لقد كان لحاملي العلم الشرعي على مر التاريخ، هيبتهم و مكانتهم التي ورثوها بفضل حملهم لهذا العلم الفاضل، و التزامهم بسلوك مقتضاه على أرض الواقع، و قد ضرب لنا علماء أجلاء أروع الأمثلة في هذا الترابط الجليل الرصين بين ما احتوت عقول هؤلاء العلماء من علوم و ما ضمت نفوسهم من فضائل و ما جرى على جوارحهم من أفعال، و من هذه الأمثلة العظيمة في التاريخ الاسلامي العز بن عبد السلام و ابن تيمية و ابي حنيفة و غيرهم كثير ،و من الأمثلة القريبة شهيد الإسلام سيد قطب و الشيخ أحمد ياسين و سلمان العودة و الطريفي و غيرهم كثير . و برز في الثورة السورية أمثلة عظيمة مثل الشيخ محمد كريم راجح و الشيخ أحمد الصياصنة و الشيخ عمر حذيفة ، و غيرهم كثير.
أما من ثبت في الحراك الثوري ضد الاستبداد الجديد من طلبة العلم فقد أضاؤوا نورا على نور و كان منهم الشيخ لؤي الدباس و الدكتور بالعلوم الشرعية بسام صهيوني و الشيخ حذيفة علي باشا و الشيخ أبو الوليد الحنفي و الشيخ عبد الحليم عطون و الشيخ أبو جهاد بريكع و الشيخ عمر حذيفة و الشيخ أبو محمد الصادق و الشيخ عبد الرزاق المهدي و الشيخ أبو هاشم الشامي و الشيخ أبو همام الحلبي و غيرهم كثير ، الذين صدعوا بكلمة الحق ، لا يضرهم من خذلهم ، غير آبهين بكل التهديدات و التحديات ، و قدموا على نهج أسلافهم التضحيات على ايد جلاوزة الجولاني، اعتقالا و ضربا و ملاحقة ، و رسخوا في الأذهان الصورة المشرقة الحقيقية لحاملي العلم الشرعي، مدافعين بلسانهم و بنانهم عن هذه الصورة الجليلة أمام النماذج الممسوخة التي صنعت بعناية لهدف وضيع (تلميع السلطان) و غاية خطيرة (تشويه الصورة المشرقة لحملة العلم الشرعي).
ان الصدع بالحق واحب الجميع و لا يستثنى منه أحد ، و إن كان الزم عند طلبة العلم الشرعي.
إن الحفاظ على هذه الصورة المشرقة (المناقضة لأمثال الحسون و الضفدع و الهاروش) واجب شرعي من أعظم الواجبات، لأن إسقاط الرموز هو بداية الطريق لإسقاط القيم ، و هذا أخطر ما يتهدد مجتمعنا اليوم.
د. فاروق كشكش