الآنسة: خنساء عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
من بين البلايا وما أكثرها التي نزلت بنا في هذه البقعة من بلاد الشام التي سقيت بأنهار الدماء الزكية من الشباب الأطهار ليقوم شرع الله ويدخل المؤمنون في السلم كافة ولا يتبعون خطوات الشيطان وليعيش الرجال والنساء في سلام وأمان تحت ظلال آية {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ} [الأحزاب:33] ليصبح المجتمع نظيفًا عفيفًا لا تشيع فيه الفاحشة ولا يتبجح فيه الإغراء.
فتأمن الزوجة على زوجها ويأمن الزوج على زوجته ويأمن الأولياء على حرماتهم وأعراضهم ويأمن الجميع على أعصابهم وقلوبهم ويأمن الأولياء على حرماتهم حيث لا تقع العيون على المفاتن ولا تقود العيون القلوب الى المحارم، وتسود الراحة النفسية وينطلق الجميع لإكمال نصرة الدين والعمل والارتقاء والإنتاج بجو مريحٍ طاهرٍ عفيفٍ.
لكن فوجئنا بانتشار التبرج الممنهج المحمي ممن بيده الأمر حتى صارت الطرقات والشوارع معارض للفتنة وصورًا عجيبةً لمخادعات الحجاب بل صار الحجاب الحقيقي نادرًا يتناقص يومًا بعد يوم وحل مكانه مناظر من الحجاب المزعوم تذيب القلب من كمد، إن كان في القلب إسلام وإيمان.
لكن يبدو أن ذلك لم يشف غليل أعداء الإسلام فأرادوا أن يجهزوا على ما بقي من غطاء الوجه، ليذهب أدراج الرياح ويكون في خبر كان، ولكن على طريقتهم في الحرب الناعمة ضد الإسلام فأظهروا التباكي ونقد المانطو القصير الذي هو بالأصل سيئةٌ من سيئاتهم لينشروا أن غطاء الوجه مختلف عليه.
بكلامٍ طويلٍ يقصد به نهايته: قال في قناته: “لفت نظري مؤخرًا بعض الفتيات تلبس نقابًا على وجهها ومانطو للركبة والبنطال تحته ضيق” وبعد كلام ناقد قال: “وأما غطاء الوجه فمحل خلاف بين العلماء فهل نلتزم بالمختلف فيه (أي غطاء الوجه) ونترك المتفق عليه (أي اللباس الفضفاض)؟!!!
أقول: وهل غطاء الوجه مختلفٌ عليه في زماننا هذا زمان قلة التقوى وعدم الخوف من الله؟
نعم؛ لقد تلاعب المنتسبون للعلم منذ زمن قاسم أمين ورفاعة الطهطاوي خدمةً لمخططات الغرب وخلطوا أدلة حجاب المرأة في الصلاة ووقائع وقعت قبل فرض الحجاب ونصوص جاءت للقواعد من النساء ليبيحوا كشف أوجه الشابة الحرة.
ولولا أن من الله على الأمة بالمخلصين لضاعت الأدلة واختلطت على طالب الحق فجزاهم الله خيرًا وخاصة الشيخ الطريفي فرج الله عنه، فقد جاء في كتابه «الحجاب في الشرع والفطرة» ما يلي:
“وأجمع العلماء من جميع المذاهب الأربعة وغيرها: أن تغطية وجه المرأة الحرة الشابة عند خوف الفتنة بها، واجب؛ خاصةً عند من يطلقون أبصارهم إليها، ولا تحترز منهم إلا بتغطية وجهها، حكى الإجماع على هذا جماعة كابن رسلان والجويني وغيرهما”.
“وأجمع العلماء من جميع المذاهب الأربعة وغيرها: أن تغطية المرأة الحرة الشابة لوجهها شريعة ربانية لذاته وإنما خلافهم في التاركة له في غير -فتنة- هل هي تاركة لفرض تأثم به أو لمستحب وفضيلة؟”.
ثم قال فك الله أسره تحت عنوان توظيف الخلاف واستغلاله لهدم الأصول وخرق الإجماع:
“فهؤلاء كاللصوص يطرقون الأبواب لتفتح، ويطرقون الباب بأدب وذلك لأن فتح الباب أهون عندهم من كسره”.
ثم يقول: “وربما ينقل أحدهم كلام الشافعي في عورة المرأة للصلاة، وأنه ليس منها الوجه والكفان؛ ليرميها بيد من يرى السفور مطلقًا، مع إن الشافعي منع المرأة من أن تصعد على الصفا والمروة؛ حتى لا يرى شخصها الناس وهي في حرم الله”.
ثم قال: “يتوهم كثيرٌ من الناس أن مجرد اختلاف العلماء في مسألة من المسائل، يُبيح للمسلم أن يختار منها ما يشتهيه وهذا بإجماع أهل العلم المختلفين فيه أنفسهم خطأ؛ ونص على هذا المعنى أئمة كأحمد والبخاري والمزني صاحب الشافعي وابن حزم وابن عبد البر والشاطبي وأبي الفرج ابن الجوزي والخطابي وابن تيمية وغيرهم، قال ابن عبد البر في التمهيد: وقد أجمع المسلمون أن الخلاف ليس بحجة وأن عنده يلزم طلب الدليل والحجة وليتبين الحق منه”.
وبما أن تشريع الحجاب جاء متدرجًا ولم يفرض بتفاصيله جملةً واحدةً لذلك استطاع بعض الكُتاب المعاصرين الاستدلال بأحاديث قبل فرض الحجاب على تهوين الحجاب، لأن العلماء كانوا يمرون على هذه الأحاديث مرور العارفين لمنازلها ومواضعها في الدين ولم يخطر بالبال أن يحتج بها محتج على رأي خطأ، أو هوى وضلالة، والجهل بتواريخ نزول الوحيين بابٌ لكل صاحب هوىً يدخل منه ليأخذ ما يريد حتى الخمر فالأحاديث والأخبار في شرب الناس لها قبل تحريمها كثيرة، فهل يقول قائل: إن الخمر حلالٌ استنادًا لتلك الاخبار؟، لم يقولوا ذلك في الخمر لكن قالوه عن الحجاب لأن الحجاب حصنٌ للمسلمين يخاف منه أعداؤهم فيحاربونه ويجندون أقلام أهله من المنتسبين للعلم لمحاربته والتلاعب بالأدلة.
ليسقط الحصن وتسقط من بعده كل الحصون وتسهل السيطرة على المسلمين
أورد الدكتور راغب السرجاني في حديثه عن أسباب رفض بني اسرائيل الدخول للأرض المقدسة لقتال العمالقة أنه هناك قول أن بلعام بن باعوراء أرشد العمالقة لإرسال النساء ليفتتن بهن رجال بني إسرائيل فيتركوا الجهاد في سبيل الله لإخراج العمالقة، وبالفعل فعلوا ذلك ففُتن بنو إسرائيل وأصابهم الوهن وقالوا لموسى عليه السلام: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
ولا يُستبعد ذلك لأننا نرى بأم أعيننا آثار الفساد والتبرج وكيف أنهما يقفان حاجزًا بيننا وبين الظهور على عدونا.
ولنعلم أن هذا سلاح ذو مضاء بيد أعدائنا خططوه وسارعوا في تنفيذه في إدلب وغيرها ليمحقوا ثمرات الجهاد وشجعوا منظمات النسوية وتوابعها وتجرعنا الحنظل من زرعهم.
فحذاري حذاري.. يا أيتها النساء من التبرج وكثرة الانتشار في الطرقات رواحًا وغدوًا فهذا سلاح بيد الشيطان وأوليائه يُسقطون به المجتمعات ويمحقون به البركات.
لقد خطط الأعداء لغزة وعملوا ليل نهار حتى صارت ملاذًا لسيداو والنسوية وامتلأت الشوارع بالنساء وحجابهن الذي يشبه كل شي لكنه لا يشبه الحجاب ليسهل عليهم إبادتها.
وعملوا في إدلب حتى انتشرت أنواع الحجاب التي تشبه كل شيء إلا الحجاب والآن يعملون للإجهاز على غطاء الوجه؟ فحسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم رد المسلمات لدينهن وحجابهن ردًا جميلًا، وحبب لهن الإيمان ومنه الستر والعفاف وزينه في قلوبهن وكره إليهن الكفر والتبرج والفسوق والعصيان واجعل كيد الأعداء في نحورهم.
وأنت أيتها المسلمة ليكن حجابك كالصحابيات ونساء السلف الصالح عضي عليه بالنواجذ فهو عزك في الدنيا والآخرة وهو شوكة في حلق الأعداء يعملون على إزالته ليل نهار.
لا حقق الله أمانيهم؛ فإن قرار المرأة في البيت وخروجها للضرورة فقط وثباتها على الحجاب الحقيقي الذي لا يثير الفتنة ليقض مضاجع العدو ويشترطون على عملائهم مسحه من الوجود ونشر الحجاب المتبرج عوضًا عنه ففوّتي عليهم الفرصة والتزمي بأمر ربك، وفقك الله لما يحبه ويرضاه.
وسألخص الردود على أدلة مبيحي كشف الوجه في رأت قادمة إن شاء الله، أسال الله أن يعينني على ذلك لعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ليسقط الحصن وتسقط من بعده كل الحصون وتسهل السيطرة على المسلمين ….. أورد الدكتور راغب السرجاني في حديثه عن أسباب رفض بني اسرائيل الدخول للأرض المقدسة لقتال العمالقة أنه هناك قول أن بلعام بن باعوراء أرشد العمالقة لإرسال النساء ليفتتن بهن رجال بني إسرائيل فيتركوا الجهاد في سبيل الله لإخراج العمالقة، وبالفعل فعلوا ذلك ففُتن بنو إسرائيل وأصابهم الوهن وقالوا لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون.
ولا يُستبعد ذلك لأننا نرى بأم أعيننا آثار الفساد والتبرج وكيف أنهما يقفان حاجزًا بيننا وبين الظهور على عدونا.
ولنعلم أن هذا سلاح ذو مضاء بيد أعدائنا خططوه وسارعوا في تنفيذه في إدلب وغيرها ليمحقوا ثمرات الجهاد وشجعوا منظمات النسوية وتوابعها وتجرعنا الحنظل من زرعهم.
فحذار حذار يا أيتها النساء من التبرج وكثرة الانتشار في الطرقات رواحًا وغدوًا فهذا سلاح بيد الشيطان وأوليائه يُسقطون به المجتمعات ويمحقون به البركات.
لقد خطط الأعداء لغزة وعملوا ليل نهار حتى صارت ملاذًا لسيداو والنسوية وامتلأت الشوارع بالنساء وحجابهن الذي يشبه كل شي لكنه لا يشبه الحجاب ليسهل عليهم إبادتها.
وعملوا في إدلب حتى انتشرت أنواع الحجاب التي تشبه كل شيء إلا الحجاب والآن يعملون للإجهاز على غطاء الوجه؟
حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم رد المسلمات لدينهن وحجابهن ردًا جميلًا، وحبب لهن الإيمان ومنه الستر والعفاف وزينه في قلوبهن وكره إليهن الكفر والتبرج والفسوق والعصيان واجعل كيد الأعداء في نحورهم.
وأنت أيتها المسلمة ليكن حجابك كالصحابيات ونساء السلف الصالح عضي عليه بالنواجذ فهو عزك في الدنيا والآخرة وهو شوكة في حلق الأعداء يعملون على إزالته ليل نهار.
لا حقق الله أمانيهم فإن قرار المرأة في البيت وخروجها للضرورة فقط وثباتها على الحجاب الحقيقي الذي لا يثير الفتنة ليقض مضاجع العدو ويشترطون على عملائهم مسحه من الوجود ونشر الحجاب المتبرج عوضًا عنه ففوّتي عليهم الفرصة والتزمي بأمر ربك، وفقك الله لما يحبه و يرضاه.
وسألخص الردود على أدلة مبيحي كشف الوجه في مقالات قادمة إن شاء الله، أسال الله أن يعينني على ذلك لعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.