بيان ثانٍ من قيادة تنظيم حراس الدين رداً على فصيل هيئة تحرير الشام

بيان ثانٍ من قيادة تنظيم حراس الدين رداً على فصيل هيئة تحرير الشام بعد الامتناع عن بيان الموقف من مبادرة النزول تحت الشرع، ورفض بعض المتصدرين من الهيئة لهذه المبادرة.

بيان ثانٍ من قيادة تنظيم حراس الدين رداً على فصيل هيئة تحرير الشام بعد الامتناع عن بيان الموقف من مبادرة النزول تحت الشرع، ورفض بعض المتصدرين من الهيئة لهذه المبادرة.

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) (سورة البقرة206)

📌الحمد لله وحده والصلاة على محمد عبده ورسوله وآله وصحبه، أما بعد:

– فقد نشرت أنا العبد الفقير في الأسبوع الماضي بياناً بعنوان (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) طالبت فيه قيادة هيئة تحريرالشام بالنزول إلى قضاء شرعي محايد يرتضيه الطرفان للنظر في حال الإ..خوة المعتقلين من مهاجرين وأنصار في سجونها ظلما وعدوانا ومسائل أخرى.. وقد كنت آمل أن يكون ردها رداً إيجابيا كما قال ربنا تبارك وتعالى عن حال المؤمنين (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور: 51.

– ولكني تفاجأت من الردود التي صدرت من قيادات في الصف الأول في الهيئة وما نشرته بعض صفحات إعلامهم الرديف من ردود تحمل العزة بالإثم والحيدة عن الانقياد لقضاء شرعي محايد.. فكان حال أصحاب هذه الردود والمواقف حال من وصفهم ربنا تبارك وتعالى بقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) البقرة: 206، وقال فيهم رسولنا الكريم صلى عليه وسلم: (وإن أبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك) صححه الألباني.

– وقد ذكر بعض أهل التفسير في تفسير هذه الآية قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إن من أكبر الذنب عند الله أن يقال للعبد: اتق الله فيقول: عليك بنفسك)، فنحن لم نطالبكم إلا بتقوى الله والتي من أسسها الجلوس لقضاء شرعي محايد عند التنازع فَلِمَ هذه الشدة والغلظة والنفور؟!

وَلِمَ هذه الحيدة عن الجواب الصريح وبيان موقفكم الواضح؟!

ومتى كانت مطالبة صاحب الحق بحقه والمطالبة بإطلاق سراح المساجين ظلما أسطوانة مشروخة؟!

– ومتى كان أصحاب الحق والعدل وشوكة المسلمين -كما تصفون أنفسكم- يتهربون من القضاء الشرعي ويصفون المطالب لهم بالقضاء بالغلو وشق الصف (البغي)، ولنفترض صحة ما تطلقونه من أوصاف علينا زورا وبهتانا فهل يمنع ذلك الجلوس للقضاء؟ أليست هذه سيرة الخلفاء الراشدين أم أنتم على هدي أكمل من هديهم؟!

– ولم يقف الأمر على ذلك فقد جمعت صفحات إعلامكم بين الحشف وسوء الكيل وبين العزة بالإثم والافتراء والتزوير فنشرت نشرا مشوها مبتورا قضية فصل تنظيم حر.اس الد.ين قديما لبعض الإخوة وما تبع ذلك من خلاف داخلي فلم تنشر تفاصيل الحادثة كاملة حيث أن الأمر تم رفعه من قبل قيادة تنظيم حر.اس الد.ين إلى العلماء وفصَلَ فيه بعض أهل العلم ومنهم الدكتور هاني السباعي الذي أصدر حول تلك الأحداث كلمة صوتية بيّن فيها الحكم الشرعي في ذلك ونحن التزمنا به وبتوجيهات أصحاب الخبرة والفضل.. فالقضية تم حلها عند أهل العلم وقيادة التنظيم، لا كما تفترون وتدلسون وتلبسون وتبترون وتزورون الأحداث لتوافق أهواءكم وما يشابه حالكم روي عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: (ودت الزانية أن النساء كلهن زواني)..

– ولنفرض أن الأمر كما تصفون فهل يبرر لكم ذلك النكوص عن الامتثال لأمر الله (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور: 51.

– ثم لو أردنا أن نحكم عليكم بما كنتم تحكمون به على غيركم لقلنا فيكم ما قاله الشرعي العام لهيئة تحرير الشام في جماعة الد.و.لة لما رفضت مبادرات القضاء الشرعي المحايد.. حيث قال عبد الرحيم عطون في كلمته (لتبيننه للناس ولا تكتمونه): (وإن جماعة ‘الد.ولة’ رفضت النزول إلى شرع الله، واحتجّت بأعذارٍ واهيّة، وامتنعت بشوكة، وباشرت بالمجاهدين قتلًا وأسرًا، واستباحت الدماء والأموال المعصومة بتأويلاتٍ فاسدةٍ لا عُذر لهم فيها، ولو عُذروا بها لعُذر الخ..وارج في تأويلاتهم الفاسدة، وعلى هذا فجماعة ‘الدولة’ طائفةٌ مُمتنعةٌ بشوكة تأبى الخضوع لمحكمةٍ شرعيّة، والفرد في هذه الجماعة له حكم الطائفة. يقول شيخ الإسلام -رحمه الله- في السياسة الشرعيّة: “فأعوان الطائفة المُمتنعة وأنصارها منها فيما لهم وعليهم)اهـ.

فهذا حكمكم على من فعل مثل فعلكم فما لكم كيف تحكمون؟!

– وإني لأعجب مما تعجب منه الشيخ أبو محمد السوداني رحمه الله: كيف أنكم تعتقلون الم..جاه.. دين من مهاجرين وأنصار تزامنا مع استهداف التحالف الصهيوص. ليبي لهم! أما لكم عقول تفكرون بها؟ أما تعلمون أن التاريخ سيسطر ذلك وأن أبناءكم وأتباعكم سيعيّرون بذلك؟ فهذا التحالف الصهيوصليبي قد استهدف الشيخ أبا محمد السوداني بعد رسالته الأخيرة بيوم واحد، والتي طالبكم فيها بالتحاكم للشريعة عند قضاء محايد، وقد استهدف غيره وكل ذلك

تم في خضم أحداث الاعتقال والمطاردة من قبلكم لخيرة الم..جاهدي..ن، فكونوا عوناً لهم بدل أن تضيقوا عليهم. ورحم الله الملا عمر الذي كان مما نقل عنه عندما رفض تسليم الشيخ أسامة رحمه الله للأمريكان أنه قال: (لن أجعل أبنائي وأحفادي من بعدي يعيرون بأني سلمت مسلما لكافر).

ثم ألا ترون مدى الغضب الذي أظهرته شريحة واسعة من أبناء الثورة والج.. هاد عقب ردودكم الظالمة؟ رغم أن كثيرا منهم على خلاف كبير مع حراس الدين وما ذلك إلا أن ما تمارسونه من ظلم واستبداد فاق الوصف والتصور على كل مقاييس.

واختم كلامي هنا بدعوتي السابقة لقيادة هيئة تحرير الشام بالنزول لقضاء شرعي عند الشيخ أبي قتادة حفظه الله أو عند لجنة قضائية محايدة يرتضياها الطرفان، ونحن بذلك نضع قيادة هيئة تحرير الشام على المحك بهذا الموقف أمام الله أولا ثم أمام عموم الم..جاه..دين والمسلمين وأمام أتباعها.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل…

اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها..

كتبه/ العبد الفقير أبو همام الشامي
تقديم/ حسان الشامي مراسل مؤسسة شام الرباط

14صفر 1443هـ

Exit mobile version