📝 من منح الابتلاء: خلوص العبد من الذنب، وتحلله من المعصية، ومحاسبته نفسه الخطاءة، ووقوفه على مواطن الخلل معترفًا بها وعازما على التغيير وعدم العود لما فات.
ولذلك؛ ليس عيبًا – بعد ما أصابنا من مِحن وبلاءات وانكسارات – أن نقول لإخواننا من كافة الفضائل – بلا استثناء -: أصلحوا داخل صفوفكم أصلحكم الله؛ فالذنب الذي أصبناه ليس ذنبًا مجردًا لا علاقة له بالهزيمة، بل هو كما قال الله: {قلتم أنى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم}..
ثمة تقصير في الأخذ بالأسباب المعينة على النصر؛ كعدم تولية بعض الأكفاء، أو عدم عزل من ثبت فشلهم وتكرر منهم ذلك، وعدم تغيير التكتيكات والخطط والجمود على بعضها مما لا ينجح في معارك كثيرة ثم لا يُغير، وعدم تغيير طريقة التعبئة الشرعية والعقدية..
يا رحمكم الله؛ إنَّ “تغيير الوجوه سنة”؛ فمن ظنَّ النصر على يده يُغير لئلا يغتر، ومن كانت الهزيمة تحت قيادته متكررة.. عُزل كذلك = لئلا يفتح وجوده باب الانهزام على من خلفه؛ يتركوا العمل معه خشية الفشل مرة أخرى!
والله إنَّ الخير كثير، والطاقات وفيرة، والجند فيهم عزيمة وهمة؛ لكن الأخطاء تتكرر، والمشاكل لا تتُلافى؛ فلا بد من موجة إصلاحٍ شاملة تضع العسكرة في أولوياتها، وتوظف أفاضل الناس وخيارهم بالعسكرة،، والعسكرة فقط؛ فهي بابنا ومحرابنا..
واحذروا أن “لا يصلحكم الشرع برحمته، فيصلحكم القدر بعقوبته، وشتان ما بينهما”!.