الأستاذ: أبو يحيى الشامي
كلمتان بعيدتان في المبنى والمعنى، إن نظرنا إليهما لغوياً، وإلى عملِهما وأثرهما المجرد واقعياً، لكن هناك ما يربط بينهما في أهمِّ نتيجةّ مشتركةٍ، إنهما أساسا المعصيةِ والفساد، الطغيانُ تسبَّبَ بالمعصيةِ الأولى، وهي رفضُ أمرِ الله عزَّ وجلَّ لكبرٍ في النفسِ واحتقارٍ للآخر، قال الله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 34]، والنسيانُ تسبَّبَ بالمعصية الثانية، وهي الأكلُ من الشجرةِ التي نهى الله عنها، لضعفٍ في النفس وشيءٍ من جحود، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) [طه: 115]، وإن الطغيانَ أمنعُ للنفسِ من التوبةِ والإنابةِ، وأملكُ لقلب صاحبه، فهو معصيةٌ عن علمٍ وإصرارٍ وصدٍّ وإضلال، وأدلةُ ذلك كثيرةٌ، ومن أجلى الأدلة الواقعية استمرارُ إبليسَ على معصيته، ومن شاكله وتبعه من طغاة الجن والإنس، وتوبةُ آدم عليه السلام بعد أن ذَكَرَ، ومن تبعه فتابَ بعدهُ ممن نَسِيَ وذكر.
– الطغيانُ فعل القويِّ المتمكنِ المستغني، أو الذي يظن أنه تمكنَ واستغنى، قال الله تعالى: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) [العلق: 6 – 7]، ونادراً ما يكون الطغيانُ عن ضعفٍ وقِلَّة، لذلك كان ممن لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذابٌ أليم، العائلُ المستكبر، وإنما يطغى المرء بدافعٍ من نفسهِ وتسويلٍ من غيره.
– والنسيان فعل الضعيفِ العاجزِ المفتقرِ، لا يجد ما يطغيه، لكنه ينشغل بما يلهيه، فينسى أو يُشاغله غيره من شياطين الجن والإنس فيُنسيه، وما أكثرَ ذكرَ النسيانِ في القرآن والسنة:
قال الله تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) [يوسف: 42].
وقال: (قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا) [الكهف: 63].
وقال: (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا) [الكهف: 73].
وقال: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا* [طه: 115].
روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “إنما سُمِّيَ الإنسان؛ لأنه عهد إليه فنسي”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عُمُرِ آدمَ وداودَ عليهما السلام: «فَجَحَدَ آدَمُ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنُسِّيَ آدَمُ فَنُسِّيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِئَ آدَمُ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ» رواه الترمذي وصححه الألباني.
وما أكثرَ ورودَ كلمةِ التذكرة والذكرى في القرآنِ الكريم، فهي دواءُ النسيان، وعودةُ أهله إلى الحق، ودعوةُ أهل الطغيان الذين لا يرفضون التذكرة ولا يمتنعون من التوبة، وهم قلةٌ في كثرةٍ طاغيةٍ من أهل الطغيان الممتنعين، الذين لا تزيدهم التذكرةُ إلا فراراً وخساراً، وعتواً وزيادة في طغيانهم.
قال الله عز وجل عن القرآن: (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) [المدثر: 54]، وأمر نبيَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55]، وقال: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ) [الغاشية: 21]، (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) [الأعلى: 9].
فتَذَكُّرُ الإنسانِ عهدَهُ وما أمره الله عز وجل به يجعله يبصر دربه ويراجعُ نفسه، ويصلحُ ما فعلهُ أو يؤدي ما امتنع عن فعله بالتوبةِ والإنابةِ والاستغفارِ، وما يتبع ذلك من ردِ الحقوقِ والمظالمِ والسعيِ في تذكير وإصلاح الغير، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135]، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) [الأعراف: 201]، نعم إن الداءَ النسيانُ، وإن الدواءَ الذكرى.
– إن الطغيانَ والنسيانَ متعاضدانِ في الإفسادِ، القلةُ الطاغيةُ وأتباعها يستمرون في العملِ على تجهيلِ وتضليلِ الكثرةِ المستعدةِ للنسيانِ بأصلها الفطريِّ وعقلها الجمعيِّ، وهذا النسيان هو من أكبرِ أسبابِ ظهورِ الطغيانِ وتغذيتهِ والتماشي معه، فهما يجعلانِ المُكلَّفينَ مشتركين في واقعِ الحالِ بأدوارٍ مختلفةٍ في سياقٍ واحدٍ، ينتج عنه حقيقةٌ يقينيةٌ ثبتها الله عز وجل بقوله: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف: 103]، بل ويقاتلون دفاعاً عن باطلهم، ودفعاً للتذكرة وأهلها، أهل الطغيان يستعملون أهل النسيان جنداً في ذلك، ويمنعون الدعوةَ والتذكِرةَ عنهم بكل ما أوتوا من قوة، وهذا السببُ الأساسُ للجهاد في سبيل الله، إنه الصَّدُّ عن سبيل الله.
– في علم الاجتماع قسمَ ابن خلدون عُمُرَ الدولة التي هي في الغالبِ مدارُ فوضى أو استقرار – فساد أو صلاح دين ودنيا البشر، قسمه إلى ثلاثة أجيالٍ؛ الجيل الأول جيل العمل والمطالبةِ والبناء، والجيل الثاني جيل الاستقرار والاستبداد والتَّرَف، والجيل الثالث جيلُ الدَّعةِ والهرَمِ والانهيار، وهو جيلُ نسيان الأسس والمبادئ التي قامت عليها الدولة، جاء في مقدمة ابن خلدون: “وأما الجيلُ الثالثُ فينسونَ عهدَ البداوةِ والخشونةِ كأن لم تكن، ويفقدون حلاوةَ العزِّ والعصبيةِ بما هم فيه من مَلَكَةِ القهرِ، ويبلغ فيهم الترفُ غايته بما تَفَنَّقوهُ من النعيمِ وغَضارَةِ العيش، فيصيرون عيالاً على الدولة، ومن جملة النساء والولدان المحتاجين للمدافعة عنهم، وتسقط العصبيةُ بالجملةِ، وينسون الحماية والمدافعة والمطالبة” انتهى. وبهذا يكون الطغيانُ ويتمادى سواءً أَمِن داخلِ الدولة هذه كان أو من خارجها، بسبب النسيان وإهمال الناس الشأنَ العام، وفي حالة الدولة المسلمة يشمل الشأنُ العامُّ الدينَ الحقَّ والدنيا التي تنضبط بضوابطهِ، فيكون اللَّهو والغفلةُ وما ينتج عنهما ويكرسانه سببَ ضياعِ الدينِ والدنيا معاً.
وما تحدثُ الجرائمُ الكبرى التي فيها الإفسادُ المخصوصُ الذي ذكرته الملائكة وهو سفكُ الدماءِ إلا نتيجة الطغيان والنسيان، قال الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيغوفيتش، “عليكم ألا تنسَوا الإباداتِ الجماعيةِ أبداً، فإن المجازر التي تُنسى تتكرر”، هذه المقولةُ تختصرُ تجربةً مريرةً مر بها شعبٌ مسلمٌ وأبيدَ عددٌ كبيرٌ منه في البوسنةِ والهرسك، بسبب غفلتِه ونسيانِه حقدَ الأعداء وعُدَّةَ المدافعةِ والعزِّ، وهو جزء من غفلة ونسيان الأمة، وهذا ما يريده شياطين الجنِّ والإنس، لتحقيق الإضلالِ والمعصيةِ الفرديةِ الجماعيةِ، فيكون فسادهم وإفسادهم بغير مقاومةٍ، يُهلكون الحرثَ والنَّسلَ، بحربهم على الدينِ والفطرةِ، لا يمنعهم مانعٌ ولا يردعهم رادع.
– وبعد زمنٍ من المغالبةِ بين الحقِّ والباطلِ، وخبرةٍ طويلةٍ متراكمةٍ، طوَّرَ النظامُ الدوليُّ الذي سيطرَ بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ طُرُقَهُ في إخضاعِ الشُّعوبِ واستغلالها، ومحاربةِ دين الحقِّ خاصةً، انطلاقاً من هذا المبدأ الذي انطلق منه أول طاغيةٍ، فالنسيانُ كما أنه يبعِدُ المرءَ المؤمنَ عن ربهِ ويقربهُ من المعصيةِ، فإنه يُعطِّلُ الفردَ والمجتمعَ عن العملِ الواعي في كلِّ المجالاتِ أو في مجالاتٍ محددةٍ، ولقد أكَّدَ هذا عالمُ اللِّسانياتِ والمفكرُ الأمريكيُّ المعروفُ “نعوم شومسكي” الذي كشف مضمونَ وثيقةِ (silent weapons for quiet war) (السلاح الصامت لحرب هادئة) وهي استراتيجيةُ الإلهاءِ والتسليةِ، بعشرةِ بنودٍ كلها تدورُ حولَ التجهيلِ والإلهاءِ وتعطيلِ العقلِ وإشغالِ الناسِ بسفاسفِ الأمورِ، أي إغراقِ الناسِ في النسيانِ، نسيانِ كلِّ ما يجب تذكرهُ، وبذلك تخلو ساحةُ الإدارة الشاملةِ للطغاةِ يستعملون ما يشاءون ومن يشاءون كمستخدم لا كمدير.
رأينا ونرى كيف أصبح الناس بلا وعيٍ هائمون، بين مظاهرِ الحضارةِ الماديةِ والتَّرَفِ الغير منضبطٍ واللاأخلاقي، حتى وقتُ فراغهم وراحتهم يهدرونه في التقنيةِ الحديثةِ التي تطورت لدرجةِ الإبهارِ وامتلاكِ القلوبِ والأسماعِ والأبصارِ، فهانت كل المعاصي بسبب إشاعاتها وتطبيعها، ومحاربةِ كل من يحاول إيقاظَ الغافلين الهائمين، حتى تخطى الهدم أساس الدين الذي اختلف الناس فيه، إلى أساسِ الفطرةِ التي كانوا متفقينَ عليها لآلاف السنين، وإن المادحَ للجانب الماديِّ من الحضارةِ الغافلَ عن الجانب الديني الأخلاقي الحق، داعٍ إلى سبيلٍ من سبلِ الهلاك، إن هانت بدايته فإن عاقبته الوخيمة غيرُ هينة.
قال الله تعالى: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُون) [الحجر: 3]، وما ذلك بدعوةٍ من أنفسهم الضعيفةِ أمام الشَّهواتِ والشُّبُهاتِ وأملِ البقاء فقط، بل إنه الإضلال من أهل الطغيان، الذين اتبعوا إبليس وورثوا منه، (لَّعَنَهُ اللهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [النساء: 118 – 119].
و (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا * قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) [الإسراء: 62 – 65]. قال ابن عباس: “أَحتَنِكَنَّ: أستَولِيَنَّ”، وقال مجاهد: “أحتَوِيَنَّ”، وفي هذا أتت آيةٌ تبيِّنُ المعنى وتؤيِّدُ فكرةَ المقال، قال الله تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المجادلة: 19]، وآياتٌ كثيرةٌ تدل على فعل الضلال الإضلال بالطغيان والنسيان، يقوم به الشركاءُ والأزواجُ والقرينُ، وهي كلماتٌ تدل على الفاعلين لا يتسع المقال لذكر الآيات التي وردت فيها فهي كثيرة.
– أما عبادُ الله الذين ليس للشياطين عليهم سلطانٌ، فقد حال ذكر الله بينهم وبين النسيان والطغيان، فتحصنوا وعملوا على تحصين غيرهم الأقربَ فالأقرب والأمثلَ فالأمثل، وإنما هي مغالبةٌ ومدافعةٌ مستمرةٌ إلى أن يرثَ الله الأرضَ ومن عليها، وكما أن الضلالَ يكون بتولي الطغاةِ الصادِّين عن سبيل الله، والركونِ والإخلادٌ إليهم، فإن الهدى يكون بتولي أولياءِ الله الذين يدعون إلى سبيله ويُذكِّرون به، وفي ذلك آيتين، الأولى في الولاء للهِ ورسوله والمؤمنين، والثانية في البراء ممن حادَّ اللهَ ورسولَه، وكما أن ذكر حزبِ الشيطانِ في آيتين، فإن في هاتين الآيتين ذكر حزبِ الله، حزبُ الشيطان أصحابُ السَّعيرِ وهم الخاسرون، وحزبُ اللهِ هم الغالبون المفلحون، اللهم اجعلنا من حزبك الغالبين المفلحين، اللهم آمين.
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ اضفط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد 47 اضغط هنا