حماية الأقليات.. واللعب بالنار – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٤٧ – رمضان ١٤٤٤هـ⁩⁩⁩

كلمة التحرير

توجد في المناطق المحررة بعض الأقليات الدينية مثل النصارى وبعض الأقليات العرقية مثل الأكراد، والواجب أن يكون التعامل معهم نابعا من الالتزام بهدي الإسلام في بناء المجتمع وما ينبع منه في التعامل مع الواقع من مراعاة للأصل والحاجة والضرورة.

ولا يخفى أنه قد تقع على بعض هؤلاء أمور قد لا يرتضيها بعضهم، وهي إما مشروعة لا حرج فيها، أو تكون ظلما واعتداء عليهم؛ فأما ما هو مشروع فيقابل اعتراض بعضهم بالثبات عليه مع الحكمة في القيام به، وأما ما هو اعتداء عليهم فينبغي رفع الظلم وإقامة العدل.

وهذه المظالم التي قد تقع على بعضهم قد يقع مثلها أو أكثر منها على الأكثرية المسلمة والعربية، فقد ابتلينا في ساحتنا ببعض الجبابرة والطغاة الذين أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها؛ فكم سجنوا الأبرياء، وقتلوا معصومي الدم، وسلبوا الأموال، وتاجروا بدماء المجاهدين، وخانوا العهود والمواثيق..، فضلا عن مصادرتهم حقوق الأمة بفرض مناهج تعليم فيها إلحاد، وإقامة محاكم قضاء طاغوتية تحكم بقانون بشار، وأجهزة أمنية بعثية العقلية والممارسة، فالمسألة في حقيقتها ليست تخصصا في ظلم أقلية بل هي عموم اعتداء وظلم على مجتمع كامل بذرائع شتى ووسائل متعددة.

ومواجهة هذه المظالم يجب أن يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على يد الظالم، وأطره على الحق أطرا، وفق آداب الإسلام في مواجهة ذلك.

– ولكن في ظل مسارعة هؤلاء الظلمة الذين في قلوبهم مرض في اليهود والنصارى، فإنهم لم يكتفوا بظلمهم وعدوانهم الذي شمل الجميع، بل سعوا للحصول على الاعتماد من الدول الكافرة عبر زعمهم أنهم حماة الأقليات، وتشجيعهم تلك الأقليات على القيام بما يريدون من ممارسات؛ فنتج عن ذلك إظهار لشعائر الكفر، ونداءات قومية انفصالية، ونزعات شعوبية حاقدة…، وهي ممارسات مستفزة قد تؤدي لردة فعل اجتماعية معاكسة واسعة، وإزاء هذه المتاجرة بقضية الأقليات نبين ما يلي:

– أن المتاجرة بقضية الأقليات من أهم أدوات الغرب الحاقد في حرب المسلمين؛ وهدفهم ليس إنصاف مظلوم، بل استخدام من يستطيعون من الأقليات كخنجر في ظهر الأمة، وذريعة لمزيد تدخل في الشؤون الداخلية سواء بجر الجيوش لاحتلال البلاد أو قصفها أو الضغط لسلب المسلمين حقوقهم، وتاريخهم المعاصر حافل بذلك في تعاملهم مع الدولة العثمانية وتغلغلهم في بلاد الأمة، ومن أمثلة ذلك تحريكهم نصارى مصر والمارونيين في لبنان والدروز في فلسطين والنصيرية في سوريا والرافضة في العراق…

– من يجاري المؤامرة الغربية بتصدير نفسه لهم على أنه حامي الأقليات والميسر لهم وذراعهم على الأرض في تحقيق رؤيتهم، هو في الحقيقة يعضد ذريعة الغرب ويقويها، ويصطف مع الأعداء ضد الأمة، وهو في ذلك كأبي رغال يمهد الطريق لأبرهة لتطأ جيوشه أرض قومه.

– تؤكد التجارب المتكررة أن من يستجيب من تلك الأقليات للتحريض ويتماشى مع مؤامرات الأعداء سيخسر كثيرا في الواقع؛ فليس هدف الغرب حمايته بل توريطه للمتاجرة بدمه في صراعات هم في غنى عنها.

* فالحذر الحذر من المؤامرة الغربية ومن الذين صدروا أنفسهم كمنفذين لتلك المؤامرة، فإنهم يلعبون بالنار. 

لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ اضفط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد 47 اضغط هنا

Exit mobile version