لقد قدم أبو طالب خدمات جليلة في ثورة الإسلام الأولى، وتحمل عناء معارضته قريش أصنافًا من التضييق والحصار، ولما مات أبو طالب سُئِل النبي ﷺ إن كان موقفه المعارض والداعم ينفع؟، فأجاب أنه في ضحضاحٍ من النار.، أي في العذاب، مع الثناء على مواقفه الدنيوية من القضية.
ولما وقع أسرى المشركين يوم بدر، قال النبي ﷺ: لو كان المطعم بن عدي حيًّا ثم كلَّمني في هؤلاء النَّتنى لتركتُهم له.، أي لأطلقت السبعين أسيرًا دون مقابل كرامةً للمطعم الذي وقف مواقف طيبة في قضية ثورة الإسلام.
إن الميزان عقيدة وموقف، فما كان منه موقف دون عقيدة فلا يلزم أكثر من ذكر الثناء المؤطر دون مبالغة، بل وصل الحال بالبعض الترحم على غير مسلم! في تمييع للقضية على حساب الثورة، وكأن الثورة ليست في أصلها قضية!!. أو كأن بعض دعاة الثورة جعلوها ثورة على الثوابت الدينية وليس ثورة لنصرتها ضد المجرمين وأعوانهم ممن حرف النصوص وميعها لخدمة الأهواء والسياسات الهزيلة!.
توفيت مي سكاف وميشيل كيلو وغيرهم ممن وقف في صف الثورة بمواقف طيبة في حين بعض “المسلمين” وقف في صف المجرمين الظالمين، فكان لمي وميشيل وأمثالهم شرف الوقوف لصف المستضعفين ولهم علينا ذكر مواقفهم وحفظها لهم دون تجاوز ذلك وهدم أسس من البديهيات، فكما أننا ندعو على “مسلم” وقف بصف الظلم والإجرام بأن يعاقبه الله بجهنم وميزاننا في ذلك شرع، ففي الثانية لا نتألى على الله وندَّعي الرحمة أكثر من الخالق! فندعو لمشرك بالرحمة والله وعده العذاب.، ولو جازت الرحمة لجازت لأبو طالب عم النبي وعبد الله والد النبي ﷺ ، لكنَّ الأمر دين ثم أخلاق، فنلتزم بديننا ونعمل بأخلاقنا بذكر محاسن من كان لهم مواقف إيجابية دون أن نخجل بالتصريح بما جاء به القرآن والسُنَّة أو نلتزم الصمت أضعف الإيمان ولا نخالف.، فمن شاء فاليأخذ بهما ومن شاء فاليختر دينًا جديدًا يناسب “النفاق العصري والخوف والخجل من التصريح”.
الخلاصة: توفي اليوم المعارض ميشيل كيلو وهو منحاز لصوت المستضعفين تاركًا ذكر موقفه المشرف بين أبناء البلد، فرحل متمسكًا بمواقفه التي لم يتنازل عنها رغم انزلاق شخصيات كثيرة انقلبت وعادت لصف المجرمين.
الأسيف عبد الرحمن