درس من القرآن في قوة تأثير الحرب النفسية وضرورة استخدامها ضد عدو عنيد متمكن.
قال تعالى مخبرًا عن قصة موسى عليه السلام: قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ. |طه|.
عرفوا أنه نبيٌ من الله وأن ما يقوله ويحذرهم منه هو الصدق والحق، “فتنازعوا أمرهم” دب الخلاف بينهم، لكنهم “أسروا النجوى” فتركوا نزاعهم وخلافهم فيما بينهم ليحافظوا على تماسكهم، إلا أن الحرب النفسية أسست لهدفها التالي، وفي لحظة الحق خار تماسكهم فورًا وبشكل لم يتوقعه أحد منهم، قال تعالى: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ. ، حتى فرعون ذُهل، فأخبرنا تعالى عن موقف فرعون: قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ. وراح يهددهم ويتوعدهم وكأنه يريد اتباع الحرب النفسية!، لكن فات الأوان بعدما نجح موسى عليه السلام بقهر كيد سحرهم وترسيخ الوعيد في نفوسهم، ولذلك قالوا كما أخبر تعالى: قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖ فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ ۖ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وآتنا العلم والحكمة وفقهنا بما يلزمنا.
الأسيف عبدُ الرحمن