الشيخ: محمد سمير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد؛
فنتناول في هذا المقال عقيدة الرافضة في أهل السنة من خلال ما ورد من الروايات في كتبهم وأقوال أئمتهم، ثم نسوق نماذج من غدرهم بأهل السنة عبر التاريخ وتحالفهم مع الكفار من أجل القضاء عليهم.
وننوه أننا لن نذكر من التاريخ إلا الرافضة دون ذكر غدر بقية الفرق الباطنية المنتسبة إلى الشيعة فقد تعرضنا لشيءٍ من ذلك في مقالاتٍ سابقةٍ تناولت النصيرية والدروز، ونبدأ بذكر ما ورد في كتبهم:
يقول حسين الموسوي في كتابه لله ثم للتاريخ: “عندما نطالع كتبنا المعتبرة وأقوال فقهائنا ومجتهدينا نجد أن العدو الوحيد للشيعة هم أهل السنة، ولذا وصفوهم بأوصاف وسموهم بأسماء: فسموهم (العامة) وسموهم النواصب، وما زال الاعتقاد عند معاشر الشيعة أن لكل فرد من أهل السنة ذيلاً في دبره، وإذا شتم أحدهم الآخر وأراد أن يغلظ له في الشتيمة قال له: (عظم سني في قبر أبيك) وذلك لنجاسة السني في نظرهم إلى درجة لو اغتسل ألف مرة لما طهر ولما ذهبت عنه نجاسته”.
ثم ساق جملةً مما ورد في كتب الشيعة ومن ذلك: وقال الصادق -عليه السلام-: “ما أنتم والله على شيء مما هم فيه، ولا هم على شيء مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء”، فأنت ترى أن هذا تكفير صريح لأهل السنة ونبذهم بأنهم ليسوا على شيء من أمر دين الله.
وينقل عن نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية: “إنا لا نجتمع معهم -أي مع السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا”.
وينقل عن كتاب الكليني: “إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا” (الروضة 8/ 135)، ثم يعقب قائلًا: ولهذا أباحوا دماء أهل السنة وأموالهم، فعن داود بن فرقد قال: “قلت لأبي عبد الله – عليه السلام -: ما تقول في قتل الناصب؟ فقال: حلال الدم، ولكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماءٍ لكيلا يشهد عليك فافعل” (وسائل الشيعة 18/ 463)، (بحار الأنوار 27/ 231)، وعلق الإمام الخميني على هذا بقوله: “فإن استطعت أن تأخذ ماله فخذه، وابعث إلينا بالخمس”.
وختم حسين فصله هذا المخصص لبيان نظرة الشيعة إلى أهل السنة بقوله: وأختم هذا الباب بكلمةٍ أخيرةٍ وهي شاملةٌ وجامعةٌ في هذا الباب قول السيد نعمة الله الجزائري في حكم النواصب (أهل السنة) فقال: “إنهم كفار أنجاس بإجماع علماء الشيعة الإمامية، وإنهم شرٌ من اليهود والنصارى، وإن من علامات الناصبي تقديم غير علي عليه في الإمامة” (الأنوار النعمانية 2/ 206 – 207).
وإذ قد ذكرنا نبذةً مما في كتب القوم تبين نظرتهم إلى أهل السنة وجواز قتلهم وسفك دمائهم وأكل أموالهم فلننتقل إلى التاريخ لنرى أن أفعال القوم لم تقل سوءًا عن أقوالهم، ويستحسن أن نبدأ ذلك بذكر كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيهم فهو صاحب الاستقراء التام للتاريخ الإسلامي، يقول رحمه الله: “أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، واعلم أن أصلهم ومادتهم منافقون، اختلقوا أكاذيب، وابتدعوا آراء فاسدة، ليفسدوا بها دين الإسلام، ويستزلوا بها من ليس من أولي الأحلام”، ويقول: “ولهذا الرافضة يوالون أعداء الدين الذين يعرف كل أحد معاداتهم من اليهود، والنصارى والمشركين: مشركي الترك، ويعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين، وسادات المتقين، وهم الذين أقاموه وبلغوه ونصروه
ولهذا كان الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام.
وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيره، كالنصير الطوسي مع الكفار، وممالأتهم على المسلمين – فقد عرفها الخاصة والعامة.
وكذلك من كان منهم بالشام: ظاهروا المشركين على المسلمين، وعاونوهم معاونة عرفها الناس.
وكذلك لما انكسر عسكر المسلمين، لما قدم غازان، ظاهروا الكفار النصارى، وغيرهم من أعداء المسلمين، وباعوهم أولاد المسلمين – بيع العبيد – وأموالهم، وحاربوا المسلمين محاربة ظاهرة، وحمل بعضهم راية الصليب.
وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديمًا على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم”.
ولقد شهد التاريخ كثيراً من المؤامرات التي حيكت في عهد الشاه إسماعيل الأول، إذ بعد هزيمته المرة في موقعة جالديران أمام السلطان سليم الأول، توجه للتحالف مع البرتغاليين لتغطية الهزيمة التي لحقت به في تلك الموقعة، فأقام العلاقات معهم، وكان هؤلاء جزءاً من أوربا التي فرحت بظهور الدولة الصفوّية حين لاحت لهم بظهورها فرصةُ انفراج الضغط العثماني عليهم وعلى تجارتهم، ولذلك سعت الممالك الأوربية وإسماعيل الصفوي يعرض كل منهما على الآخر تثبيت عرى الصداقة والمودة وإيجاد علاقات سياسية واقتصادية.
أما البرتغاليون فقد تمت اتفاقيةٌ بين حاكمهم في الهند “البوكيرك” وبين الشاه إسماعيل الأول نصّت على ما يلي:
1 – تصاحب قوةٌ بحريةٌ برتغاليةٌ حملة إيران على البحرين والقطيف.
2 – تتعاون البرتغال مع إيران على إخماد حركات التمرد في بلوشستان ومكران.
3 – تتحد الدولتان في مواجهة الدولة العثمانية.
4 – تصرف حكومة إيران النظر عن جزيرة هرمز، وتوافق على أن يبقى حاكمها تابعاً للبرتغال وأن لا تتدخل في أمورها الداخلية.
ومن الدول أيضاً التي كان الصفوّيون يسعون لإيجاد علاقات وإبرام معاهدات معها للتخلص من السلطنة العثمانية إسبانيا والمجر، حيث بعث إسماعيل الأول برسالتين إلى كل من إسبانيا والمجر، طلب فيهما عقد معاهدات صداقةٍ وتعاونٍ بينهم، وعرض فكرة اتحاد بغرض سحق الأتراك حسب تعبيره.
وكان سعيه للاتفاق مع جمهورية فينيسيا (البندقية) مخزياً، إذ كانت فينيسيا من الدول المتأثرة تجارياً بسبب قضاء العثمانيين على الدولة البيزنطية وإغلاقها الطريق الرئيس للتجارة بين أوربا وآسيا، فأرسل الشاه إسماعيل السفراء إلى بلاط فينيسيا مقترحاً عليهم الهجوم على العثمانيين عن طريق البحر، وأن يقوم هو بالهجوم من ناحية البر، على أن تسترد فينيسيا قواعدها التي فقدتها في البحر الأبيض المتوسط [غدر الشيعة بأهل السنة عبر التاريخ الإسلامي/ مجلة البيان، محمد أمحزون].
في القرن الثامن الهجري تحالف غياث خدا بنده محمد المغولي (الذي تشيع)، مع اليهود والصليبيين وأعمل القتل والإرهاب في أهل السنة، وفي الدولة الصفوية تحالف الشاه طهماسب ابن الشاه إسماعيل الصفوي مع ملك هنكاريا ضد الدولة العثمانية المسلمة خلافًا للإجماع الفقهي في منع التحالف مع الكفار وقد تم ذلك التحالف بفتوى أصدرها الشيخ علي الكركي المجتهد الرافضي الكبير، و كان ذلك سببًا في إيقاف الدولة العثمانية عن الجهاد في أوربا بعد أن حاصرت فيينا واضطرت لدخول العراق والجزيرة العربية لإنقاذها من التحالف الصفوي البرتغالي، وإن ننسَ فلا ننسَ جريمة التاريخ المعاصر الكبرى التي سلم فيها يحيى خان الشيعي أرض المسلمين في شرق باكستان للهندوس يفعلون بها ما يشاءون حتى أقاموا عليها الدولة المسخ بنجلادش [الرافضة عبر التاريخ عداء مستمر للإسلام، حامد العلي].
وأما مجازر الرافضة بحق الفلسطينيين وسنة لبنان فقد فصل الحديث عنها الشيخ محمد سرور في كتابه مأساة المخيمات الفلسطينية في لبنان واقرأ هناك ما تقشعر له الجلود في مجزرتي صبرا وشاتيلا التي قام بها الرافضة والموارنة.
ومجازرهم بحق أهل السنة بإيران يتفطر حزنًا له الصخر الأصم وراجع في ذلك كتاب “وأخيرًا … بكى إخواني على أهل السنة في إيران بعد 22 عامًا” لأبي المنتصر البلوشي.
ومجازرهم في العراق بعد تعاونهم مع المحتل الأمريكي تفوق السباع الضواري وحشيةً وقد بلغ بهم الأمر إلى قتل الأطفال وحرقهم وهم أحياءُ لمجرد أن اسم الصبي عمر واسم الفتاة عائشة.
ولا تزال الدماء التي سفكها الحشد الشعبي الشيعي طريةً لم تجف بعد شاهدة على إجرام تلك الذئاب التي تدعي زورًا وكذبًا الانتساب إلى أهل البيت وهم براء منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
وأما جرائمهم في سوريا فما بيتٌ فيها إلا وقد ناله من إجرامهم نصيبٌ من قتلٍ أو أسرٍ أو تهجيرٍ أو تدميرٍ أو خطفٍ أو اعتداءٍ.
فهذه عقيدة القوم وهذا تاريخهم وما يزال المسلمون إلى اليوم في اليمن وسوريا والعراق وإيران يعانون أشد المعاناة من إجرامهم وظلمهم وعدوانهم وتوحشهم ثم يراد من أهل السنة أن يحسنوا الظن بالرافضة ولا تزال خناجرهم مغروزةً في صدورنا.
دين الله بريءٌ من السذاجة وبريءٌ من تكرار التجارب المخفقة وبريءٌ من النظرة السطحية التي تغتر بالسراب وتنخدع بالزخارف.
دين الله يأمرنا بالاعتبار والتبصر ويحذرنا من الوقوع في أخطاءَ وقع بها من سبقنا ويبين لنا أن أعداء ديننا لن ينفكوا محاولين ردنا عن ديننا ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، والحمد لله رب العالمين.