أبو العلاء الشامي
🛑 تحدَّثنا سابقاً عن جزءٍ من فساد الغشَّاش مظهر الويس في القضاء المدنيِّ و العسكريِّ، أما القضاء الأمنيُّ فقد ارتكب فيه الغشَّاش مظهر و “البرامكة الجدد” أفظع الموبقات و أشنع الجرائم؛ إذ أنَّه لا رقيب و لا حسيب هناك و لا محاميين، و لا يدري المعتقل تهمته حين اعتقاله و لا من ادَّعى عليه و لا يعرف قاضيه، و لا يعرف إلا سوط جلَّاده الذي يسلخ جلده و يكسر عظمه و ينهش لحمه و يشرب من دمه.
🛑 و قد كان لكلِّ فرعٍ أو ملفٍّ في الجهاز الأمنيِّ محكمةٌ صوريَّةٌ و قاضٍ فردٌ وحيدٌ يحكم على مزاج أميره و هواه، فأراد الغشَّاش مظهر أن يسيطر على القضاء الأمنيِّ كاملاً من خلال طرد منافسيه و استبدالهم بأصحاب الولاء المطلق له.
🛑 و لتحقيق ذلك لجأ الغشَّاش مظهر لحيلةٍ خبيثةٍ ففي جلسةٍ خاصَّةٍ مصغَّرةٍ لمجلس القضاء الأعلى قال: نريد أحداً يخبر أبا عزَّامٍ الجزراويَّ أنَّه “سعوديٌّ” و أنَّ النِّظام السُّعوديَّ هو ضدُّ الثَّورة السُّوريَّة، و نحن لا نعرف الكثير عن تاريخ أبي عزَّامٍ!، و من الأفضل له أن يترك القضاء الأمنيَّ و يسلِّمه لأحد القضاة السُّوريِّين،
فأجابه بعض الحضور: نريد سبباً آخر لإخراج أبي عزَّامٍ من القضاء الأمنيِّ و ليس لكونه “سعوديّاً” فقط،
فقال مظهر لهم: هناك شكاوى من الشَّيخ أبي ماريا العراقيِّ عليه،
فأجابوه: يجب أن تكون الشَّكاوى من السُّوريِّين(و ليس العراقيِّين)،
فقال لهم مظهر: أنا أتكفَّل بهذا الأمر.
🛑 ذهب مظهر لأبي عزَّامٍ قائلاً له: عليك شكاوى من الأمنيِّين أنَّك تُعَطِّلُ أعمالهم بذريعة الإجراءات القضائيَّة، و هناك تذمُّرٌ منك، و من الأفضل لك أن تترك القضاء الأمنيَّ لفترةٍ، و قام بمظهر بسحب ختم القضاء الأمنيِّ منه.
🛑 صُعِقَ أبو أحمد حدود من تصرُّف مظهر دون الرجوع له، و غضب من أبي عزَّامٍ لتسليمه الختم دون استئذانه،
و قال حدود مستنكراً: ما قصَّة مظهر؟!،
بالأمس “قلَّع” أبا محمَّدٍ عطُّون من شرعي الجناح العسكريِّ،
و “قلَّع” أبا ماجدٍ الشَّاميَّ من القضاء،
و قبله “قلَّع” إبراهيم شاشو من وزارة العدل،
و الآن “قلَّع” أبا عزَّام من القضاء الأمنيِّ،
و في كل هذه الملفَّات التي يستلمها مظهر يفسد فيها أكثر ممَّا يصلح!،
ماذا يريد مظهر؟!،
“أن يستلم الجماعة كلَّها من الصُّبح”!.
🛑 أيُّها الغشَّاش مظهر: هل تذكَّرت بعد 8 سنواتٍ من عمل أبي عزَّامٍ في القضاء أنَّك لا تعرف عنه الكثير و لا عن تاريخه؟!،
و هل بعد 11 سنةٍ من قيام الثَّورة السُّوريَّة المباركة تذكرت فجأةً أنَّ “النِّظام السُّعوديَّ” هو ضد الثورة؟!،
فالتَّشكيك و الاتِّهام و التَّخوين لأبي عزَّامٍ واضحٌ جليٌّ من كلامك، و لا أريد هنا الخوض بتفاصيل الاتِّهامات و لا تبرئة أحدٍ أو تجريمه أو الدِّفاع عنه فليس ذلك مجال بحثنا، إضافةً إلى أنَّ موقفي معروفٌ من كلا الطَّرفين لم يتغيَّر، لكن؛
🛑 أيُّها الغشَّاش مظهر: إن كان أبو عزَّامٍ محل اتَّهامٍ و شكوكٍ و تخوينٍ عندك؛
فما هو حال الدِّماء التي قضى بها؟!،
و ما هو مصير الأموال التي حكم بها؟!،
و ما هو حال آلاف القضايا التي قضى فيها خلال السِّنين الماضية؟!.
و إن كان أبو عزَّامٍ كذلك فلِمَ أعدته لمحكمة القضاء الأمنيِّ بعد هذا كما سنبيِّن ذلك غداً إن شاء اللَّه؟!،
و لِمَ تعطي الدُّروس معه سويّاً في المعهد القضائيِّ و الدَّورات القضائيَّة؟!،
و إذا أراد أحدٌ اتِّباع طريقتك في التَّشكيك بالآخرين و اتِّهامهم و تخوينهم، و بما أنَّ الشكاوى على أبي عزَّامٍ هي من “العراقيِّ” أبي ماريا؛
فماذا تعرف أصلاً عن تاريخ هذا “العراقيِّ”؟!،
فإنَّنا لا نعرف عنه إلا التَّقلب و التَّلوُّن و الكذب و الخداع و المراوغة و الظُّلم و الإجرام و فعل الرَّذائل و ارتكاب الموبقات،
و لا ندري متى تتذكَّر أنَّ “النِّظام العراقيَّ الرافضيَّ” هو ضدُّ الثَّورة السُّوريَّة، بل من أشدِّ المحاربين لها؟!.
📌 الغشَّاش مظهر و الإفساد فيما يسمَّى “القضاء الأمنيُّ” (2\3) 📌
🔻 تتمَّةٌ أولى 🔺
🛑 بعد ما حدث من الاتِّهامات و الصِّراعات الدَّاخليَّة تدخَّل الجولانيُّ لحلِّها فأنشأ مؤخَّراً “محكمة القضاء الأمنيِّ” و هي محكمةٌ صوريَّةً لشرعنة أحكام القتل و التَّعذيب و التَّغييب و مصادرة الأموال في الجهاز الأمنيِّ.
و وجد الجولانيُّ ضالَّته في الغشَّاش مظهر فعيَّنه رئيساً للمحكمة، و عضويَّة أبي الصَّلاح الحلبيِّ و أبي عبد اللَّه طعوم و أبي عزَّامٍ الجزراويٍّ.
🛑 رفض أبو عزَّامٍ بعض أحكام القتل التي أصدرها مظهر و كتب عليها: مع عدم الموافقة!،
و عدم موافقته لن تُغَيِّرَ من الحكم شيئاً لأنَّ بقيَّة أعضاء المحكمة “يبصمون” على أحكام مظهر دون نقاشٍ، لكنَّ المغرور مظهر جنَّ جنونه -فكيف يخالف أبو عزَّامٍ قوله-، فقال في أحد المجالس الخاصَّة:
هذا “السُّعوديُّ” يريد أن يفشِّلني في القضاء الأمنيِّ (فالنَّجاح حسب رؤية مظهر هو قتل أكبر عددٍ من المعتقلين المخالفين من الفصائل بحقِّ أو بغير حقِّ)،
و أضاف: هذا “السُّعوديُّ” كان يقتل المعتقلين بالشُّبهة!، أصبح الآن يعترض على أحكام القتل الصَّادرة منِّي!،
و من الأفضل أن يترك هذا “السُّعوديُّ” القضاء الأمنيَّ.
🛑 لجأ مظهر إلى حيلةٍ جديدةٍ فطلب من أبي عزَّامٍ أن ينتقل للقضاء المدنيِّ قائلاً: أنت كادرٌ قضائيٌّ و لديك علمٌ،
لكنَّ أبا عزَّامٍ كشف الحيلة فرفض الانتقال.
🛑 بعدها جلس الجولانيُّ مع الجهاز الأمنيِّ لحلِّ الخلافات و المشاكل فيه بين التَّيارات المتصارعة، فطلب مظهر في الجلسة عزل أبي عزَّامٍ من القضاء الأمنيِّ لأنه “يُفْسِدُ في الجهاز و يريد صنع تيَّارٍ مضادٍّ له” ،
و بعد الاتِّفاق مع الجولانيِّ و اقتراب نهاية صلاحيَّة استخدام أبي عزَّامٍ، قام مظهر بتحجيم أبي عزَّامٍ و تهميشه فجمَّد عضويته في محكمة القضاء الأمنيِّ و لم يعد يدعوه إلى جلساتها إلَّا نادراً، و عيَّنه مظهر عضواً في لجنة تصديق الأحكام الأمنيَّة، و للعلم فإنَّ مظهر هو رئيس لجان تصديق الأحكام الثَّلاثة؛ الأمنيَّة و العسكريَّة و الجنائيَّة مع عضوٍ آخر شكليٍّ في كلِّ واحدةٍ منها.
🛑 ثمَّ جعل مظهر لجان تصديق الأحكام شكليَّةً لا فعليَّةً و تُعْرَضُ القضيَّة التي يريدها “ورقيَّةً” على عضو اللَّجنة الذي يختاره هو، و يتمُّ تنفيذ الحكم سواءً صدَّقه أم لا.
فأحياناً يرسل مظهر صورة حكم القتل على أحد المعتقلين لأبي محمَّد عطُّون لتصديقه، فيردُّ عطُّون بعد فترةٍ بعدم الموافقة على قتله، لكن المعتقل عندها يكون قد قُتِلَ من فترةٍ و دُفِنَ في المقبرة الجماعيَّة السِّرِّيَّة التي يُخْفِي فيها مظهر و “البرامكة الجدد” من يتمُّ قتله.
🛑 بعدها بدأ مظهر بتقليل عدد القضايا التي يتمُّ عرضها على عضو اللَّجنة أبي عزَّامٍ لتصديقها (قضيَّةٌ واحدةٌ في الأسبوع) حتى أصبح الأخير بلا عملٍ، و حتى جفَّ حبر قلمه، و ذلك حتى يدفعه مظهر ليطفش لوحده من القضاء الأمنيِّ،
تضايق أبو عزَّامٍ بشدَّةٍ هنا فطلب منه أبو أحمد حدود “أن يصبر و ألا يترك القضاء الأمنيَّ و سيتمُّ ترتيب محكمة القضاء الأمنيِّ ترتيبةً جديدةً”(عزل مظهر منها)،
⚠️ و قال حدود:
“إنَّ أحكام مظهر القضائيَّة تحتاج إلى قضاءٍ!!!”.
📌 الغشَّاش مظهر و الإفساد فيما يسمَّى “القضاء الأمنيُّ” (3\3) 📌
🔻 تتمَّةٌ أخيرةٌ🔺
🛑 بعد تعيين مظهر مسؤولاً عن محكمة القضاء الأمنيِّ أصبحت أحكام القضاء الأمنيِّ بيد الغشَّاش مظهر يصدرها حسب مصلحته و مصلحة “البرامكة الجدد” و حسب أهوائهم و محسوبيَّاتهم و نزواتهم،
و معظم أحكام مظهر بحقِّ المعتقلين المخالفين من الفصائل هي القتل!، فمظهر هو المفتي و المدَّعي و الخصم و الحكم و رئيس لجنة تصديق الأحكام أيضاً!.
🛑 و من شدَّة استهتار مظهر بالدِّماء و استهزائه بالمعتقلين من الثُّوار و المجاهدين المخالفين، يُعْرَضُ مثلاً على “القاضي الملثَّم” مظهر 5 معتقلين بنفس التُّهمة و نفس الدَّعوى فيقول لهم: “الأوَّل قتلٌ، و الثَّاني قتلٌ، و الثَّالث قتلٌ، و الرَّابع تعزيرٌ بالسِّجن و بالنَّفي بعده، و الخامس براءةٌ”، و هكذا، و كأنَّه يلعب “الأتاري” و يلهو بأحكام القتل لخصومه كما يكبس الأزرار!، فيُشْبِعُ غريزته السَّادية بالانتقام و سفك الدِّماء.
🛑 و من المفارقات العجيبة أنَّ مظهر في القضاء الأمنيِّ يحكم بإقرار المعتقلين تحت التَّعذيب الشَّديد من كسر العظام و الشَّبح بالبلنكو و الكهرباء و بساط الرِّيح و التَّابوت، و هذا إقرارٌ باطلٌ لا يصحُّ كما نصَّ الفقهاء.
و يحكم مظهر أيضاً بالوشاية -الشَّهادة السِّرِّيَّة للفسافيس و المخبرين التَّابعين له- على المعتقلين المخالفين، فيطلب المعتقل من “القاضي” مظهر أن يعرف من هو الشَّاهد عليه؟!، فيردُّ مظهر عليه: “ليس شغلك”،
و هؤلاء الشُّهود من المرتزقة الفسافيس متَّهمون سقطت عدالتهم فلا تصحُّ شهادتهم،
و يحكم مظهر كذلك بإقرار المتَّهمين بعضهم على بعضٍ حتَّى لو لم يقرَّ البقيَّة به، و معلومٌ أنَّ الإقرار -من طرفٍ واحدٍ- حجَّةٌ قاصرةٌ على المُقِرِّ لا تتعدَّى غيره و بيِّنةٌ ضعيفةٌ لا يعتدُّ بها إلا بتصديق المُقَرِّ عليه كما نصَّ الفقهاء، فكيف إذا كان الإقرار منتزعاً تحت التَّعذيب الشَّديد؟!،
لكنَّ مظهر الغارق في جهله و غيِّه يعتمد كلَّ ذلك و يبني عليه أحكام القتل و السِّجن و النَّفي للمخالفين له.
🛑 بينما في القضاء المدنيِّ و دعاوى السِّحر و الرِّدة و الزِّنا فقد أصدر مظهر قراراً منذ 9 أشهرٍ بإيقاف تنفيذ جميع أحكام القتل بحجَّة أنَّ “العالم عينه علينا”.
🛑 أيُّها الغشَّاش مظهر: هل تخاف من “العالم” لأنَّ عينه عليك فَتُوقِف تنفيذ أحكامٍ قضائيَّةٍ في حدودٍ أقامها الشَّرع، و لا تخاف من ربِّ العالمين الذي يراقبك حين تحكم بالقتل على المخالفين بالشُّبهة و الوشاية و الهوى و نوازع الطُّغيان و وساوس الشَّيطان و تلاعب الصِّبيان،
يقول ربُّ العالمين: ((يستخفون من النَّاس و لا يستخفون من اللَّه و هو معهم إذ يبيِّتون ما لا يرضى من القول، و كان اللَّه بما يعملون محيطاً)).
🛑 أيُّها الغشَّاش مظهر: هل تظنُّ أنَّك إن أوقفت تنفيذ حكم الإعدام -أو حتَّى ألغيته- أو أوقفت تنفيذه لمن لم يبلغ 18 عاماً من أجل تبييض صورتك، فسترضى عنك المنظومة الدُّوليَّة و يقبلون بك عضواً ب”الاتِّحاد الأوربِّيِّ” و لو في أحلامك الطُّفوليَّة.
أيُّها المأفون مظهر: إنَّهم لن يرضوا عنك مهما فعلت و لن يقبلوا بك -و لا بأميرك الجولانيِّ- لا حارساً لبابٍ خلفيٍّ و لا نادلاً و لا “صبيب قهوةٍ” فضلاً عن أن يقبلوا بك صديقاً كما طلب ذلك أميرك.
⚠️ ففي مقالته مؤخَّراً بعنوان “لماذا من الصَّعب للغاية الشَّطب من قائمة الإرهاب”، قال الكاتب الأمريكيُّ هارون زيلن:” و من غير المرجَّح أن يتمَّ حذف هيئة تحرير الشَّام -من قائمة الإرهاب- في أيِّ وقتٍ قريبٍ”(أي في السَّنوات القادمة).
🔺 انتهى 🔺