حوار بين اثنين حول رأس السنة

حوار بين اثنين حول رأس السنة

1: كل عام وأنت بخير، فهذه ليلة رأس السنة.
2: وما علاقتنا بها؟ هذا عيد للكفار، ولا ينبغي لنا نحن المسلمين أن نحتفل معهم أو نهنئهم.

1: كيف تقول كفار؟! هؤلاء مسيحيون، يعني نصارى، وهم من أهل الكتاب، كما وصفهم الله في القرآن، وليسوا كفارا.
2: يا أخي، صحيح أنهم أهل كتاب، ولكن من قال لك أن هذا يعني أنهم ليسوا كفارا؟ بل هم كفار طبعا، ولا يتنافى هذا مع كونهم أهل كتاب، وهذا من البدهيّات والمسلَّمات.

1: كفار؟!! وما دليلك على ذلك؟
2: دليلي القرآن والسنة والإجماع، قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) [آل عمران:85]، وقال: (يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) [آل عمران:70]، وقال: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) [المائدة: 73]، وغير ذلك الكثير من الآيات، وقد أجمع أهل العلم جميعا على أن كل من لا يدين بدين الإسلام ومات على ذلك، فهو كافر خالد مخلد في نار جهنم.

1: طيب ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل اليهود، ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي؟
2: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاملهم بجميل خلقه تأليفا لقلوبهم ودعوةً للإسلام، ولكنها معاملة لا تتعدى حدودها فتخلط المسائل العقائدية والعبادات بيننا وبينهم، فلم يهنئهم صلى الله عليه وسلم بعيدهم، ولم يحتفل معهم، فقد مدح الله تعالى الذين لا يشهدون الزور فقال جل وعلا: ﴿ وَالَّذينَ لا يَشهَدونَ الزّورَ وَإِذا مَرّوا بِاللَّغوِ مَرّوا كِرامًا ﴾ وأعيادهم تلك من أكبر الزور حيث ينسبون لله تعالى الولد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

1: فما واجبنا إذن تجاه أهل الكتاب؟
2: واجبنا أن نتبرأ من دينهم، ومن دين كل من لا يدين بدين الإسلام، قال تعالى: (لكم دينكم ولي دين)، ولا نشاركهم في أعيادهم ومناسباتهم، ولا نتشبه بهم، وكذلك علينا أن ندعوهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، بدون غلطة أو شدة، وهذا في حق من لم يحاربنا ويعادينا منهم، أما من حاربنا وعادانا سواء بالسلاح أو باللسان أو بالمال، فيجب علينا أن نظهر العداوة والبغضاء له، ونحاربه ونجاهده بما نستطيع.

الشيخ أبو مسلم العنداني 

Exit mobile version