#المقال_الثاني
عصر الخلف يبدأ بعد عام 300 للهجرة.
فيكون الإمام النسائي(وهو آخر الأئمة الستة)
هو خاتمة السلف حيث توفي سنة 303هـ.
فمن توفي بعد ذلك يعد من الخلف.
لكن لو تركنا فاصلا ٢٠ سنة تقريبا
فيلتحق بالسلف أئمة كبار كالطبري المتوفى سنة ٣١٠ وابن خزيمة ٣١١ وابن المنذر ٣١٨ والطحاوي ٣٢١ وغيرهم.
#وفرق بين عصر السلف والخلف أنه في عصر الخلف بدأ ينتشر علم الفلسفة والمنطق في مباحث العقيدة مع فشو البدع.
#كذلك انتشر القول بتأويل الأسماء والصفات ففي قوله تعالى:(الرحمن على العرش استوى) قالوا: أي استولى.
وفي قوله تعالى: (وجاء ربك والملك صفا صفا) قالوا: جاء أمره.
وفي حديث النزول:”ينزل ربنا تبارك وتعالى في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا..” قالوا: المراد نزول الرحمة.
وهكذا.. فهذا التأويل فيه تعطيل لكل من صفة الاستواء والمجيء والنزول..
وهو مخالف لطريقة السلف الصالح فإنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه من الصفات مع إمرارها من دون كيف.
وقول بعض المتأخرين: “مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم”
ليس بصواب بل مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم.
ولسنا الآن نخوض في ذلك وإنما القصد تسليط الضوء على الفرق بين مذهب السلف والخلف. والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرزاق المهدي