الأستاذ: حسين أبو عمر
بُعيد بسط حركة طالبان سيطرتها على أفغانستان طلب مني بعض الإخوة -كانوا يعملون على إصدار مجلة- طلبوا مني أن أكتب مقالًا مختصرًا في أسباب انتصار حركة طالبان؛ فكانت هذه المقالة المختصرة، وإن كان البحث في هذا الموضوع يحتاج أكثر من مقالة، لم ييسر الله أن تنطلق تلك المجلة، ولم أرد أن تبقى هذه المقالة حبيسة الجهاز بدون نشر، خاصة وأننا رأينا في الفترة الماضية بعض المنتكسين يلمزون حركة طالبان بسبب ثباتها وتمسكها بإقامة الدين، فعزمت على نشرها هنا في مجلة بلاغ..
* كيف نجحت طالبان في هزيمة أمريكا والقوى المتحالفة معها؟
ما زال الكتَّاب والباحثون منذ سيطرت طالبان على كابل يكتبون في الأسباب التي أدت إلى انتصار الحركة على أقوى قوة في العالم ومن معها من حلفاء؛ فمنهم من يحلل من وجهة نظر سوسيولوجية، ومنهم من ينظر من وجهة نظر سيكولوجية، ومنهم من ينظر من وجهة نظر عسكرية، ومنهم من يحلل من منظار علاقات دولية…
سنحاول في هذه المقالة المختصرة ألا نقع أسرى النظر من زاوية واحدة أو مذهب معين، وأن ننظر بشمولية في الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انتصار الحركة.
* أولا – التنشئة:
في كتابه “الحضارة: دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها” يقول الدكتور حسين مؤنس: «لا بد إذن من تمهيد أو إعداد فكري لكل حركة تاريخية ذات مغزى حضاري حتى تأخذ الحركة معناها ومكانها الكاملين في مجرى التاريخ، وهذا التمهيد أو الإعداد الحضاري هو الذي يسمى الوعي الحضاري، وليس من الضروري أن يكون هذا الوعي قائما في أذهان الجماعة كلها لتتحرك للعمل، بل يكفي أن تكون هناك أقلية قائدة واعية. وهي قائدة لأنها واعية».
ويقول: «ولا يعرف التاريخ حركة ذات معنى حضاري أو أثر في تقدم الجماعة أو الإنسانية كلها إلا نهضت بعبئها هذه الأقلية الواعية».
أما المؤرخ البريطاني الموسوعي آرنولد توينبي فيرى أن كل الأعمال العظيمة والتغيير من حال إلى حال أفضل في تاريخ البشر من إنتاج أقلية مبدعة، هذه الأقلية المبدعة تمر بمرحلة “اعتزال” للتنسك والتربية النفسية، ثم “عودة” للتغيير؛ يقول: «ويتيح الاعتزال للشخصية تحقيق الطاقات في ذات داخليتها». ويضرب لذلك بأمثلة كثيرة، منها النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنسكه في غار حراء…
كما هو معلوم، فإن الغالبية العظمى من قادة طالبان قد تلقوا تعليمهم وتربيتهم في المدارس الدينية (الديوبندية)، حتى إن أغلبهم يحمل درجات علمية من هذه المدارس: تتميز هذه المدارس بالجمع بين البناء المعرفي العلمي والتربية الروحية والإيمانية، كما تتميز باستقلاليتها المعرفية والمالية عن أي سلطة حاكمة، كما أنها كانت خط الدفاع الأول عن الإسلام والمسلمين في وجه الاستعمار وكل منتجاته الفكرية والثقافية، فحافظت على رسالة الإسلام وعلى الهوية الإسلامية في شبه القارة الهندية لفترات طويلة من الزمن…
هذه النشأة الفكرية والتربوية السليمة لقيادات طالبان بالإضافة إلى أنها أنتجت قادةً عظماء وضعوا الحركة في مكانة عالية في مجرى التاريخ، فإنها كذلك أعطت الحركة تماسكاً فكرياً وتنظيمياً قوياً، فلم تحصل طوال مسيرة الحركة أي حالات تشظي وانشقاق تذكر، كما أنها حصَّنت الحركة ضد أي اختراقات أمنية -لدرجة أن بقي خبر وفاة الملا عمر -رحمه الله- طي الكتمان لأكثر من عامين، لا تعلم به كل مخابرات العالم!-.
كما أن الحركة لم تتأثر بموت أو باستشهاد أو بأسر الكثير من القادة، بل بقيت سائرة على نفس المنهج ومترابطة تنظيميا؛ لأن القاعدة الصلبة للجماعة -وهي قاعدة واسعة كما هو مشاهد- قد مرت كلها بمرحلة التنشئة السليمة (على حمل رسالة)، فلم تنفع معها استراتيجيات قطع الرؤوس أو غيرها من الاستراتيجيات…
* ثانيا – وضوح الراية وظهور الغاية:
وضع الشيخ أبو حفص الموريتاني هذا العامل في الترتيب الثاني بعد الإخلاص لله -جل جلاله- في عوامل انتصار طالبان في مقاله (أفغانستان.. هزيمة الأمريكان وانتصار طالبان). قال فيه: «مما تميزت حركة طالبان، وكان من أهم أسباب وحدتها، وتعزيز مصداقيتها، وضوحُ رايتها النقية، وظهور غايتها الجلية في إقامة الدولة الإسلامية».
وهذا العامل من الأسباب الرئيسية لنجاح حروب العصابات، كما قال أبو مصعب السوري في “إدارة وتنظيم حرب العصابات”.. يُسميه -فرج الله عنه- بـ “مفتاح الصراع”: أي القضية التي يدور حولها الصراع. وقد كان هذا واضحا جدا في حالة طالبان -ثبتهم الله-، فكان نداؤهم دائما الذي لم يحيدوا عنه: «إخراج كل القوات الأجنبية المحتلة، والنداء إلى إقامة نظام الحكم الإسلامي».
* ثالثا – الثبات على المبادئ والتضحية في سبيلها:
الحركة، ليس فقط لم تغير شيئا من مبادئها، بل إنها لم تغير شيئا في شكلها ولباس قادتها حتى! ولعل البعض سيرى في هذه الأمور شكليات لا قيمة حقيقة لها، ولكنها في الحقيقة ذات دلالات وآثار هامة، سواء في دلالتها على الثبات أو الانهزام النفسي والقابلية للتبديل، أو في تأثيرها على أفكار وسلوك الفرد في المستقبل؛ يقول مالك بن نبي في كتابه “شروط النهضة”: «وليس من شك في أن مصطفى كمال حينما فرض القبعة لباسا وطنيا للشعب، إنما أراد بذلك تغيير نفس، لا تغيير ملبس، إِذ إن الملبس يحكم تصرفات الإنسان إلى حد بعيد».
كما لم يظهر على الحركة أي انفصام بين المبادئ والتطبيق، بل كانت كل تصرفات الحركة منسجمة مع مبادئها ورسالتها التي تنادي بها.
في ندوة (طالبان بين الواقع والمستقبل) قال الشيخ أبو حفص الموريتاني -وهو الذي عايشهم- إن الطالبان إذا اعتقدوا في شيء أنه هو الشريعة سينفذونه ولن يحيدوا عنه أبدا، وضرب لذلك أمثلة؛ منها تحطيم تمثال بوذا، وكيف أن العالم استعمل معهم أشكالا كثيرة من الترغيب والترهيب ليثنيهم عن القرار فأبوا إلا تحطيمه.
أما عن زهد القيادة وتضحياتها في سبيل مبادئها؛ فيكفي شاهدا على ذلك أنهم ضحوا بدولة من أجل عدم تسليم مسلم واحد!.
هذا الوعي بالمبادئ وبالرسالة، والوضوح في الراية والغاية، والثبات على المبادئ والتضحية في سبيلها، والزهد في الدنيا… أكسب القيادة منزلة عالية في نفوس الأتباع -بل والأمة كلها- فاستحوذت القيادة على احترام وثقة الأتباع؛ ما حدا بالأتباع أن يكونوا ملتفين حول قيادتهم، ثابتين مضحين في سبيل مبادئهم؛ «والناس يستقيمون على الأمر الصالح ما استقامت أئمتهم»، كما قال الصديق -رضي الله عنه-.
بالإضافة إلى أنه كان عاملا أساسيا في استقطاب المقاتلين الجدد.
* رابعا – الصبر وطول النفس وعدم الملل في الطريق:
عشرون عاما من البذل والتضحية لم تدفع الحركة للتخلي عن قضيتها، والوقوف في منتصف الطريق، أو تقديم التنازلات، أو استعجال قطف الثمار، بل بقيت ثابتة في خطاها صابرة على شدة الطريق..، في لقاء نظمه مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في 24 \ 9 \ 2021 قال وزير الخارجية القطري: «إن مجموعات من حركة طالبان كانت مستعدة للقتال 20 سنة أخرى، لو لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة خلال المفاوضات».
والصبر عامل حاسم من عوامل النجاح في أي صراع، يقول أبو مصعب: «فإذا تعبت في نصف الطريق وألقيت السلاح تكون جلبت على نفسك الكارثة والهزيمة الساحقة والكاملة».
* خامسا – استقلالية القرار:
يقول في ذلك الشيخ أبو حفص الموريتاني في مقالته: «تميزت حركة طالبان باستقلالها في قراراتها، وسياساتها ، ومواقفها، وعدم قبول إملاءات الآخرين.
وقد شهدت مواقف عظيمة من ذلك رفضت فيها الحركة ضغوطا كبيرة من دول كانت تربطها بها علاقات قوية، منها باكستان، والمملكة العربية السعودية يوم كانت تعترف بحكومة طالبان.
ولولا الله، ثم هذه الميزة، لكانت الحركة قد باعت قضيتها، وتنازلت عن مبادئها، كما فعل بعض (المجاهدين) السابقين».
ويقول الدكتور أحمد زيدان في مقالة (دروس أفغانية للثورة السورية)، في الدرس الثالث: «عدم القبول بتسليمها مقاليدها ومفاتيحها لأي دولة مهما كانت، حتى لباكستان نفسها».
هذه شهادات من خبروا الحقيقة عن قرب. أما الواقع، فلا يخفى على أحد أنهم لم يرهنوا قرارهم لأي جهة، ولم يرضوا بأي إملاءات من أي طرف كان، لا من “حليف” ولا من “داعم”، لا في أمرٍ صغيرٍ ولا في أمرٍ كبيرٍ.. ولا حتى على شكل ومكان المفاوضات.
* سادسا – الاستراتيجية العسكرية الصحيحة:
تعرضت أفغانستان للغزو من قبل قوى تملك من التفوق في السلاح، والتكنولوجيا، والموارد، والعدد… ما لم يتعرض له أي بلد في تاريخ البشرية. ما كان للطالبان، بقلة عددها وعدتها ومواردها، أن تواجه كل هذا القدرات من دون اجتراح استراتيجية توازن هذا التفوق؛ فلم تمض سوى بضعة أسابيع على بدء المعارك حتى تخلت طالبان عن أسلوب التمركز، وانحازت عن كل المدن والأرياف التي كانت تسيطر عليها -لم تغرها شهوة السلطة على اتباع استراتيجية خاطئة كانت ستكلفها كل شيء من دون تحقيق نتائج في النهاية-.
في كتابه “مستقبل القوة” يقول المفكر الأمريكي الشهير جوزيف ناي: «وعلى سبيل المثال وبلغة الموارد، فلقد كانت الولايات المتحدة أقوى كثيراً من فيتنام، ولكنها خسرت الحرب معها. إن تحويل الموارد إلى قوة محققة، بمعنى الحصول على النتائج المرجوة يتطلب استراتيجيات مرسومة بشكل جيد، وقيادة ماهرة».
استطاعت طالبان أن توازن قوة أعدائها باتباع أسلوب حرب عصابات طويلة الأمد، استنزفت فيها أعداءها، حتى وصلت خسائر الأمريكيين وحدهم إلى أكثر من تريلوني دولار!.
استعملت طالبان أساليب: الإغارات والعمليات الاستشهادية والكمائن والألغام… اعتمدت في إنجاح ذلك على قوة الصلة بالحاضنة الشعبية وعلى اختراق الكثير من أجهزة الدولة.
كما أنها حافظت على الإمساك بزمام المبادرة بيدها، ولم تتحرك بردات الفعل بحيث يكون العدو هو من يفرض مكان وزمان وشكل المعركة، بل هي من كانت تحدد ذلك. يقول أبو مصعب: «الذي يقوم بالفعل يحافظ على التوازن النسبي؛ لأنه يعرف ماذا يفعل، الذي يقوم بردات الفعل يقوم بأعمال غير متوازنة… فزمام المبادرة يجب أن تحافظ عليه».
بالرغم من كل محاولات العدو استدراج طالبان إلى هدن وإيقاف إطلاق نار، إلا أنها لم تقبل بأي هدنة قبل أن يرضخ العدو لشرطها الأساسي (خروج كل القوات الأجنبية من أفغانستان)، قال ذبيح الله مجاهد في 11 \ 02 \ 2019 في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط: «أما بالنسبة لوقف إطلاق النار فإن المسألة ليست حول التوقيت، بل حول المبدأ. فإذا توقف إطلاق النار فإن العدو لن يخرج أبداً من أفغانستان، وسوف يصبح التفاوض عملية لا نهائية حتى تخمد جذوة القتال».
أما أثناء المفاوضات فإن الطالبان كانوا يكثفون من عملياتهم العسكرية للضغط على العدو وإجباره على الانصياع لطلباتهم، لدرجة أن اشتكى ترامب من ذلك في 7 \ 9 \ 2019، واصفا إياهم بأنهم يقتلون الكثير من الأشخاص من أجل تعزيز موقفهم التفاوضي!.. قال أبو مصعب السوري: «إلقاء السلاح في المفاوضات يعني الانتحار».
هذا فضلا عن أن ترضخ طالبان لهدن مؤقتة يستغلها العدو لصالحه ويرتب فيها أوراقه، أو هدن محصورة في أماكن محددة، ما يعطي العدو فرصة الاستفراد بالمناطق واحدة تلو الأخرى.
في عملية بسط السيطرة على البلاد مؤخرا، لم تستغرق الحركة سوى بضعة أيام حتى استطاعت السيطرة على معظم البلد -لو كانت جيوش الحركة تتحرك بأسرع مركبات لما استطاعت أن تنجز السيطرة على كل هذه المساحات بهذه السرعة-؛ وهذا إن دلَّ على أي شيء، فإنه يدل على أمور، منها:
– أن الحركة كانت منتشرة على كامل جغرافية البلد ولم تكن محصورة في ولايات معينة؛ والانتشار أمر ضروري بالنسبة للعصابات كما ذكر أبو مصعب السوري في “إدارة وتنظيم حرب العصابات” في فصل التخطيط الاستراتيجي الشامل.
– ومنها، الترابط بين الحاضنة الشعبية والحركة، فلو لم يكن الأمر كذلك لما استطاعت الحركة التخفي والتحرك بين الشعب كل هذه السنين، ثم السيطرة على المناطق بهذه السرعة، وهذا الأمر (التفاف الجماهير حول العصابة) وضعه أبو مصعب السوري السبب الثاني من الأسباب الرئيسية لنجاح حرب العصابات.
– ومنها، اختراق الحركة لقوات الجيش والأمن، بالإضافة للهيبة التي تتمتع بها في قلوب الجيش، فلم يجرؤ أحد على مقاومتها…
* سابعا – عدم الانحراف عن عقدة الصراع:
طوال مسيرتها كانت الحركة تركز على عوامل النجاح الحرجة، التي يمكن من خلالها حسم الصراع، ولم تنشغل بأمور جانبية غير مؤثرة في حسم الصراع.. فلم تستنزف نفسها بأمور إدارية، أو أي أمور أخرى.. بل وضعت كل مواردها وكوادرها في خدمة الجانب العسكري؛ لأنه هو العامل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حسم الصراع.
— بقي هنالك عوامل ليست من صنع الحركة، إنما هي ظروف وفرص استثمرت وجودها ووظفتها بشكل جيد لصالحها، نشير إليها باختصار:
* أولا – الموقع الجيوسياسي:
أفغانستان دولة حبيسة، لا منافذ بحرية لها، ما يجعل إمدادات قوات الاحتلال مكلفة وفيها صعوبة، كما أن أفغانستان لا تتمتع بأهمية جيوسياسية كبيرة بالنسبة للقوات الغازية، بحيث تكون مستعدة للتشبث بها بأي ثمن.
* ثانيا – الطبيعة الجغرافية:
الطبيعة الجغرافية الوعرة القاسية قللت من سيطرة الدولة (قوات الاحتلال) على الكثير من المناطق الريفية الواسعة، والتي يقطنها معظم سكان أفغانستان، وما تتميز به كذلك معظم المناطق من كثافة أشجار وزراعات، وما توفره من حالة اكتفاء اقتصادي، وفر لعناصر الطالبان ملاذات آمنة وقدرة على الحركة السرية…
* ثالثا – البنية الاجتماعية:
المجتمع الأفغاني هو مجتمع قبلي ريفي، يتصف هذا المجتمع بصفات؛ منها: الترابط، وقوة العصبية، والنجدة، والأنفة، والشجاعة، والكرم، والتراحم، والتكافل، وتتميز حياته بالخشونة وقلة الترف، كما أنه لم يخضع خضوعا كاملا لدولة مركزية..
في دراسته تحت عنوان (تجربة طالبان: قراءة خلدونية سوسيولوجية في جذور وظهور الحركة) يقول الباحث كرم الحفيان :«بقاء شبكات ونوعيات العلاقات المتينة والمتشعبة التي تربط وتشبِّك بين أعضاء حركة ريفية كطالبان وبين محيطها الاجتماعي القبلي البعيد عن مراكز الدولة والخارج عن هيمنتها والمحتفظ بعصبيته وبأسه وتوحشه (بالتعبير الخلدوني) هي من تفسر المستويات المتعددة والمتجددة من الإمدادات البشرية واللوجستية والمعنوية التي تصل لحركة طالبان».
* أخيرا – الطبيعة النفسية للشعب الأفغاني:
«القابلية للاستعمار أخطر من الاستعمار»؛ هذه الجملة يكررها مالك بن نبي كثيرا في كتبه..
الشعب الأفغاني، كما هو معروف عنه، شعب أبيٌّ عنيد، لم يقبل في تاريخه الخضوع لأي احتلال مهما كان شكله أو قوته، حتى حازت أفغانستان على لقب “مقبرة الإمبراطوريات”.
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ذو القعدة ١٤٤٣ هـ اضغط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ذو القعدة ١٤٤٣ هـ اضغط هنا