دعْ ما ألِفتَ من النَّعيمِ الغادي
فالقادماتُ نوازِعُ الأكبادِ
قمْ واتركِ القصر الذي شيّدتَهُ
فبه الزُّؤامُ وضَيعَةُ الأولادِ
إن كنتَ تأملُ أن تكون أميرَها
فاحمِ الديار من العدوِّ العادي
ها أنت تركَنُ للدَّنِيَّةِ بعدما
مزَّقتَ أفواجاً من الأجنادِ
ما نفعُ أسلابٍ إذا خزَّنتَها
أتصُونُها من رميها بجهادِ؟!
يا أيها المُغترُّ ركنُكَ قد غدا
غَرَضاً يُنالُ وأنت في الأصفادِ
لو كنتَ ذا عقلٍ لقمتَ منادياً
متبرِّأً من كِبرك المعتادِ
ولكنتَ أطلقتَ الكُماةَ من العَنَا
ووقيتَ أهلكَ عِيشةَ الإخلادِ
حرٌّ شريفٌ ذاك من يحمي الحِمى
يرمي العدو بعُدةٍ وعتادِ
والخائنون الخائبون بلاؤنا
أصلُ الشُّرورِ ومنبعُ الإفسادِ
أسفي على من باعها بطعامها
وكِسائها ووِطائها والنَّادي
أسفي على من بدَّلَ الحُسنى بما
قد عافَهُ لتنافُسِ الأوغادِ
أسفي على من كان يوماً زاهداً
أو كان يلبسُ جُبَّةَ الزُّهادِ
إذ يرتمي في غَفلةِ الدُّنيا فإن
يصحوْ فقيدُ نِخاسةٍ ومزادٍ
كتبتها إثر استهداف سرمدا بالقذائف من قبل النظام المجرم والمحتلين.
أسأل الله أن يتقبل الشهداء وأن يشفي الجرحى، وأن يصلح شأننا.
10 ربيع الأول 1443
16 تشرين الأول 2021
الأستاذ أبو يحيى الشامي