🔴 أول وآخر ما يغلق بسبب الوباء.
(هنا المحرر شمال سوريا)
أهل الذكر عندما يحل المرض أو الوباء هم الأطباء، وحكمهم ملزم فهم يحكمون بالأسباب ونحن مأمورون بالأخذ بها، ليتم التوكل على رب الأرباب.
لست “مع” ولا “ضد” إغلاق المساجد ابتداء ك”حكم مسبق”، بل يكون التصرف بحسب الحال والضرورة، والمساجد والنُّسُكُ التي تقام فيها من شعائر الدين ويجب التدقيق كثيراً وكثيراً قبل إيقافها ولو مؤقتاً.
{ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج : 32]
لكن وكمناقشة منطقية، وعَى الجميع أن الوباء (كورونا) ينتقل عبر المصافحة ورذاد السعال والعطاس، وعبر الأسطح الرطبة والجافة والثياب والنقود وغيرها.
والوباء (كورونا) ينتشر في المخيمات المكتظة التي يقيم فيها السكان على كل أحوالهم ليل نهار، وفي الأسواق المزدحمة، وفي طابور توزيع الإغاثة، وازدحام توزيع الخبز والوجبات، وفي السجون والمعتقلات خاصة الأمنية منها، والمشافي والمستوصفات والعيادات أيضاً، … وغيرها كثير من التجمعات.
والمساجد التي تقام فيها الجماعات والجمع، قد تنتقل فيها العدوى لكن النسبة بالتأكيد أقل بكثير، فالمصلون يتطهرون وضوءاً أو غُسلاً قبل الذهاب إليها، فإذا اجتنبوا المصافحة واقتصروا على الفريضة وحددوا وقتها ووقت خطبة الجمعة واعتزل من شك باصابته، فهذا يحد من العدوى وقد يعدمها.
فإذا أراد من يملك الأمر أن يقي الناس الوباء فعليه بإخراج الكثيرين من السجون، ممن خفت مخالفاتهم، أو من سجنهم “سياسة” بفهمه وظلما بفهم غيره.
ولتوسّع المخيمات لتبتعد الخيام عن بعضها، ولتخدّم المستشفيات وتنظف المرافق، ولتوزع الإغاثة بإيصالها إلى منزل مستحقها بدلا من جمع الناس وتأخيرهم ساعات لأخذها.
ولتُحدد ساعات التسوق وحصرها بالمواد الضرورية، وتنظيم الأسواق وأماكن التجمع، حتى الوصول إلى منع التجول إلا الضروري جداً.
ومع هذا كله أو بعده كله تغلق المساجد، ولتعويض هذا الباب العظيم من أبواب الاستشفاء، على الدعاة الموظفين والدعاة الأحرار أن يكثفوا جهودهم لتعليم المسلمين وحثهم على طلب الشفاء من الله عز وجل والدعاء زُرافات وفرادى أينما كانوا.
وللعلم قام رؤساء الدول الغربية على كفرهم بالتوجه الى شعوبهم يطلبون منهم الصلاة والدعاء لكي يُرفع البلاء، ولم نر واحداً من رؤساء الحكومات العربية العميلة على ادعائهم الإسلام فعله، ولا قائداً من قواد الجماعات فعله، إلا القليل القليل!.
إذاً، من يناقش أمراً بإرادته وطاعة لله لا لأحد عداه، من جهة أنه واجب شرعي أو رخصة لا بد من الأخذ بها، عليه أن يقوم بواجبات أقرب منه وأكثر ضرورة وإلحاحاً.
ثم إذا تفشى الوباء لا قدر الله، فهو بسبب هجر المساجد، لا بسبب التزامها، واذا نصح الأطباء وأهل الاختصاص بالحجر التام والتفرق، فيكون هذا في كل شيء وأخره المساجد، فإن لم يكن في شيء، فكيف يكون الحجر وتكون الوقاية ؟؟!! ، فاتقوا الله وقولوا قولا سديداً.
أبو يحيى الشامي (بروج-برهان)