الجماعة عند أهل الأهواء

موقف أهل الأهواء من المحكمات

 = من أهم وسائل أهل الأهواء والمبتدعة في نشر ضلالهم أنهم يرفعون شعار الحق ليمرروا تحته الباطل، ويستدلون بأدلة صدق على غير مناطاتها، ويستغرقون في الكلام بالعموميات بقصد تنزيلها على واقع يغفلون دراسته وهل يدخل تحت تلك العموميات أو لا يدخل، وهل يقتضي تلك الأقوال الأخرى التي يدعونها أو لا يقتضي؛ كتحكيم الشريعة عند الخوارج، والتوحيد عند المعتزلة، وحب آل البيت عند الرافضة، والخلافة عند الدواعش، والجماعة عند الطغاة، والمصلحة عند الجفاة، ﴿ وَإِذا قيلَ لَهُم لا تُفسِدوا فِي الأَرضِ قالوا إِنَّما نَحنُ مُصلِحونَ ﴾ .

– فعندما تكون كلمة “الجماعة” بفهم أهل الأهواء سببا لازدياد تفرق وتشرذم المسلمين والجماعات والتهارش بينهم، فتُعطَّل جهود كثيرة كانت تدفع الصائل الكافر..

– وعندما تكون كلمة “الجماعة” بفهم أهل الأهواء تأطيرا للمنطقة في سلك التفاهمات الدولية والمؤتمرات الماكرة، فتضيع أرض المسلمين وديارهم..

– وعندما تكون كلمة “الجماعة” بفهم أهل الأهواء سببا لقهر الشعب وإذلاله وسرقة خيرات البلد ونهب إغاثات الفقراء، فيصدهم ذلك عن سبيل الله..

– وعندما تكون كلمة “الجماعة” بفهم أهل الأهواء ستارا للظلم والجهل والكذب والتجارة بدماء الصادقين، فيتسلق الانتهازيون والمنتفعون على أشلاء الصادقين ..

 وعندما تكون كلمة “الجماعة” بفهم أهل الأهواء منفصلة عن التقوى وحبل الله والشورى والعدل والصدق والأمانة والقوة والعلم، فتصبح غطاء للطغيان..

 عندها تكون “الجماعة” بفهم أهل الأهواء تعني ازدياد صيال العدو الكافر، وفقدان حاضنة الشعب المسلم، والصد عن سبيل الله، واستباحة دماء وأموال وأعراض نخب المجتمع، وتسلط الفاسدين المفسدين، فاعلم حينها أن كلمة “جماعة” هي أهواء تتستر باسم الشرع، والشرع منها بريء، وهي في حقيقتها فرقة وشتات وفساد وطغيان..

واعلم أن الذي يحدثك حديثا عاما عن “الجماعة” لينزله على ما يسميه هو “جماعة” دون نظر لحقيقتها وهل هي جماعة تحقق مقاصد الشرع أم تحقق نقيض مقاصده، فاعلم أنه ذئب يريد أن يخدعك ليأكلك، ولا يبالي إن أكلك النصيري قبل أن يأكلك.

الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

Exit mobile version