عيد المجاهد بين الفرح والترح مجلة بلاغ العدد ٧١ – شوال ١٤٤٦ هـ

الشيخ: أبو حمزة الكردي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد؛

في جدال متكرر كل عام ومع نهاية رمضان وقدوم العيد ينقسم الناس بين فرح سعيد وحزين متشائم، بين من يقول: “حال وبأي حال عدت يا عيد، فغزة منكوبة والشام جريحة وأهل العلم في السجون والمسلمون يضيق عليهم في مشارق الأرض ومغاربها”، ومن يقول: “لا بد من الفرح رغم كل الأسى والهم والغم وما يمر به المسلمون ما هو إلا قدر من أقدار الله لا بد من الرضى والتسليم به وعدم اليأس”.

وبين هذين القولين تفرق الناس فريقين بين مؤيد ومعارض وبين فرح وحزين، فكان لا بد من توضيح بعض نقاط مهمة؛ منها:

أولًا: أفعالنا كلها عبادة ودين لله عز وجل: فرحنا وحزننا وطعامنا وشرابنا وجهادنا وصيامنا وصلاتنا وصدقتنا ونومنا واستيقاظنا كلها لله وعلى هدي رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162].

ثانيًا: أحداث العالم أقدار الله عز وجل، وهي اختبار وابتلاء منه تبارك وتعالى لعباده المسلمين ليعلم الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق، قال تعالى: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:142-140] فلا اعتراض على حكم الله وقضائه وقدره، بل نحتسب ما يصيبنا أنه من الله إن صبرنا أُجرنا وإن جزعنا وُزرنا، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: “كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت علَى أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، ولو اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ» صحيح الترمذي.

ثالثًا: إظهار الفرح في العيد عبادة لا بد منها؛ فالأكل والشرب واللعب والتوسع في الإنفاق على الأهل فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به أصحابه والمسلمين في العيد، والتزامهم به سنةٌ واجبةٌ لا ينبغي التفريط فيها أو تركها، قال صلى الله عليه وسلم: «أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكْلٍ وشُربٍ وذِكْرٍ للَّهِ عزَّ وجلَّ» فيُنهى عن الصيام في هذه الأيام، والذكر هو التكبير.

وعن عائشة رضي الله عنها أنها لَمَّا نَظَرَت إلى زَفْنِ الحبشة (رقص الأحباش وهم يتلاعبون) قالت: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِتَعلَمَ يهودُ أنَّ في دِيننا فُسْحَةً، إني أُرسِلتُ بحَنِيفِيَّةٍ سَمحَةٍ» رواه أحمد.

رابعًا: أعط كل ذي حق حقه، فدوام الحال من المحال، فلا حزن يدوم ولا فرح يدوم والإيمان يزيد وينقص والنفس تقوى وتضعف، وقد أتى حنظلة رضي الله عنه يشكو لرسول الله صلى الله عليه وسلم من النفاق؛ وهو في حسبانه اللهو واللعب والانشغال بالأزواج والأولاد، فبين له رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الإسلام المعتدل بين العبادة وبين اللهو ومراعاة الحقوق وتقلب الأحوال فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة» ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

وعن عون بن أبي جُحَيْفة، عن أبيه، قال: “آخَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ مُتَبَذِّلَةً؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا، فَقَالَ: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيَقُومَ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فَقَالَ لَهُ: نَمْ، فَنَامَ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ، قَالَ لَهُ سَلْمَانُ: قُمِ الآنَ، فَقَامَا فَصَلَّيَا، فَقَالَ: إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَا ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: «صَدَقَ سَلْمَانُ»”.

خامسًا: لا إفراط ولا تفريط؛ قال تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة:143] نفرح ضمن ضوابط الشرع دون إسرافٍ ولا تبذير، فكما أن الواجب أن نفرح ونتوسع بالأكل والشرب فالواجب أن لا نبذر ولا نسرف امتثالًا لقوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:31].

إن فرح ولهو المجاهد بالعيد لهو فرحٌ ولَهْوٌ يؤجر عليه إن احتسبه بنية الإعداد في سبيل الله عز وجل، ويدخل ضمن قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال:60]، ومن ذلك:

أ_ اللهو بالسهام:

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «سَتُفْتَحُ عَلَيْكُمْ أَرْضُونَ، وَيَكْفِيكُمُ اللهُ، فَلا يَعْجِز أَحَدُكُمْ أنْ يَلْهُوَ بِأَسْهُمِهِ»” رواه مسلم.

ب_ سباق الخيل والإبل:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ» رواه الترمذي وأبو داود والنسائي، وعن ابن عمر رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها” متفق عليه.

ج _ الرماية:

عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: “مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال صلى الله عليه وسلم: «ارْمُوا بَنِي إسماعِيلَ فَإنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، ارموا، وأنا مع بني فلان»، قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما لكم لا ترمون؟»، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ارموا فأنا معكم كلكم» رواه البخاري.

د – الترفيه عن الأطفال:

ولتعلم حقيقة مراعاة حاجة النفس للهو واللعب في العيد خاصةً الفتيان والفتيات صغار السن، حرص صلى الله عليه وسلم على إسعاد عائشة رضي الله عنها؛ فوقف يسترها بردائه مدة من الزمن حتى ترى الأحباش وهم يلعبون، قالت رضي الله عنها: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية، فاقدروا قدر الجارية العرِبة الحديثة السن” متفق عليه.

هـ – المصارعة:

ورد “أن يزيد بن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم، فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات؛ كل مرة على مائة من الغنم، فلما كان في الثالثة قال: يا محمد! ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي منك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه غنمه” قال الألباني: رواه أبو بكر الشافعي بإسناد جيد.

* ضوابط اللهو في العيد:

الاعتدال في كل الأمور هو سمة الصالحين، فالمجاهد عندما يلهو فإنه ينضبط بالآداب الشرعية؛ فلا يلهو إلا:

– بما كان موافقًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ومماثلًا بأفعاله دون زيادة أو نقصان.

– بما أجاز الشرع اللهو به.

– بما لا يؤدي للمنكرات ولا لفساد ذات البين.

– بما لا يفضي إلى الغفلة والانشغال الكبير عن الطاعة أو الثغر الموكل به، فيؤتى المسلمون من قبله.

وقد ذم الله جل وعلا ذمًا شديدًا من أغواهم الشيطان فشغلوا أوقاتهم في الجهاد بالاستهزاء بالدين لعبًا ولهوًا، فقال جل وعلا: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [التوبة:66-65].

أخيرًا؛ لعل البعض قد يقول بأن حال المجاهدين اليوم متعبٌ وشاقٌ بين كرٍ وفرٍّ ومعاركَ ورباطٍ وهجرةٍ ونزوحٍ وفقرٍ وضيقِ حالٍ ونرى حال أهلنا في غزة، ومن الصعب الفرح والتكيف مع هذا الواقع، لذا أقول:

ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بحالٍ شبيه بحالنا بل أشد وأصعب بمراحل!!!

ألم يُخرج صلى الله عليه وسلم من بيته وهُجر من أرضه واتُهم بالسحر والشعوذة والجنون وسُب وشُتم!!!

ألم يجتمع عند باب بيته صلى الله عليه وسلم صناديد قريش يطلبون قتله وتفريق دمه بين القبائل!!!

ألم يُرسل إليه صلى الله عليه وسلم القتلةُ المأجورون من مكة إلى المدينة في عدة محاولات لقتله والتخلص منه.

ألم يفقد صلى الله عليه وسلم زوجته خديجة بنت خويلد ثم عمه أبا طالب ثم أسر المسلمون عمه المطلب يوم بدر وقتل عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله في غزوة أحد!!!

ألم يكن صلى الله عليه وسلم يعيش في المدينة المنورة يثرب مهاجرًا من أرض مكة تاركًا أرضه ووطنه الذي ولد ونشأ وترعرع فيه بجوار الكعبة المشرفة!!!

ألم يكن صلى الله عليه وسلم فقيرًا لم يشبع أهل بيته من خبز الشعير ثلاثة أيام، وتمر الليالي تلو الليالي ولا توقد في بيته نارٌ!!!

كل هذا لم يمنعه صلى الله عليه وسلم من الفرح بالعيد، لأن الفرح في هذه الأيام الفضيلة المباركة عبادةٌ ودينٌ نؤجر عليها، وهذا ما فعله عند مقدمه المدينة صلى الله عليه وسلم وقد كان حاله ما كان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يَلعبونَ فيهِما فقالَ: «ما هذانِ اليومانِ؟» قالوا: كنَّا نَلعبُ فيهِما في الجاهليَّةِ، فقالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: «قد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويومَ الفِطرِ» أخرجه أبو داود وأحمد والنسائي.

أخي المجاهد عبادة الجهاد في سبيل الله تعالى عبادةٌ عظيمةٌ وهي أصل دخول السرور وجلاء الهم والغم عن القلب وفرح العبد وتسليته، رغم المصائب والقتل والقصف والنزوح والتهجير والبعد عن الأهل والولد، وقلة المال، وهجرة الأرض والديار، وفقد الأخ والصاحب الخليل، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جَاهِدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الْقَرِيبَ وَالْبَعِيدَ، فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، إِنَّهُ لَيُنَجِّي اللهُ بِهِ مِنَ الْهَمِّ وَالْغَمِّ» رواه أحمد.

واعلم أخي المجاهد الحبيب أن العيد الحقيقي لك يوم تلتزم أمر ربك وطاعته، وتنصر أمتك فتخلصها من الطغاة والظالمين وتخفف عنهم الظلم والشر والفساد، فهذا والله هو العيد والفرح الحقيقي لكل مجاهد خرج في سبيل الله، ولعل من دخل المدن المحررة حديثًا هنا في سوريا قد ذاق حلاوة النصر وأحس بفرحةٍ أكبر وأعظم من فرحة العيد يوم دُحر النصيرية والروس والروافض المجوس وتحرر الناس وخرجوا من ظُلمة الكفر والشرك إلى نور الإسلام وعدله بقوة الجهاد بفضل الله تبارك وتعالى.

اللهم ارزقنا الفرحة الكبرى بانتصار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وتحكيم شرعك والتمكين لدينك وكسر أعدائك والثبات على توحيدك، وألهمنا الصواب والسداد والرشاد، وإقامة دولة العدل والقسط والأمن، إنك ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.

هنا بقية مقالات مجلة بلاغ العدد ٧١ – شوال ١٤٤٦ هـ

لتحميل نسختك من مجلة بلاغ  اضغط هنا  أو قم بزيارة قناتنا على تطبيق التليجرام بالضغط هنا 

Exit mobile version