كلمة التحرير
– ذكرتنا الزلزلة أنه لا يغني حذر من قدر وأن المخاطر فوق إحاطة البشر، فأفضل عدة هي صالح العمل.
– ذكرتنا الزلزلة أن النوم لا يعني توقف الأخطار وأن الموت ممكن في كل لحظة، فكم من مأخوذ على حين غرة وكم من صحيح مات من غير علة.
– ذكرتنا الزلزلة أن الموت الذي يفر الناس منه هو ملاقيهم، وأينما يكونوا يدركهم الموت ولو كانوا في بروج مشيدة، فهنيئا لمن جاءته منيته ثابتا على الجهاد الحق في سبيل الله تعالى لم يركن لظالم ولا غشوم.
– ذكرتنا الزلزلة أن باب التوبة مفتوح، وأن قوافل التائبين لا تنقطع، وأن الذكرى تنفع المؤمنين.
– ذكرتنا الزلزلة أن المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم وتداعيهم قوة عظمى تغنيهم بفضل الله عن استجداء المجرمين.
– ذكرتنا الزلزلة أن الخير القليل الذي يبادَر به ويسارَع إليه أعظم كثيرا من الخير الوفير المتأخر.
– ذكرتنا الزلزلة أن فشو الغش الباطن وإن غطاه مدة من الزمن مظهر حسن، فإن فساد باطنه مؤذن في لحظة ما بانهيار كارثي يعم المجتمع.
– ذكرتنا الزلزلة أن ظهور المنكر العام واستمراءه والتنافس فيه عاقبته عقاب عظيم من جنسه، فالعبث في مجتمع ما بمسألة المهجرين وتحقير قضيتهم أعقبه قارعة قتلت وهجرت وأفقرت.
– ذكرتنا الزلزلة أن الغربة إلى ديار الكفر تجعل عامة نفوس المغتربين جبانة عاجزة عن القليل ولو كان تسيير قافلة إغاثة أو إرسال وفد طبي أو بعث لجنة هندسية.
– ذكرتنا الزلزلة أن النظام الدولي الكافر إن جاءت مأساة لم يكن هو السبب المباشر فيها فإنه السبب المباشر في تكريسها وتمديدها ومنع محاولات تخطيها كي تقضي المأساة على أكبر عدد من المسلمين، ثم بعد ذلك يمدون يدهم بكسرة من خبز أو بخيمة من قماش ليستثمروا في المأساة.
– ذكرتنا الزلزلة أن البعث النصيري هو أخبث سيوف الأعداء التي يقوونها ويحاربون بها الأمة، وأن كسره كسر له ولهم.
– ذكرتنا الزلزلة أن المتكبرين مخذولون؛ فالله سبحانه وتعالى يخوف الناس لعلهم يرجعون، وهم يستكبرون عن الرجوع والتوبة ويغترون بجهلهم وإرجائهم، فالزلزلة عندهم هي حتما اصطفاء لهم وارتقاء.
– ذكرتنا الزلزلة أن مرضى الزعامة الخائنين للأمة مستعدون للتضحية بكل شيء مقابل زعامة موهومة ولو على أكوام حجارة، وأن من يتاجر بدماء الشهداء وآلام الثكلى يُستغرب منه ألا يتاجر في دماء وآلام منكوبي الزلزال؛ فالذي خبث لا يخرج إلا نكدا.
– ذكرتنا الزلزلة أن نردد:
يا نفسُ لا تجزعيْ من شدةٍ عَظُمَتْ
وأيقني من إِلهِ الخَلْقِ بالفرجِ
كم شدةٍ عَرَضَتْ ثم انْجَلَتْ ومَضَتْ
من بعدِ تأثيرِها في المالِ والمُهَجِ