كلمة التحرير
“لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك”
“الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله والله أكبر
الله أكبر ولله الحمد”
هذا هتاف المسلمين وتلك تلبية الحجيج في هذه الأيام المباركة أيام عشر ذي الحجة ومناسك الحج وعيد الأضحى المبارك.
وهو هتاف وتلبية يؤكدان حقيقة الإسلام القاطعة وعقيدة المسلم الصريحة التي يرتفع بها الأذان ساعة بعد أخرى ويكررها المسلم في كل تكبيرة وتسبيحة وتحميدة وتهليلة وتسمية وقراءة للفاتحة وركوع وسجود..، (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ).
إنه التوحيد لله جل وعلا عقيدة الإسلام الشامخ، لا مساومة فيها ولا مفاوضة، (فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ).
وإن الحرب على الإسلام تهدف لحرف المسلم عن التوحيد الصافي ليهلك بعد ذلك في أي أودية الكفر والشرك (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً).
والمتأمل اليوم في حرب الكفار للإسلام يجد أنهم يبذلون كل جهدهم في نشر الضلال والكفر ومحاربة عقيدة التوحيد بكل قوتهم؛ فمرة يروجون للإلحاد، وأخرى يدعون لوحدة الأديان، وثالثة يزرعون دين القومية والوطنية، ورابعة يقدسون شرائع أممهم المتحدة ومجالس أمنهم الطاغوتية، وخامسة يقدمون السحر وحظوظ الأبراج، وسادسة ينشرون الفحش والشذوذ..، في دوامة متتابعة الفصول من معركة الشيطان المستمرة (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ).
وأمام هذه التحديات التي اجتالت كثيرا من الناس فإنه يجب التركيز على معركة التوحيد واستغلال كل المناسبات للتأكيد على المفاصلة التامة بناء عليها، (قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
فليس صراعنا مع النصيرية والدروز والنصارى واليهود إلا صراع دين وعقيدة وجهادنا ضدهم جهاد حق وباطل، (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، وكذلك فهم يقاتلوننا لأجل ديننا، (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)..
* فهنيئا للمسلمين بعيدهم عيد التوحيد والحمد والتكبير، عيد البراءة من الشرك والمشركين (وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير.
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ اضغط هنا
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد 18 اضغط هنا