الشيخ: محمد سمير
الحمد لله الذي فطر عباده على التوحيد، وأرسل رسوله بالحق والأمر الرشيد، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد الذي جاء بالدين السديد، ورضي الله عن أصحابه الكرام الذين بذلوا مهجهم لنصر دين الله فدان لهم كل جبار عنيد، وخزي كل شيطان مريد.. وبعد؛
فإنه لا سعادة للبشرية إلا باتباع دين الله المتسق مع الفطرة التي فطر الناس عليها، ولا نجاة لها إلا بالتمسك بأهداب الشريعة التي ارتضاها للبشر خالقهم وهو أعلم بهم (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
وإن حيدة البشر عن منهج الله عز وجل يعني الوقوع في التيه والحيرة والاضطراب والشقاء الذي لا نهاية له، وهذا ما نراه واقعا اليوم في المجتمعات الضالة عن صراط الله المستقيم ودينه القويم وقرآنه الكريم ونهجه الحكيم.
لقد عانت البشرية ألوانا من الألم وصنوفا من العذاب جراء ابتعادها عن دين الله عز وجل فذهبت تلتمس الخلاص في دين الشيطان، فكانت كالمستجير من الرمضاء بالنار وكالفار من لسع السياط إلى بتر الشفار.
وخذ نموذجا على هذا ما يسمى بالنسوية؛ فقد ظلمت المرأة ظلما عظيما وعوملت كأنها وسيلة لا يراد منها إلا المتعة واللذة والسعي في إرضاء شهوات الذئاب البشرية المسعورة، وبدل أن تتجه إلى ما ينصفها ويعطيها حقها كاملا غير منقوص ويعيد لها كرامتها وهو دين الله تعالى، اتجهت إلى فكرة باضها الشيطان في عقول بعض أوليائه وتعهدها بالتربية والتنمية الفسقة والفجرة حتى خرجت إلى العالم كائنا مشوها تنفر منه الفطر السليمة والأخلاق القويمة، فكسي هذا الشائه ألوان الزينة وروج له في الإعلام، وسلط للدعاية له أبواق المكر العالمي، حتى وجد له أتباعا وأنصارا في الغرب سموا بالنسوية، ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد بل سعى شياطين الإنس والجن إلى تصدير هذا الكائن القذر إلى بلاد المسلمين؛ حيث تلقفه المقلدون للغرب أتباع كل ناعق له.
وقد منَّ الله علينا بالثورة الشامية التي أطاحت بكثير من مخططات الإفساد، وردت للشعب المسلم عزته ونفت عنه كثيرا من الضلالات والبدع الشرقية والغربية والأفكار المنحرفة والمذاهب الباطلة الردية، غير أن أعداءنا لا ينامون ولا يكفون عن مكرهم، فسعوا إلى إدخال النسوية إلى محررنا الذي طهر بدماء الشهداء ودموع الثكالى والأرامل والأسارى والمعذبين.
وبما أن الحس الإيماني مرتفع بفضل الله في المحرر، وبما أن جذوة الجهاد لا تزال مشتعلة ونيران العزة لا تزال تضطرم في صدور المسلمين، فقد بدأت المنظمات النسوية بشعار ظاهره البراءة وباطنه السم الزعاف ألا وهو تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا، وليس هذا سوى الخطوة الأولى في إفساد المرأة التي يراد لها في النهاية أن تنسلخ عن دينها بالكلية وتتخذ مذهب الشيطان دينا لها.
* فرأيت من باب النصح للأمة أن أبين الغايات النهائية للنسوية لتنجلي العماية عن أعين المخدوعين بهذا المذهب الهدام وتزول الغشاوة عن أبصار الغافلين.
وبما أن كتاب “المرأة المخصية” لجرمين غرير هو أهم الكتب التي تعظمها النسوية وتفخر بها، وقد تصدَّر هذا الكتاب قائمة الكتب الأكثر مبيعا في العالم عندما صدرت طبعته الأولى عام 1970، فقد رأيت أن أعرض بعض الأفكار التي فيه، وقد جعلت ذلك على قسمين؛ أذكر في القسم الأول الأسباب التي دفعت إلى ظهور النسوية وكانت سبب رواجها، وأذكر في القسم الثاني ردة الفعل على هذه الأسباب، وهي أهم أفكار النسوية.
القسم الأول – الأسباب التي دعت إلى ظهور النسوية:
1 – مسخ هوية المرأة والنظر إليها على أنها مجرد كائن واجبه إثارة شهوة الرجال وإشباع غرائزهم، تقول غرير: “الحرية من واجب إثارة شهية الرجل المتعب الجنسية بعد أن فقد شهوته لنداء الصدور الناهدة ولم تعد سيقان النساء تثيره مهما بلغت من الطول، الحرية من الملابس المزعجة المصممة لأغراض الإثارة، الحرية من الأحذية التي تجعلنا نقصر خطواتنا ونبرز مؤخراتنا، الحرية من هوس الجمال الفتي الحاضر دائما، الحرية التي تنهال علينا من على رفوف بائعي الصحف، الحرية من الاغتصاب [اغتصبت جرمين غرير مرتين] سواء بالكلام المستبيح لما تحت ثيابنا المنبعث من أفواه الرجال في مواقع البناء أو بالتلصص علينا ونحن نمضي في أعمالنا اليومية، أو بإيقافنا أو بدعوتنا لممارسة الجنس أو بملاحقتنا في الشارع أو بمغازلة زملائنا في العمل لنا على نحو مداهن أو بملامسة رئيسنا في العمل لنا” [المرأة المخصية ص 16 – 17].
ونجد أن الإسلام حسم الداء من جذوره عندما فرض الحجاب على النساء وحرم الاختلاط بينهن وبين الرجال، وبالتالي فلا يوجد في دين الإسلام شيء مما ذكرته غرير، فهل يعي المغفلون أن الحل في الإسلام دين الله وليس في النسوية دين الشيطان.
2 – عدم الاهتمام بصحة المرأة وبالآثار الجانبية التي تظهر عليها طالما أن ذلك يرضي شهوة الرجل؛ تقول غرير: “ذلك أن مخترعي حبوب الحمل لم يشغلوا بالهم كثيرا بنفسية المرأة، حتى إن سنوات مرت قبل أن يكتشفوا أن امرأة من كل ثلاث نساء يتناولن حبوب منع الحمل يعانين من اكتئاب مزمن” [المصدر السابق ص 75].
ونجد هنا أن الإسلام نهى زوج الحرة أن يعزل عنها إلا بإذنها، وكذلك نص العلماء على منع تناول حبوب منع الحمل إذا كان في ذلك ضرر محقق إذ إنه “لا ضرر ولا ضرار”.
3 – جعل المرأة مظهرا أجوف لتباهي الرجال وتفاخرهم، تقول غرير: “لقد تخلى رجال حضارتنا عن كل بهارج الأرض حتى يتمكنوا من العمل بحرية أكبر في نهب العالم بحثا عن ثروات لتزيين سيدتي حسب الموضة، كما تسخر مواد خام جديدة وعمليات مبتكرة وآلات حديثة لخدمتها، وهكذا يجب أن تكون سيدتي أبرز منفق للمال، إضافة إلى أنها أبرز رمز لعرض القدرة على البذخ والنجاح في أمور المال، وفيما يكدح زوجها في معمله تتبختر هي في أجمل الشوارع وأفخم الفنادق عارضة ثروته على ظهرها وصدرها وأصابعها ومعصميها” [المصدر السابق ص 86].
ومرة أخرى نجد أن الإسلام بفرضه الحجاب وتحريمه التكبر والتعالي وإيجابه المواساة، قد حسم باب الشر هذا.
4 – جعل جمال المرأة وفتنتها هو مقياس قبولها المجتمعي دون اعتبار لأي أمر آخر، تقول غرير: “وفي الوقت الذي كانت المرأة فيه تتحول إلى واجهة لعرض الثروة والانتماء الطبقي.. كانت تظهر أهم رمز في الفن الغربي.. في البداية أخذت صور المرأة العارية فرصتها في المشاهد العامة..، وبدأت بالظهور صور شابات مجهولات اخترن نتيجة جمالهن فقط، وأخذن بالتدريج يظهرن مجردات من ملابسهن تحت أسماء من مثل فلورا أو بريمافيرا” [ص 87 ].
وتقول أيضا: “المرأة القالب هي الأنوثة الأبدية، هي الغرض الجنسي الذي يبحث عنه جميع الرجال وجميع النساء، هي لا تنتمي إلى أي من الجنسين لأنها هي نفسها بلا جنس على الإطلاق، وتأتي قيمتها حصرا من الطلب الذي تثيره في الآخرين، وجودها هو كل ما يجب أن تسهم به ليست بحاجة إلى أن تنجز أي شيء، فهي جائزة الإنجاز، ليست مضطرة إطلاقا لأن تعطي دليلا إيجابيا على شخصيتها الأخلاقية؛ لأن الفضيلة منتحلة من جمالها وسلبيتها” [ص 91].
ألا ما أعظم الإسلام حين أمر بغض النظر وحرم إبداء الزينة الباطنة لغير المحارم، وأمر بالعفاف وحرم الفحش.
5 – اتخاذ المرأة سلعة والمتاجرة بها في عمليات الدعاية الإعلامية وامتهانها في تسويق المنتجات، تقول غرير: “صورة المرأة الجذابة هي أنجع وسيلة تحايل إعلانية؛ فقد تجلس متباعدة الساقين على رفرف سيارة جديدة، أو تخطو لتركب السيارة متوهجة بالجواهر، وقد تضطجع عند قدمي رجل مداعبة جوربيه الجديدين، وقد تمسك مضخة الوقود في وقفة متحدية، أو ترقص في فرجة عامة بحركة بطيئة منتشية بشامبو جديد، تبيع صورتها أي شيء تفعله، عبادة المرأة مكتوبة بحروف كبيرة على وجه حضارتنا على لوحات الإعلانات وشاشات السينما والتلفاز والصحف والمجلات والمعلبات وعلب التبغ والصناديق الكرتونية والقناني” [ص 93].
وتقول: “ما المشكلة إذا؟ ربما لم أستطع فهمها، ربما لا أتمتع بابتسامة ساحرة أو أسنان سليمة أو ثديين جميلين أو ساقين طويلتين أو مؤخرة ممتلئة أو صوت مثير، ربما لا أعرف كيف أتدبر أمري مع الرجال وأزيد قيمتي في السوق بحيث تصبح الجوائز المستحقة للأنوثة مستحقة لي، ومرة أخرى ربما أنا مشمئزة من هذه الحفلة التنكرية، مشمئزة من التظاهر بالشباب الدائم، مشمئزة من التنكر لذكائي وإرادتي وجنسي، مشمئزة من التحديق بالعالم عبر أهداف زائفة، بحيث يختلط كل ما أراه بظل من الشعر المشترى ، مشمئزة من إثقال رأسي بكومة من الشعر الميت، عاجزة عن تحريك رأسي بحرية، مرعوبة من المطر والريح” [ص 95].
أليس في الحجاب الإسلامي قطع لدابر هذه المصائب جميعا؟
6 – استغلال النساء العاملات والتحرش بهن: تقول غرير “عندما ذهبت مؤخرا لأقدم نفسي إلى منتج مسلسل تلفزيوني معروف بناء على طلبه أو هكذا افترضت، اختلس قبلة ووضع يديه على صدري تعبيرا عن السلطة التي يتمتع بها” [ص 193].
7 – المعاملة المهينة للنساء العاملات: تقول غرير: “وفي أغلبية الأحيان تجد نفسها بلا عمل ما يضطرها للجوء إلى حيل أكثر وضاعة لتحقيق غاياتها، عروض العري للمجلات التي تعرض صور نساء عاريات تعود على العارضات بأجر جيد جدا، لكن المعاملة المهينة تكاد تكون غير محتملة، فهذا بوب جوكسيوني من بنتهاوس يتفاخر بأن فتياته يتناولن حبوبا حتى تنتفخ صدورهن ومؤخراتهن ويرسلن إلى تاتغيير ليعرضن أجسامهن للشمس حتى تكتسب لونا برونزيا وترصع أسنانهن وتزال شاماتهن.. يتم إقناعهن بالوقوف للتصوير بمزيج من التملق والخداع” [ص194].
8 – محق شخصية المرأة العاملة: تقول غرير: “إن النوع الأكثر صرامة من التبعية في العمل هو ذاك الذي تقوم به السكرتيرات؛ حيث جزء من وظيفتهن هو حماية “أنا” رؤسائهن بل وتغطية أخطائهم” [ص 184].
9 – الاحتقار الشديد والنظرة الدونية المقيتة للمرأة التي تمكن الرجل منها، تقول غرير: “لكن كلما كانت الفتاة أسهل منالا كان اشمئزازه منها أعلى، ذلك أنه يحملها مسؤولية الإحساس بالذنب الذي خلفه لديه ذلك التفريغ الرخيص لطاقته الجنسية..، أما الفتاة فتفعل ذلك بلا عواطف وبإذعان وعجز على أمل أن تولد الراحة التي تتخيل أنها تمنحها له شيئا من الحب والعاطفة التي تحميها” [ص359].
وتقول: “ينظر إلينا على أننا في مكان ما بين التبول والتغوط، وبما أن هاتين الوظيفتين الإفراغيتين تعتبران مقززتين بطبيعتهما فإن الوظيفة الأخرى المتمثلة بالقذف تعتبر مثلهما” [ص 365 – 366].
وتقول: “عندما يشعر الرجل بالعار من الاستمناء ويسعى للتعويض عن ذلك بأن يمكن للنساء لتصريف طاقته الجنسية فإن العار الذي يفترض أن يرافق الاستمناء يحال إلى المرأة” [ص 366].
وتقول: “ينظر الرجل إليها كما لو كانت وعاء يفرغ فيه سائله المنوي..، ثم يتحول عنها بقرف” [ص 366].
وتقول: “قليلون هم الرجال الذين يستطيعون بعد إقامة علاقة عابرة مع امرأة أن يتحدثوا على نحو إنساني مع النساء اللواتي لبين رغبتهم..، الجانب الأسوأ في الدعارة هو أن كثيرا من العاهرات يجب أن يتحملن الشعائر البهيمية التي يجدها الرجال المتحضرون ضرورية لتفريغ طاقتهم الجنسية..، أما الفتيات تعيسات الحظ اللواتي يعثر عليهن مخنوقات بجوارهن ومغتصبات بقوارير زجاجية فهن ضحايا الفيتشية والاشمئزاز الذكري” [371 – 372].
أوليس الإسلام بتحريمه الزنا وأمره بحفظ الفروج قد أغلق أبواب الفساد والشر هذه؟
أليس بسموه وارتفاعه عن السفالة والانحطاط قد أنصف المرأة وأكرمها ومنع أن ينظر إليها نظرة إهانة واحتقار؟
10 – إهمال الرجال التزين لنسائهم والدعوة إلى قبولهم كما هم ولو كان فيهم من القذارة الشيء الكثير، تقول غرير: “في حين تتقبل كرش زوجها المتدلي، وطبقات اللحم المتدلي حول عنقه، ورائحة فمه الكريهة، وغازاته..، وصلعه، وكل ما عدا ذلك من بشاعة دون شكوى، يطالب الرجل في تعجرفه بأن يقبل كما هو ويرفض أن يبذل جهدا لمنع ما ينمو في جسمه من تشوهات مثيرة للحزن قد تجرح الحساسيات الجمالية لدى زوجته” [ص 378].
ونرى أن الإسلام بدعوته إلى النظافة والجمال، وحثه الرجال أن يتزينوا لنسائهم كما أن نساءهم يتزين لهم قد حسم باب الشر هذا.
* وبعد؛ فهذه أسباب عشرة كانت دوافع لظهور النسوية؛ فانتقلت المرأة بذلك من الرمضاء إلى النار، ونرى أن ليس شيء من هذه الأسباب موجودا في الإسلام، بل نجد أن الإسلام جاء بنقيض هذه الأسباب.
وننتقل الآن إلى القسم الثاني، وهو ردة الفعل على هذه الأسباب الجائرة، والملاحظ أنها كانت شديدة التطرف كشأن ردات الأفعال، لذلك يمكن أن نجمل النسوية في هذا الكتاب بأنها: “التمرد على كل شيء؛ على الدين والأخلاق والأعراف والآداب والعادات، ومصادمة الفطرة والتناقض والخبط في سبل التيه والضلال”، وهاك شيء من التفصيل:
– تقول غرير فرحة بما صارت إليه النسوية من تطور : “وهاهي أجيال جديدة كثيرة من النساء على الأرض يمارسن رياضة كمال الأجسام وعضلات صدورهن قوية مثل عضلات الرجال، عداءات ماراثون بعضلات قوية ومشدودة مثل عضلات الرجال، مديرات يتمتعن بسلطة تعادل سلطة أي رجل، نساء يدفعن نفقة ونساء تدفع لهن النفقة، سحاقيات صريحات يطالبن بالحق في الزواج، وفي إنجاب أطفال عن طريق التلقيح الصناعي، رجال أزالوا أجزاء من أجسادهم، وحصلوا على جوازات سفر بوصفهم إناثا قانونا، عاهرات متحدات في منظمات مهنية علنية على نطاق واسع” [ص 15].
1 – فالنسوية تريد انفلاتا لا ضابط له، تريد التخلص من كل ما يعارض حياة السُّدى، تريد التخلص من أي شيء يعارض مذهب الشيطان، تقول غرير: “ما زالت معظم النساء في العالم خائفات، وما زلن جائعات، وما زلن مكتومات الصوت، ويثقل الدين كاهلهن بكل أنواع القيود” [ص 17].
فالإسلام الذي كرم الإنسان وارتقى به ورفعه عن مصاف البهيمية تعتبره النسوية قيودا يجب التخلص منها.
2 – والنسوية تريد تمزيق جلباب الحياء ونشر الفحش بين النساء والقضاء على الحشمة والعفاف، تقول غرير مستنكرة: “لا تشجع الفتاة الصغيرة على استكشاف أعضائها التناسلية، أو على معرفة الأنسجة التي تتألف منها، أو على فهم آلية التزليق والانتصاب، بل تعتبر في حد ذاتها مقززة” [ص61].
فهذا الفحش يراد تصديره إلى بلاد المسلمين ونشره بين المؤمنات الغافلات المحصنات.
وتقول أيضا: “لم تتجسد الممارسات العربيدة التي يخشاها الطهرانيون على كل زاوية شارع على الرغم من أن أعدادا متزايدة من الفتيات يسمحن بمزيد من الحرية الكئيبة أكثر ربما مما فعلن من قبل” [ص 70].
3 – ولولوع النسوية بالتمرد ومصادمة الفطرة جعلت تأتي بما ينفر منه أي إنسان فيه بقية إنسانية مهما كان دينه، وخذ مثالا على ذلك قول غرير: “إذا كنت تظنين أنك متحررة فربما تفكرين في تذوق دم طمثك، فإن أصابك ذلك بالغثيان فأمامك طريق طويلة يا حبيبتي” [ص 79].
والاشمئزاز والقرف اللذان يثيرهما هذا المقطع يغنيان عن كل تعليق؛ فهنيئا للنسوية بهذا التحرر العظيم الذي تسعى له!
4 – تشجع النسوية على تغيير خلق الله وتحويل الرجال بالعمليات العبثية إلى نساء؛ ففي صفحة [96 – 97]، تذكر غرير قصة رجل يدعى أبريل أشلي قام بتحويل نفسه إلى أنثى، ثم عمل عارضة للأزياء، بل وتزوج من رجل يدعى أرثركوربيت، وسرعان ما عجز عن الحياة في هذا الجو فتم الطلاق، ثم ختمت غرير القصة بقولها: “أبريل أشلي مجللة بالخزي ومجردة من جنسها هي أختنا ورمزنا” [ص 97].
5 – تدعو النسوية إلى ابتداع أخلاق جديدة تكون مقياسها أهواء النساء وحسب، تقول غرير: “سلطان المرأة تعني حق النساء في تقرير مصيرهن، وذلك يعني أنه يجب إلقاء كل أمتعة المجتمع الأبوي جانبا، يجب أن يكون لدى المرأة مجال لتبتكر أخلاقا لا تجردها من التفوق” [ص171].
6 – وبما أن النسوية ترفض القوامة على المرأة والرعاية الأبوية؛ فقد اعتبرت غرير نموذج المرأة الناجحة هي “قصة السيدة باميلا بورتر التي تملك شاحنة خاصة بها تقودها مسافة 1500 ميلا في الأسبوع مصطحبة معها في القمرة ثلاثة كلاب صغيرة” [ص 202].
7 – النسوية تدعو إلى ترك الزواج وتنفر منه، تقول غرير: “من السهل جدا أن نصرح بلا قيود أن المرأة التي تسعى إلى التحرر يجب ألا تتزوج” [ص 464].
وتقول: “يبدو واضحا أن النساء يجب أن يرفضن الزواج إذا أردن أن يحدثن تحسينا مهما في شرطهن” [ص 462].
8 – وبما أن الزواج مرغوب عنه فالبديل هو السحاق ودغدغة المشاعر بالقول: “وحقك أيضا أن ترفضي القيود والتشوه، وأن تملكي جسدك وتتباهي بقدرته، قابلة بقوانين الجمال الخاصة به، وأن يكون لديك شيء ما ترغبين به، شيء تقومين به، شيء تنجزينه، وفي النهاية شيء حقيقي تمنحينه أن تكوني متحررة من الإحساس بالذنب والعار وانضباط النساء الذاتي المتواصل” [ص 477].
وتقول: “يمكن فهم الكثير من السحاقية، ولا سيما النوع المسترجل منها، بوصفها ثورة على قيود الدور الأنثوي المتصف بالسلبية والرياء والفعل غير المباشر، إضافة إلى رفض وحشية وميكانيكية رغبة الذكور الجنسية، تتضمن كل أشكال السحاق ابتكار طريقة بديلة في الحياة” [ص 425].
* وبعد؛ فهذه هي أبرز المبادئ النسوية الهدامة التي تناقض دين الله من أساسه، وتدعو إلى الفوضى والإباحية والفجور والفسوق والعصيان، فنسأل الله أن يكفي المسلمين شرها.
والحمد لله رب العالمين.