كان اغتيال عدد من أكبر قادة مصالحات درعا كأدهم الكراد وأبو طه محاميد حدثا ملفتا للانتباه إلى دوافع هذا الأمر ودلالاته، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى أعلن النظام النصيري إلغاء هيئة المصالحة الوطنية ، وهي المؤسسة التي كانت تعنى بخداع الناس وترغيبهم في الدخول إلى حظيرة التبعية للنظام النصيري والتوقف عن مقاومته، وتعدهم ببعض الأماني وتعطيهم بعض الضمانات المزعومة.
ولكن الأمر لم يتوقف عند إلغاء هيئة المصالحة تلك، بل تبعه في نفس اليوم اغتيال شخصين تابعين للنظام النصيري من أهم الذين عملوا في الترويج لتلك المصالحات وهما رئيس لجنة المصالحة في قدسيا عادل مستو وشيخ المصالحات مفتي ريف دمشق عدنان الأفيوني.
وبهذه الاغتيالات لمن كانوا قادة في الجيش الحر ثم صالحوا العدو وكذلك الاغتيالات لمن وعدهم ومناهم مع إلغاء هيئة المصالحة فإن هذا يعني انهيار كافة الوعود والضمانات التي انخدع بها المصالحون، وأن المرحلة المقبلة لهم هي مرحلة تبعية مطلقة وذل تام للنظام النصيري لا استثناء فيها.
وإن هذا ليدعو من انخدع قديما بتلك الوعود أن يستفيق من غيبوبته فقد تبين أن طريقهم هو طريق خسارة الدنيا والآخرة.