الكذب على المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي

ظاهرة انتحال الأقوال من الظواهر التي انتشرت في السنوات الأخيرة في ظل استخدام الفيس بوك كمصدر ثقافي عام..

وتقوم هذه الظاهرة على كتابة أحد الأشخاص لعبارة من عنده ثم ينسبها لأحد المشاهير كي تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، فيكتب مثلا: قال الشيخ الشعراوي، أو قال الدكتور مصطفى محمود، أو قال ابن خلدون، أو قال الإمام الشافعي…، ثم يضع عبارته التي ألفها.

ولا يشترط في تلك العبارة أن يكون معناها باطلا، بل قد يكون معناها صحيحا وأراد قائل العبارة نشره عبر هذه الكذبة التي يسميها (كذبة بيضاء).

ومن العلامات التي تفيد في معرفة هذه العبارات المكذوبة على المشاهير أنك إن بحثت عنها في محركات البحث لن تجدها غالبا سوى في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف وليست في الكتب الموجودة على النت.

ومن العلامات كذلك أن تجد صياغات تعبيرية معاصرة منسوبة لشخصية قديمة، وهذه الصياغات لم تكن تُستخدم في زمنه.

وقد تجد أخطاء لغوية؛ لأن كاتب الكلام اخترعه من عند نفسه ولم ينقله من كتاب.

وقد تجد في نهاية المنشور إلحاحا قويا على نشره وترويجه، والكذاب يكتب هذا الإلحاح غالبا لينتشر كلامه أكثر..

وهذا تطبيق عملي على عبارة مكذوبة على ابن خلدون، لن تجدها عند البحث في كتب ابن خلدون، وفيها صياغات معاصرة لم يكن يستخدمها القدماء مثل: (وإذلالهم بشكل متعمد)، (نظرا لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية)، (يؤدي في نهاية المطاف).

وهذا هو النص المكذوب على ابن خلدون
[يقول إبن خلدون في مقدمته مخاطبا الملوك وذوي الرئاسة والجاه والسلطان: لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب إجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكل متعمد نظرا لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم مما يؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط العروش ونهاية الدول].

الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

 

Exit mobile version