❗️ بعضُ الإخوة يقول: كل الاعترافات التي أخذت من العملاء كانت تحت التعذيب!! وبالتي فهي ساقطة العدالة ولا قيمة لها، والأصل براءة الذمة..
والجواب على هذا من عدة وجوه:
أولا: ذكر علماء الحديثِ أن الجرح المفصل -مثل تهمة عمالة فيها تفاصيل ظاهرة- مقدم على براءة الذمة والعدالة العامة.
وما سمعناه عن كثير من “العملاء المزعومين” جرح مفصل؛ فيه نقل اعترافات وإقرارات وذكر ادلة ووثائق بعضها تواتر ذكره من مصادر كثيرة..
فالواجبُ أن يُردَّ هذا الاتهام المفصل بمثله، لا بذكر دليل براءة الذمة؛ فهو غير كافٍ في المقصود حينذاك.
ثانيا: لم يقتصر موضوع العملاء على الإقرارات ليُقال إنها أخذت تحت الضغط أو التلقين، بل هناك عشرات الأمثلة على قصص ظاهرة الوضوح لا يمكن أن تكون -قطعا- إلا دليل عمالة..
ومثال ذلك: مرافق القائد العسكري أبي الحسن 600: “سلمان”؛ حيثُ سمعت اثنان من الإخوة العسكريين يقولات نصَّا:
حدثنا أبو الحسن 600 أنه دخل في السجن على مرافقه سلمان؛ فقال له:
– تُب لله واعترف ولا تخف فأنا مسامحك..
– فضحك مرافقه، وقال له: يا شيخ هل غيرت حقيبتك؟
– قال أبو حسن: نعم! ليش؟!
– قال مرافقة: كنت حطيت لك جهاز تنصت فيها، ثقبتها من أسفل ووضعته هناك؛ بحيث لا تراها!!
– قال أبو حسن: فرجعت للحقيبة القديمة فوجدتُ الامر كما قال والحقيبة مثقوبة من أسفل!!
هذا الرجل “سلمان” خرج اليوم من السجن.. فهل لهذه القصة علاقة بالإكراه؟! وهل للموضوع أثر في الضرب؟ وهل في هذا أي تلقين؟!
وما حقيقة هذه القصة.. هل هذه القضية تنتهي بإخراجه من السجن؟!
وماذا كانت هذه القضية؟ أليس الامر مستغربًا للغاية أن يخرج الرجل كأن هذه القصة لم تحصل أصلا!!
ثالثًا: استمر فريق التحقيق الخاص بالقضية قرابة أربعة أشهر في جمع أدلة القضية والتحقيق فيها والحكم بإدانة بعضهم بالعمالة وآخرين بالانقلاب وآخرين بالتواطئ معهم.. الخ!
فكيف يتم في أقل من أسبوع الحكم على كل هؤلاء بالبراءة؟ بعد تغيير اللجنة الموكلة بالقضية؟!
كان أقل الواجب أن يتم النظر المفصل في التبرئة كما وُجد النظر المفصل في الإدانة، وأما والحالة هذه فهو مشعر بحكمٍ مسبق في القضية.. وهو ما يأباه الله والمؤمنون!
وبعد؛ فلِيسمعها من شاء، ولو ذهبت في ذلك أرواحنا -ونسأل الله العافية من البلاء-:
إنَّ المصاب جلل.. والخطب كبير.. والكارثة عامة طامة..
تخبطٌ كبيرٌ نراه اليوم في ملف العملاء، وسينتج عنه تضييع الساحة كلها لا قدر الله؛ إن لم يتدارك العقلاء الأمرَ..
وإنَّ دماء الشهداء الذين قتلوا على أيدي العملاء.. والمناطق التي سقطت بسببهم.. والفساد الذي حصل بآثارهم؛ كل ذلك يجعل متابعة القضية واجبٌ علينا وعلى كل مسلم حر، وهو دينٌ واجبٌ علينا أداؤه..
لذلك فإننا نطالب اليوم وغدًا كما طالبنا بالأمس؛ بتشكيل لجنة مستقلة تنظر في القضية، وتتحرى فيها تقوى الله تعالى، وأن ندرك الأمرَ قبل لفلفة القضية وضياعها في أزمة الأحداث؛ ثم نندم حين لا ينفع الندم؛ لا قدر الله..
فالبِدار البِدار بالنزول لحكم الله، والرضا بشرعه؛ فقد ارتضى ذلك علماء كبار، نحسبهم والله حسيبهم: https://t.me/Abedrazzakmahddii/5459