حسين أبو عمر
“عن أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُول:((ُاسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم))ْ” صحيح مسلم.
قال الشيخ خالد السبت في شرح “رياض الصالحين”:
«الأحلام: جمع حِلم، والمقصود بهؤلاء أهل العقول الراجحة والرزانة والتؤدة، والنظر الصحيح في الأمور، فهم أولو الأحلام، ويقابلهم السفهاء وأهل الرعونات وأهل الجهالات والخفة…
والنُّهَى: جمع نُهْية، وقيل له ذلك، قيل: لأنه ينهى صاحبه عما لا يليق، عن مقارفة ما لا يجمل ولا يحسن بالإنسان أن يفعله، وقيل: لأن صاحبه ينتهي إلى ما يأمره به عقله، فالعقل يأمر الإنسان فينتهي عنده، ويستجيب له.
«أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» يعني: الذين يلون الإمام ينبغي أن يكونوا من أهل هذه الصفة، من أجل أن الإمام إذا أخطأ في آية يردون عليه..»
المتصدر لإمامة الناس (في العبادات أو الحكم ..) إمَّا أنْ يكون راشدًا مهديًّا صاحبَ سنَّة فيُقرِّب أولي الأحلام والنُّهَى، الذين يرشدونه إلى الصواب، ويعينونه إنْ أصاب، ويقوِّمونه إنْ أخطأ.
وإمَّا أنْ يكونَ من الخُلُوف المتنكِّبين عن اتباع السنَّة وهدي الراشدين فيُقرِّب أهلَ الجهالات والخفة، المدَّاحين المرقِّعين، الذين لا ينهونه عن خطأ، ويرقِّعون له كل خرق.