هناك قضايا لها زمانها ومكانها وطريقة طرحها، ولكن كما يقال: لا بد مما ليس منه بد..
فباختصار :
لا بد في التحليلات المعتبرة خاصة التي تتعلق بالمناهج والأفكار أن تبنى على قواعد علمية واستقراء صحيح..
صحيح أن المدخلي والبغدادي ينتسبون زورا للسلفية..
ولكن أليس البوطي وحسون وعلي جمعة والجفري وأحمد قديروف وعبد الله الهرري ينتسبون زورا للأحناف والشافعية؟! (وبالمناسبة فليست السلفية في كتابات عامة روادها ومشايخها ضد المذاهب الأربعة بل كانت نابعة منها، ولكنها كانت ضد التعصب المذهبي المذموم).
فتحميل السلفية وزر الانحرافات والمصائب التي حلت بالأمة باطل كبطلان تحميل المذاهب الفقهية ذلك.
وعموما فليحب الحراك السلفي من شاء وليبغضه من شاء وليمدحه من شاء وليذمه من شاء، ولكن التاريخ يؤكد أن جل الثورات الجهادية وحركات النهضة في العالم الإسلامي من مشرقه إلى مغربه في القرنين الماضيين والتي واجهت المحتل ووقفت ضد العلمنة كانت متأثرة بقوة بالحراك السلفي ومشايخه، وروادها ممن يثنون عليهم خيرا ويحبونهم.
والتاريخ يؤكد كذلك أن الحراك السلفي في القرنين الماضيين كان من أهم عوامل إحياء النهضة العلمية في الأمة، ونظرة فاحصة للمكتبة الإسلامية سواء في جهود تحقيق كتب التراث أو في تقريب العلوم الشرعية خاصة العقيدة والفقه والحديث والتفسير لا يمكنها إلا الإقرار بتلك الجهود الجبارة.
وما عليك إلا أن تسأل أهل العلم عن أهم عشرة كتب معاصرة في كل فن من فنون العقيدة والفقه والحديث والتفسير، ثم انظر في سيرة مؤلفيها لتر قوة التأثير السلفي على جلهم.
بل انظر في سير جل من اشتهر بمخاصمة السلفية ستجد للسلفية أثرا كبيرا عليهم في الابتعاد عن آراء ومواقف فضح رواد السلفية بطلانها فما عاد يجرؤ أحد على تبنيها.