حقيقة الدروز 3 – موقف الدروز من فلسطين والثورة السورية وبيان حكمهم – الركن الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٤٨ – شوال ١٤٤٤هـ⁩⁩⁩⁩

الشيخ: محمد سمير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛

فاستكمالا لبيان نظرة الدروز إلى المسلمين نعرض هنا موقفهم من قضيتين كبيرتين؛ وهما: احتلال فلسطين، والثورة السورية.

– وبدءا بذكر فلسطين: فمن المعلوم أن الدروز لم يتعرضوا للتهجير والمجازر التي تعرض لها المسلمون هناك، بل قبلوا بالاحتلال الإسرائيلي اليهودي وتعايشوا معه وشغلوا مناصب عسكرية وسياسية في الدولة اليهودية اللقيطة، ولا شك أن الوقوف في صف اليهود المعتدين أمر يلحق العار بفاعليه وينكس رؤوسهم، ولكن الدروز لا خلاق لهم ولا أخلاق، فترى زعيمهم كمال جنبلاط يدافع عن خيانة الدروز في فلسطين ويعتبرها حنكة وحكمة، ودونك ما سطره في كتابه “هذه وصيتي”: “ومن بين مشاكلنا كدروز هناك مشكلة وجود جماعة درزية في إسرائيل، وهؤلاء الدروز ليسوا -كما يحكي البعض- خدما أوفياء للدولة اليهودية، ولكن الدرزي من الحكمة بحيث إنه لا يتخلى عن أرضه متى جاء المحتل، والواقع هو أنه شديد الارتباط بأرضه وبمرابع طائفته، ثم لماذا الهرب؟ فخير للمرء أن يبقى على أن يترك موضعه للآخرين، وهذا هو المبدأ الذي طبقه الدروز عام 1947 و 1948 عندما حاول الإسرائيليون طرد العرب؛ فالدروز عقلانيون حقا..، وإذن فإن الدروز بقوا هناك وتدبروا أمورهم بحيث لا يستولي القوم على الكثير من أراضيهم وبحيث يتمكنون من تحمل هذه الحياة المشتركة مع الإسرائيليين، وأعتقد شخصيا أنه لو أن الآخرين قلدوا الدروز بدلا من الهرب إذا لما كان هناك مشكلة إسرائيل؛ لأنهم ما كانوا سيتركون هذا الفراغ” [هذه وصيتي ص 55 – 56].

وليت الدروز في فلسطين اكتفوا ببقائهم تحت سلطة الاحتلال والحفاظ على أملاكهم، ولكنهم انخرطوا ليس في المناصب المدنية السياسية بل في العسكرية أيضا “في 1948 تطوع الدروز للخدمة في الجيش ضمن كتيبة ضمن الدروز والبدو والشركس تحقيقا لما سمي في حينه بـ “حلف الدم” الذي شرعنه ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة إسرائيلية، وفي 1956 وبعد عقد اتفاق مع زعيم الطائفة الدرزية تم سن قانون يلزم الدروز بالالتحاق بالجيش، وفي 1974 نشأت الكتيبة الدرزية المسماة “حيرف” وتعني السيف، وهي قوة برية في عداد القوات النظامية للجيش معظم جنودها من الدروز..، وتبلغ نسبة الدروز الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي 83 % وهي تفوق نسبة اليهود المنخرطين في صفوف الجيش، كما سجلت الحروب التي خاضتها إسرائيل مقتل قرابة 400 درزي ممن خدموا في مختلف وحدات جيش الاحتلال خاصة ألوية المشاة المختارة المقاتلة والشرطة وحرس الحدود، ومن الأسماء البارزة في جيش الاحتلال غسان عليان الذي قاد لواء غولاني، وأصيب خلال حرب غزة 2014 بجراح بليغة بنيران مقاتلي حماس، وفي 2018 قتلت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس الضابط الدرزي “م” قائد الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت لقطاع غزة [هل يبطلون حلف الدم “الجزيرة”].

“وقرية بيت جان تختص بأكبر نسبة من الإصابات لتعداد السكان على مستوى إسرائيل بأسرها بما في ذلك البلدات والقرى اليهودية” [مقال احتجاجات الدروز تنذر بانتقال الحرب من سوريا إلى إسرائيل “عربي” الكاتب ميرون رابوبورت].

وقد انتشر في ديسمبر 2022 مقطع لجندي درزي في الجيش الإسرائيلي وهو يطلق النار من مسدسه على شاب أعزل في حوارة نابلس، مما أثار استياء كبيرا من ذلك الوغد الدرزي، وتعاطفا كبيرا مع الشاب الفلسطيني، وكتب الشيخ الزبير الغزي على قناته مبينا شيئا من إجرام تلك الطائفة: “أذكر أنه في حرب الفرقان 2008 بغزة رئي جندي مجرم ينزل من دبابته ويصلي بجوارها بعد اقتحامه غزة فيها، حينها استغرب الشاب الذي رآهم، كيف يصلي اليهود؟ وصلاتهم نحن نعلم بالضرورة ليست كصلاتنا!، كنا وقتها نظن كل من نقاتلهم يهودا حتى نبه بعض إخواننا حينها أن هذا الذي يصلي من الدروز..، من يومها بتنا نعرف هذه الطائفة النجسة المجرمة التي كانت ولم تزل عونا لليهود في احتلالهم فلسطين وتثبيت أركان وجود في الأرض المباركة مستعينين بلسانهم العربي كونهم من أهل البلد أصلا، فكانوا مع المحتل في عسكره وجنده ضد جيرانهم المسلمين؛ لأنهم يرون اليهود أقرب إليهم منا نحن أهل الإسلام”.

وكتب الشيخ أبو قتادة الفلسطيني: “مشهد إطلاق النار من الجندي الدرزي في الدولة اليهودية ضد الشاب الفلسطيني الأعزل في حوارة نابلس يعطي كل عاقل قيمة العقائد والأفكار وأنها هي علة الأعمال والمواقف، فهذا جندي درزي والطائفة الدرزية في فلسطين هي أقذر مكونات الجيش اليهودي وهي شر الطوائف على المسلمين هناك، وهؤلاء الدروز لا يؤمنون بدين، وتقيتهم أنه لا نبوة ولا غيب ولا آخرة، وفسادهم العقدي يعادل فسادهم الخلقي فهم لا يعرفون حراما ولا حلالا”.

– وأما موقفهم من الثورة السورية: فلم يكن خيرا من موقفهم من فلسطين، فلم يعرف إلا انشقاق أعداد قليلة جدا منهم عن الجيش السوري الذي كان يرتكب أشنع المجازر في سوريا، بل عرف تشكيل لجان شعبية درزية قاتلت إلى جنب الجيش السوري [كمليشيا وحيد البلعوس الذي قتله النظام لاحقا خشية تزايد نفوذه]، كما برز منهم سفاحون عسكريون أمثال عصام زهر الدين الذي ارتكب أفحش الجرائم وأقذرها في حمص في بابا عمرو وفي التل وفي ريف دمشق ودير الزور، ثم لقي حتفه عام 2017 كما قتل ابنه في عام 2020 في ريف دير الزور الشرقي على أيدي الدواعش.

وبالمجمل كان عامة الدروز يقاتلون إلى جانب النظام، بل لم يتورع كثير منهم عن طلب النجدة من اليهود في معركة حضر، وقد لبى اليهود النداء فأرسلوا إليهم مقاتلين دروز من الجولان لصد هجوم المجاهدين على مدينة حضر، وقد فصَّلت ذلك في ترجمة الشيخ مختار الأردني رحمه الله فلتراجع، وأضيف هنا ما ذكره الشيخ الزبير الغزي في قناته في المنشور نفسه الذي تحدث فيه عن مقتل الشاب الفلسطيني في نابلس: “نفس القضية تكررت بعد ذلك في درعا عام 2015 حين كان إخواننا بقيادة الشيخ مختار الأردني يهدفون لفتح الطريق إلى الغوطة الغربية انطلاقا من جباثا الخشب، فزالت كل العوائق إلا عائق الدروز الذي صار كالشوكة في الحلق، وذلك في قريتهم الدرزية المجرمة “حضر” فلما أوشكنا أن نطبق عليهم استعانوا باليهود تماما كما جرى في فلسطين قبل ذلك حتى بات الوصول إلى الغوطة من أصعب ما يكون، ولم ييسره الله، فالحمد لله على أقداره..، من قدر أمتنا العظيم انكشاف أمر هذه الطوائف المجرمة التي تظهر العروبة والجوار والوطنية فإذا جاءت الحروب والأزمات انكفؤوا لصف المحتلين وصاروا معه بدون مواربة أو حياء”.

– وختاما: فحكم الدروز هو نفسه حكم النصيرية فلا داعي لإعادة ذكره، غير أنا نذكر هنا أن كتبا أفردت لبيان حكم الدروز، ومنها:

1 – أقوال الأئمة العالنة في أحكام الدروز والتيامنة، لعلي بن محمد المرادي الحنفي، وقد طبع بتحقيق الدكتور عارف السحيمي.

2 – صور الفتاوى التي أخرجها العلماء الأعلام في حق الدروز وأضرابهم، للشيخ محمد رضا الزعيم، وقد طبع مع كتاب حل الرموز في عقائد الدروز، للشيخ محمد سليم الآمدي، وقد حققهما حمد بن صالح الحميدة، وصدرت عن دار النصيحة في المدينة المنورة.

* ونختم هذه السلسلة بنصيحة قيمة للشيخ أبي قتادة الفلسطيني إذ يقول: “المهم في هذا الباب هو الحكم على الجماعات والأشخاص من خلال عقيدتهم لأنها المحرك للسلوك ومن جوهرها تنطلق أحكام المرء ومواقفه، والتغابي عن العقيدة للحكم على المرء بمجرد شعاراته أو حسن نيته هو غباء كبير تقع فيه الأمة كثيرا، كما نرى الآن من أغبياء المسلمين في إحسانهم الظن بالرافضة وعدم وعيهم على عقيدتهم في مخالفيهم الذين يسمونهم النواصب..، الدرزي عدو كبير والرافضة أعداء..، وهكذا حين تحكم على المقاتل من خلال عقيدته يستقيم لك الفهم والموقف، أما إحسان الظن بممارسات آنية تمرر لتحسين الصورة فكل المجرمين ضد المسلمين دينهم التقية والخداع يستخدمونها طعما لافتراس المسلم”.

والحمد لله رب العالمين. 

Exit mobile version