كلمة التحرير
بينما كان بشار اللعين يهدم البلاد على رؤوس ساكنيها ويهجر العباد كانت الذئاب البشرية الدائرة في فلك المنظومة الجاهلية الدولية تُكمل مهمة بشار بالعمل على هدم الأُسر والأخلاق والقيم والترويج للفحشاء والمنكر؛ عبر مئات المكاتب والمراكز والجمعيات والمنظمات والمدارس والمشافي والمنابر الإعلامية وساحات التسوق..، مستخدمين الإغاثات والمساعدات والمنح الدراسية والوظائف وبطاقات اللجوء وتأشيرات السفر..، كأدوات ترويج وابتزاز لنشر المذهب النسوي الشيطاني، والله عز وجل يقول: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).
* وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف الفاسدة ينشرون الأفكار النسوية الهدامة بسبل شتى؛ منها:
– نشر المصطلحات الغامضة دون توضيح كامل لحقيقة مضمونها المنحرف، على أمل أن تصبح تلك المصطلحات مبادئ عامة تدعو النساء لها وتدافع عنها بوعي وبلا وعي.
– تكثيف الحوار عن المبادئ النسوية المنكرة كأنها وجهات نظر تحتمل الصواب والخطأ لا كأنها حق وباطل، بهدف تطبيع تلك المبادئ الشاذة ورفع الحرج المجتمعي عنها.
– تقديم النسويات الفاسدات كرموز وقدوات للنساء؛ وذلك بتسليط الضوء على جانب ما من جوانب حياتهن كالثورية مثلا أو التفوق الدراسي.. بهدف تسويق الجوانب الفاسدة كالتمرد على القوامة والحجاب وفطرة المرأة…
– تشجيع الوسائل الممهدة لأفكارهن؛ كالحث على تأخير زواج الفتاة، وتأييد امتناع الأرامل عن الزواج، والتحذير من تعدد الزوجات، والترغيب في تحديد النسل، والدعوة للاستقلال المالي التام للمرأة، وتعظيم قيمة عمل المرأة خارج بيتها، ونشر فكرة التعارض بين التعليم والزواج..
– تضخيم الأخطاء والحوادث والجرائم الفردية المتعلقة بإحدى النساء واعتبارها سلوكا عاما وذريعة لترويج ضلالاتهن.
– شراء الذمم واستغلال الحاجة والابتزاز لإيجاد نسويات يتحركن في المجتمع ترويجا لأفكارهن.
– الاستضافة عن بُعد لبعض الشخصيات النسوية في عدد من المناسبات العامة للترويج الصريح للمبادئ النسوية المناقضة للإسلام والفطرة والعقل.
* وقد بدأت بعض آثار هذا التحرك النسوي في الظهور بالمجتمع بمظاهر منها:
– ازدياد نسبة النساء اللاتي لا يلتزمن في لباسهن بالحجاب الشرعي الواجب خاصة في مدن كإدلب وسلقين وسرمدا، وازدياد الاختلاط في الأماكن العامة.
– ارتفاع معدل المشاكل الاجتماعية وما يترتب عليها من نشوز وطلاق وفساد أخلاق.
– صرف نظر كثير من أبناء المجتمع عن التحديات الأساسية كالأسيرات والأسارى، وتحرير المناطق المحتلة، وإجرام العصابة الأسدية، وحقوق الأيتام والأرامل..، إلى اهتمامات ثانوية أو مُضرة تتعلق بزخارف الدنيا من طعام فاخر، ولباس جديد، وحدائق تنزه، وحمامات سباحة، ومجموعات تعارف، وغرف دردشة…
* يضاف إلى ما سبق فرض الأفكار النسوية في أبشع صورها على كثير من السوريات اللاتي تهجرن إلى دول أخرى خاصة الغربية منها، وتحويل تلك الأفكار إلى نمط سلوك عام يراد منه اجتيال تلك الشريحة من المجتمع؛ بحيث تكون عودة بعض المفتونات منهن إلى سوريا بمثابة قنبلة دمار شامل تفجر ما لم تستطع تلك الذئاب تدميره في المجتمع.
* لقد واجه المجتمع خلال المائة سنة الماضية في ظل الاحتلال الإنجليزي والفرنسي والقومي والناصري والبعثي مؤامرات عديدة حافظ فيها المجتمع على كثير من القيم والأخلاق الرشيدة، ولكنه واجه تلك المؤامرات بتماسك مجتمعي وشعور شديد بالتمايز عن الطبقة المجرمة المحتلة كالفرنسيين والنصيرية والبعثيين، وهما أمران تغيرا بعض الشيء في واقعنا المعاصر؛ فالتهجير أضعف التماسك المجتمعي، والتحرر بفضل الله من النظام البعثي ترتب عليه أحيانا ضعف الشعور بالتمايز عن المحركين الأساسيين للنظام النصيري وهو النظام الدولي الجاهلي.
إن على أعيان المجتمع ونخبه والفاعلين فيه وعامة أفراده الحذر من هذه الهجمة النسوية العلمانية الإلحادية المتسترة بلبوس كاذبة من التحضر والإنسانية، ومواجهتها بكل وعي وحزم، فالأمر خطير، والمعركة علينا يديرها أبالسة البشر في المشارق والمغارب.