الكذاب الجولاني والحقيقة المفقودة بين الرواية القديمة والجديدة(6)
ومن نوادر(العملاء/الأبرياء) أن أبا القعقاع فواز مسؤول كتيبة القوات الخاصة بلواء سعد بعد خروجه من السجن أقر أن اعترافه بالعمالة كان فعلا دون ضغط كما ذكرنا سابقا وفق رواية الجولاني القديمة.
يقول فواز: بعد اعتقاله وضعوه بمنفردة فدخل عليه العصفور(الذي يُستخدم عند المخابرات السورية والإسرائيلية وهو معتقل فسفوس يتظاهر بالشجاعة وأنه صاحب قضية خطيرة وبطولات خارقة يتحدى المحقق لكنه حقيقة فسفوس له يستخدمه لمراقبة المعتقل الذي لا يتمكن من انتزاع اعترافاته بالتعذيب لخداعه واستدراجه بطريقة ناعمة لكشف ما يخفيه، لكن الأحمق الجولاني استخدمه لتلقين جنوده الاعترافات وتجنيدهم عملاء لصالح التحالف والنظام والروس وهم داخل السجن!)،
فقال العصفور: يا فواز أنصحك أن تعترف من البداية، اسمع أصوات التعذيب، هنا الكل يعترف، لا مجال للإنكار، اختصر على نفسك عناء التعذيب واعترف،
قال فواز: لست مستعدا أن آكل كفا واحدا،
قال العصفور: إذن اعترف،
قال فواز: بم اعترف؟،
قال العصفور: اعترف أنك عميل للنظام والروس تواصلت مع الضابط حسام خضور وأرسلت تقارير وإحداثيات وأنك تبت إلى الله وندمت وأردت تسليم نفسك عدة مرات للجهاز الأمني قبل أيام لكن منعك عسكري اللواء الفلاني الذي يجهز أموره للهرب وأنه متورط بالعمالة وكنت تجلس معه بمدينة ادلب بالحي الفلاني بالطابق4 في ساعة كذا واتفقتم كذا وكذا.
وبعد ساعات تم استدعاء فواز للتحقيق واعترف بما لقنه العصفور حرفيا دون ضغط ولا ضرب ولا خرطوم ولا كف ولا نكشة ولا دفشة ولا رفسة ولا خرمشة ولا حتى بهدلة فأصبح مضرب المثل عند الجولاني وحدود وعطون وأبي حسن600 بالصدق والتوبة والأوبة والندم والرجوع وأثنوا عليه وأصبح العميل التائب الصادق.
ثم طلب العصفور من فواز أن يعترف على ميداني من لواء علي بالعمالة فاعترف،
ثم واجهه المحقق بالعسكري فقال فواز له: أنا اعترفت بالعمالة وندمت وتبت إلى الله وأنصحك أن تعترف بما فعلناه وأجهش بالبكاء،
فقال العسكري: أنت كذاب وإذا أنت عميل فأنت..،
وبعد ذلك بدأ تعذيب العسكري بفظاعة ووحشية ليعترف بتلقين عصفور فواز وتم سلخ جلد قدمه وحفر أخدود فيها ولم يعترف بأي شيء بينما كان فواز يأكل أطايب الطعام الذي يُعطى فقط لمن اعترف بالعمالة ويحرم منه من رفض الاعتراف.
ثم طلب العصفور من فواز أن يعترف على(ق.طعوم) بالعمالة فاعترف وكان هذا الاعتراف رقم 22عليه، وطعوم اعتقل منذ 7شهور وتم تعذيبه بفظاعة ووحشية ولم يعترف بشيء فقال عطون: إن طعوم لم يعترف ولم يثبت عليه شيء حتى الآن وسنخرجه من السجن بعد فترة حتى تزول آثار التعذيب من جسده كي لا تراها عائلته-إذ أن عطون يخاف منهم كثيرا-، فتم تأخير إخراجه عدة شهور ثم تم ترتيب اعتراف فواز فقالوا: إن طعوم عميل فعلا لن نخرجه لأن العميل الصادق فواز اعترف عليه،
تم استخدام فواز بهذه الطريقة لإدانة من يريد الجولاني وحدود ومنظمات إدانته بالعمالة وتبرئة من يريدون؛ فمن يعترف عليه فواز فهو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين وعميل100٪ على ميزان أبي الخير تفتناز للعمالة ومن يبرئه فهو الشريف البريء.
وبعد أن اعتمد الجولاني روايته الجديدة وأن المعتقلين اعترفوا بالعمالة تحت التعذيب احتار الجميع بأمر فواز كيف سيخرجوه ولم يتعرض لتعذيب قط،
فدخل عضو اللجنة الثانية عطون وقال: يا فواز كيف أنت عميل وماذا فعلت وأين رقم خضور الذي تواصلت معه؟،
قال فواز: أنا عميل تبت إلى الله ورقم خضور ضاع مني قبل أيام من الاعتقال-وهذه الإجابة اخترعها من عنده لأن العصفور لم يلقنه ذلك-،
قال عطون: اصدق يا فواز، أنت لست عميلا،
قال فواز: أخبر المحقق يخرج، فأشار عطون عليه فخرج،
قال فواز: أنا لست عميلا لكن العصفور طلب مني أن اعترف فاعترفت،
فقرر عطون تبرئة فواز وأخرجه من السجن وأتى به لمعبر باب الهوى وألبسه بدلة جديدة ثم أعطوه درس توجيه وترقيع معنوي وكيف استطاع الزعيم الملهم الجولاني إنقاذ الساحة وكشف التلاعب وإيقاف نزيف الدم وإثبات براءة فواز رغم أنف فواز وكذلك براءة كل المعتقلين ثم تصور سيلفي معه بعد أن أعطاه ظرف دولارات هدية،
بعدها قال الجولاني مظهرا خفة دمه: “يا فواز لازم نرفعك دولاب مو ظابطة تدخل السجن عنا وما تاكل ولا دولاب“.
هذه رواية الجولاني الجديدة عن(العميل/البريء) فواز والتي لا تقنع طفلا صغيرا ولكن من باب موضوعية النقل ذكرتها كما ذكرت القديمة سابقا وأما التعليق والمقارنة بين الروايتين فسأتركه لكم،
لقد اعترف فواز بالعمالة دون ولا كف خوفا من أصوات التعذيب،
فهل هذا الخوف يعتبر إكراها ملجئا في القضاء ويقبل بتراجعه،
وهل يصلح فواز-إن كان بريئا حقا-أن يكون مسؤول قوات خاصة أم مسؤول طنطات خاصة،
وهل العمالة وجهة نظر ليعترف بها بهذه البساطة،
وما هو حاله ولونه وفعله إذا سمع أصوات القذائف والصواريخ ونكوس الطائرات، هل يمكن أن يتواصل حينها فعلا مع الضابط خضور؟!.