، بل ندعوهم للاجتهاد في خدمة مجتمعهم ، ومكاشفته في كيفيَّة تحويل الشِّعارات إلى إنجازات》.

وكالعادة تطبل الجزيرة لهم وكأنها تبشر بصلاح الدين الجديد الذي سيفتح القدس من (كنيست إسرائيل)

https://www.aljazeera.net/midan/reality/politics/2021/6/6/%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%84%D9%81

 وهذه تصريحات رئيس الحركة (الإسلامية) في جنوب (إسرائيل)

“مسئوليَّةٌ واستقلاليَّةٌ لا اختباءٌ وراء الشِّعارات” بقلم: الشَّيخ حمَّاد ابو دعابس رئيس الحركة الإسلاميَّة

 تنبيهان:

١- لا زال بعض الناس يتجاهل الفرق بين الفرح بالشر الأقل وإقراره، فنحن نفرح إن كان كل كفار قريش بشهامة أبي طالب وكل شاربي الخمر بفروسية أبي محجن رضي الله عنه، ولكن مع الفرح بتقليل الشر إن حصل، يدعى أبو طالب للإسلام وشاربو الخمر للتوبة.

٢- من الغلو في جانبي الإفراط والتفريط تصور أثر ضخم غير واقعي لفعل ما:

 فالغلاة ومن تأثر بهم يعدون مثلا كل عمل في وظيفة حكومية بدولة كافرة أو تجارة مع حربي، من الموالاة التي تعين الكافر على حرب الإسلام.

 والمميعة ومن تأثر بهم يعدون مثلا كل جهر بالحق أو إنكار منكر تقوم به طائفة تقدم بعض الخدمة للإسلام أنه نصرة للكفار وهدم لصرح من صروح الأمة.

 وهذا الغلو الذي يقع من طرفي النقيض وأحيانا من طرف واحد يجمع بين الإفراط في مسائل والتفريط في أخرى هو نتيجة :

١- عدم فهم للشرع أولا .

٢- ولاضطراب في تقدير الأسباب والمسببات ثانيا.

٣- وللتصورات الانفعالية العاطفية غير المنضبطة ثالثا.

ولعل هذا يكون له شرح أوسع في مقام آخر إن شاء الله. 

الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

Exit mobile version