ذكرى الشهداء

حسـين أبو عـمـر

ذكرى الشهداء

 هذه السنة، وافق يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قُتل فيه الحسين رضي الله عنه التاسع والعشرين آب وهو اليوم الذي أُعدم فيه سيد قطب رحمه الله

بذل الاثنان نفسيهما للدفاع عن مبادئ الإسلام العظيمة: 

أما حفيد نبينا -صلى الله عليه وسلم- وريحانة فؤاده، فقد بذل نفسه في الدفاع عن مبدأ الشورى؛ المبدأ الذي لم يَسَع النبي -صلى الله عليه وسلم- التنازل عنه وهو في أحلك الظروف، بل قال: “الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء”. بذل الحسين -رضي الله عنه- روحه ليبقى الأمر على سنة نبينا -صلى الله عليه وسلم-  وحتى لا ينقلب الأمر إلى (سنة هرقل وقيصر) ..  

وأما سيد، فقد أصبحت كلماته -بعد أن رواها بدمائه- منارا لمن بعده، ترددها الألسن كل حين:

“إن كلماتنا ستبقى ميتةً لا حراك فيها هامدةً أعراساً من الشموع ، فإذا متنا من أجلها انتفضت و عاشت بين الأحياء…”

أخي أنت حرٌ وراء السدود

            أخي أنت حرٌ بتلك القيود

إذا كنت بالله مستعصما  

            فماذا يضيرك كيد العبيد

 

 أخي إن ذرفت علىّ الدموع 

        وبللّت قبري بها في خشوع 

فأوقد لهم من رفاتي الشموع 

         وسيروا بها نحو مجد تليد

 

 أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا 

      فـروْضـاتُ ربي أعـدت لنا

و أطيارُها رفرفت حولنا

      فطوبى لنا في ديار الخـلود

 

أخي إنني ما سئمت الكفاح

       ولا أنـا ألقيت عنّي الســلاح

و إن طوقتني جيوشُ الظلام

       فإني على ثـقة … بالصبـاح

 

أخي فامض لا تلتفت للوراء 

       طريقك قـد خضبته الدمــاء

و لا تـلتفت ههـنا أو هـنـاك

       و لا تتـطـلع لغير السـمـاء

 

فلسنا بطير مهيض الجناح

      ولن نستذل .. و لن نستباح

و إني لأسمع صوت الدماء 

       قويا ينادي الكفـاحَ الكفـاح

 

سـأثأرُ لكـن لـربٍ و ديـن

      وأمضي على سنتي في يقين

فإما إلى النصر فوق الأنام

      وإمـا إلى الله في الخـالدين

Exit mobile version