الكذاب الجولاني والحقيقة المفقودة بين الرواية القديمة والجديدة(3)
وبعد أن وصلت رسائل وتطمينات وتحذيرات من جهات خارجية للجولاني بخصوص ملف العملاء بدأ صياغة روايته الجديدة للجزء الثاني من المسرحية؛
إذ أنه تذكر فجأة أن عدد العملاء أصبح كبيرا(300) وبعضهم له سابقة جهاد وأن عدد المتهمين أصبح كبيرا جدا(2000) وأنه لم يهرب أحد منهم رغم معرفة معظمهم باعتقاله مسبقا وأن المتابعة الأمنية رفعت له تقريرا أن نصف العاملين في حكومة الإنقاذ متورطون بالعمالة،
كما تذكر الجولاني أن المجرم أبا أحمد حدود والمنافق أبا محمد عطون والغدار أبا الخير تفتناز عليهم اعترافات عمالة وانقلاب أيضا وأن عدد الاعترافات زاد على الغشاش مظهر الويس والمهرج أبي حسن600 الذي عليه5 اعترافات،
وأن مسؤولا أمنيا معتقلا اعترف أن عميل التحالف أبا ماريا العراقي قال له: إن عمله على قادة الحراس والمهاجرين هو بترتيب مع الجولاني أي أن مسبحة الاعترافات وصلت للجولاني نفسه!،
وكذلك تذكر الجولاني أمرا لم ينسه أصلا ولم يغب عن ذهنة لحظة وهو أن(العملاء/الأبرياء) تعرضوا لتعذيب شديد أمر به بنفسه ورآه بعينه وسمع صراخهم بأذنه ومشى على دمهم النازف برجله لكنه أنكر معرفته به كما أنكر النصيري الخبيث بشار الأسد معرفته بتعذيب الطفل حمزة الخطيب رحمه الله.
وبعدها ادعى الجولاني أنه ثمة خطأ ما حدث فالتفت حوله فلم يجد شخصا أو جهة ليحمله الخطأ المزعوم فهو رئيس اللجنة الأولى المشرفة فقرر تغييرها فأصدر بيانا في 26كانون الثاني2024 بتشكيل لجنة ثانية برئاسته أيضا ومهمتها:
1- تدقيق إجراءات المحققين،
والتي اطلع الجولاني عليها أولا بأول من خلال تواجده اليومي في السجن وإشرافه المباشر على كل صغيرة وكبيرة في التحقيق وفق الرواية القديمة ومن خلال التقارير المتواصلة من المتابعة الأمنية والعاملين في الملف الذين أخبروه أن بعض المعتقلين أبرياء يعترفون بالعمالة تحت التعذيب الشديد لكنه لم يلتفت لذلك،
فأية إجراءات يريد الجولاني تدقيقها إذن؟،
2- مقابلة المعتقلين وسماع دفوعاتهم،
والذين قابل الجولاني بعضهم وأعطاهم الأمان فتراجعوا عن اعترافهم الذي أكرهوا عليه تحت التعذيب الشديد وبعد المقابلة دخل المحققون مباشرة فساموا المعتقل المتراجع سوء العذاب بعد الأمان المزعوم، فكيف عرفوا تراجعه إن لم يخبرهم الجولاني بذلك؟،
فأية دفوعات يريد الجولاني سماعها إذن؟،
3- النظر في الأدلة وتمحيصها،
والتي شهدها الجولاني وفبرك بعضها بنفسه بالترتيب مع المجرم أبي عبيدة منظمات وحوّل شكوكه وخلجات نفسه ووسواسه القهري وفوبيا الانقلاب التي يعاني منها لأدلة قاطعة يُدين بها جنوده المعتقلين ما فتئ يذكرها ويرددها في مجالسه،
فأية أدلة يريد الجولاني النظر والتمحيص بها؟،
4- التأكد من سلامة الاعترافات،
والتي رآها الجولاني ببصره وسمعها بأذنه وقرأها بعينه،
وكذلك الاطلاع على بيئة التوقيف،
والتي اطلع عليها الجولاني ببث مباشر من خلال جلوسه في غرفة مراقبة السجن طويلا يراقب من الكاميرات ما يحدث في الزنازين وغرف التحقيق والممرات،
فأية اعترافات وأية بيئة توقيف يريد الجولاني التأكد من سلامتها والاطلاع عليها؟،
فيا أيها الكذاب الجولاني:
هل عمل اللجنة الثانية هو التأكد من المؤكَّد والتحقق من المحقَّق والتثبت من المثْبت وتدقيق المدقَّق وتمحيص الممحَّص ومراقبة المراقَب ومقابلة المقابَل وسماع المسموع والاطلاع على المطَّلع عليه والنظر في المنظور إليه؟!،
أي لا عمل لها أبدا، فما الذي تغير؟،
لقد قبِل الجولاني فجأة تراجع المعتقلين عن اعترافاتهم السابقة -بعد رفضه لذلك كثيرا- وأنها غير حقيقية انتزعت منهم إكراها أو خوفا من التعذيب،
فإن كان كلام جميعهم صحيحا، فلا يوجد عمالة أبدا والجولاني هو من اخترعها ورمى بها جنوده -الذين ضحوا بأرواحهم لأجله- وفبرك الأدلة ونسج الروايات وعذبهم للاعتراف بها، فإذن أنت يا جولاني: العميل رقم صفر ومجرم سادي خطير وكذاب مخادع أثيم ونذل خائن غدار،
وإن كان كلام جميعهم غير صحيح، فإذن أنت يا جولاني: رأس العملاء الكبير وكذاب مخادع أثيم ألفت رواية جديدة لتبرير إخراج العملاء من السجن ليعودوا لممارسة عمالتهم وخيانتهم،
وإن كان كلام بعضهم صحيحا والبعض الآخر غير صحيح -وهو الظاهر لنا- فإذن أنت يا جولاني: عميل كبير معتمد ومجرم حرب خطير ومخادع كذاب أثيم ونذل خائن غدار ومنافق مغرور اعتقلت بعض الأبرياء وعذبتهم ليعترفوا مكرهين بالعمالة ثم ذرفت دموع التماسيح على تعذيبهم الذي نفيت علمك به وجعلته ذريعة لخلط الأوراق وإخراج الجميع(العميل والبريء) وإغلاق القضية نهائيا تماشيا مع التحذيرات الخارجية وخداع الناس بإظهار نفسك منقذا للساحة وكاشفا لمخططات أعدائها التي أوقعت جنودك بها!،
والمشترك الوحيد في كل الحالات السابقة هو العميل الجولاني الذي تلاعب بملف العمالة وأفرغه من مضمونه وخدع الناس وكذب عليهم في الرواية القديمة والجديدة.
يتبع إن شاء الله