خبر بسيط نرسله إلى أمة الملياري مسلم

📝

خبر بسيط نرسله إلى أمة الملياري مسلم، ونعتذر مقدما لأي إزعاج: قبل قليل نشرَ جيشُ يهود تحذيرا لكل مناطق وقرى شرق خان يونس بالإخلاء فورا إلى مناطق المواصي غرب خان يونس التي فيها عشرات الآلاف من عوائل المسلمين، بمعنى أنّ ما يقرب من مليون ونصف مسلم سيتكدسون فوق بعضهم في المناطق الغربية لمحافظتي خان يونس والوسطى، وهي مناطق ضاقت بمن فيها تحت أشعة الشمس الحارقة قبل هذا الإخلاء الجديد؛ فكيف الآن! وحسبنا الله ونعم الوكيل.

بين هذا الضياع والتيه أتابع نظرات الرجاء في عيون طفلتي الصغيرة التي تترجاني لتأخذ معها ما تبقى من بقايا ألعابها؛ التي استخرجناها من بين أنقاض منزلنا المدمَّر بعد نزوحنا السابق= وأنا أرفض طلبَها بلطفٍ وحزن لأننا لا نملك ترف اختيار المتاع؛ القليل أصلا، فنحن لا نملك وسيلةً للنقل، فضلا عن كوْننا لا نَعرف إلى أين سنذهب الآن، ولا نَعرف أين سنبيت ليالينا القادمة، وأنظر حولي فأرى نظراتٍ أخرى من أهلي ترمقني بذهول وحيرةٍ وتساؤل؛ من عيون الأطفال الباكية مع النساء وكبار السن، فأرجع ببصري بعيدا عن عيونهم محاولا إخفاء الحيرة التي تعتريني أنا أيضا؛ وإظهار الثبات والقوة للتخفيف عنهم، فإنها همومٌ تنوء عن حملها الجبال والله المستعان على كل حال!

أكتب هذه الكلمات وأنا أستمع إلى القذائف التي تتساقط لتجعل التفكير في البقاء محاولةً لاستعجال الموت، لكن لا يمكن أبدا مجرد التفكير في ذلك، فإنه يجب وجوبا إخراج عوائل المسلمين من مناطق القتال، فلن يبقى فيها إلا الموتُ والمقاتلون؛ كفرةً ومسلمين، ومن أراد البقاء سيودع أهله بعد إخراجهم وهو لا يعلم هل سيلقاهم مرةً أخرى أم لا، أو هل سيكون اللقاءُ لبعضٍ دون الآخر، هذا والناس تَخرج سيرا على أقدامها نحو المجهول، تتدافَع الجموع كبارا وصغارا في اتجاه واحد لا يعلمون أين يذهبون، بعضُ هؤلاء النازحين مرضى ومصابون على أَسِرَّةٍ طبية يدفعها أقاربُهُم؛ لأن سيارات الإسعاف لا تكفي لنقل جميع المرضى من المستشفى الأوروبي شرق خان يونس إلى مستشفى ناصر غرب خان يونس، حالُ الناس أنهم يتحركون هربا بالأطفال والنساء من الموت السريع بحمم الصواريخ نحو الموت البطيء بحمم الخيام المرقّعة والمعرشات المهترئة مع معاناة البحث عن الماء وذل البحث عن أماكن قضاء الحاجة!

كل هذه المعاناة التي تَسبق المعاناة الحقيقية جعلتني أتذكر أحد أبرز من نَصر المسلمين في غزة، وهو ابنها البار الشيخ الزبير الغزي فك الله بالعز أسره، تذكرتُه -ولست ناسيه- لأنني اطلعتُ على شيءٍ من جهوده في نصرته لشعبه، ما علمتُ عنه كثيرٌ في التفريج عن المسلمين ودعم المجاهدين، وهو قليلٌ قياسا بباقي جهود حملة الزبير المباركة (حملة جاهد بمالك)، لذا فليعلم الذين ظلموا الشيخ وتسببوا في تعطيل حملته أنهم الآن يَحملون وِزر خذلان المسلمين في غزة، ونحن تحت نيران أشد الناس عداوة للمؤمنين، بل ربما تجاوزوا الخذلان إلى سِواه؛ مما يؤذينا أن نَذكرَه، ونحن الذين نصطلي بنيران الكافرين؛ مع نيران خذلان الذين انتظرنا نصرتَهُم، وإذ بهم السبب في إغلاق باب النصرة في وجوهنا!

فاللهم فرجا عاجلا للمسلمين في فلسطين..
اللهم إن أسباب الأرض انقطعت وما بقي لنا سواك..
اللهم رحماك رحماك..

1/7/2024
@abomoaaz83

Exit mobile version