كلمة التحرير
الصاعقة صوت عظيم مهلك أو نار سريعة محرقة لا تأتي على شيء إلا أحرقته، واشتُق من هذه الكلمة الصاعق الذي يوضع للمتفجرات؛ حيث يحدث فيه احتراق للمادة المتفجرة بسرعة كبيرة فتتحرر كمية كبيرة من الطاقة وتنشأ موجة صادمة تؤدي لانفجار المادة المتفجرة المجاورة للصاعق، سواء كانت موضوعة في قنبلة أو لغم أو صاروخ.. إلخ.
إن الصاعق: صغير الحجم، محدود الانفجار، قليل التكلفة؛ ولكنه هو السبب المؤدي لحدوث الانفجار الكبير المؤثر، وبدونه تبقى أكثر المتفجرات خامدة تنتظر من يمدها بالطاقة المحرضة على الانفجار.
وقد يكون الصاعق واحدا، ولكن نوعية المواد المتفجرة المحيطة به وجودتها وكميتها وطريقة الصنع، تجعل أثر الانفجار مختلفا من قنبلة أو عبوة أو صاروخ إلى قنبلة أخرى أو عبوة أو صاروخ.
* وفي الساحة السورية فإن مما يزيد الحاضنة الشعبية والإسلامية إصرارا على الجهاد والمقاومة ويجعلها في حالة جاهزية دائمة تنتظر صاعق التفجير الذي يعينها على تدمير بنيان الباطل وتفجيره واقتلاعه من جذوره:
– بضع عشرة سنة من الجرائم الفظيعة المتتابعة التي يرتكبها النظام النصيري وحلفاؤه، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والأسرى، وملايين المصابين والمهجرين، وهلاك الحرث والنسل، ودمار البلد، وظهور صور كثيرة من الكفر والفسوق والعصيان.
– واتساع رقعة تواجد المنكوبين الذين تضرروا من نظام البراميل الكيماوي ومن حماية النظام العالمي المجرم له؛ ليتواجدوا في الأماكن المحتلة من سوريا والأماكن المحررة ودول الجوار وشتى بقاع العالم.
– وتحول القضية السورية لتصبح أكبر ساحة مواجهة وجهاد في العالم بين المسلمين والكافرين، مما يجعلها محط اهتمام وعناية ودعم كثير من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
* وقد علم الأعداء هذه الحقيقة فعملوا على محاصرة ومطاردة الصاعق الأهم في الساحة وهو الروح الجهادية التي يمكنها تفعيل طاقات المجتمع الكامنة؛ فـ:
– قاموا بتقديم نماذج مغشوشة لبست زورا ثوب الجهاد لينفروا الأمة من المجاهدين.
– وسعوا لاغتيال ومحاربة وتهميش وتشويه القوى المجاهدة الصادقة.
– وحاولوا ربط المجتمع بمسارات سياسية جاهلية ترتبط بمؤامرات جنيف والأستانا..
– وشجعوا على تحريف عقيدة الصراع من حرب إسلام وكفر إلى خلاف بين “نظام” و”معارضة”.
* وصحيح أن الأعداء استطاعوا إبعاد الصاعق الجهادي بعض الإبعاد عن مركزه المحوري في المجتمع المتفجر المجاهد، ولكن يظل الصاعق صاعقا صغير الحجم قليل التكلفة لا يحتاج إلا لوضعه في مكانه الصحيح فينقلب الكيد على الكائدين ويخر عليهم السقف من فوقهم ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون.
* إن الصاعق الجهادي المرتقب قد يكون:
– عملا بطوليا يجدد في النفوس الأمل.
– أو نموذج صبر ومصابرة يكون شعلة إلهام للمجتمع.
– أو شخصية صادقة تتخذها الجماهير رمزا للكرامة.
– أو موقف عزة وثبات يدفع الناس للتضحية.
– أو تصحيح مفاهيم تتلقفه النفوس الأبية.
* وإن نجاح الصاعق في عمله يحتاج إلى:
– مهارة في صنعه.
– وحذرا في تخزينه.
– ودقة في تركيبه.
– وسرعة في إشعاله.
– ولحظة أمان لينفجر في المكان الصحيح.
* فمن المشمِّرُ اليوم لتحريض المؤمنين وتجديد الجهاد وتسعير الحرب؟
لقراءة بقية مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا
لتحميل نسخة من المجلة اضغط هنا