(الأمن) أكثر كلمة يستخدمها طغاة العرب والعجم وطواغيتهم في حربهم الإسلام أو قتلهم الشعوب أو سجنهم الأحرار، فكلما ارتكبوا جريمة قالوا: لدواع أمنية، وحفظ الأمن، وأمن البلاد، والأمن القومي، والأمن الوطني، وأمن الدولة، والأمن العام، وأمن المواطن، والتحديات الأمنية، والترتيبات الأمنية، على يد رجال الأمن، والجهاز الأمني….
وهم في ذلك مستنون بفرعون الذي زعم أنه يخاف من موسى عليه السلام (أنْ يُظهِرَ فِي الأَرضِ الفَسادَ).
فتسمية الإجرام بغير اسمه هو ديدن الطغاة وهو متسق مع الوسيلة الشيطانية في التلاعب بالمصطلحات وتحريف الكلم عن مواضعه، ففي عالم اليوم يُروّج للشذوذ باسم (الثقافة) ويعلّم الكفر باسم (التربية والتعليم) وقد تتبع المحاكم الطاغية (وزارات العدل) وتسمى العمالة (سياسة) ويقال عن الخيانة (تطبيع)..، قال تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴾.
إن دعاوى حفظ الأمن في زمننا بلا تبيين صادق واضح يؤكدها لا تساوي شيئا..
وما أجمل جواب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم صاحب العدل الأكمل عندما يستفسر منه كافر عن سبب أسره وسبب أخذ ناقته، فيقول: (بمَ أَخَذْتَنِي، وَبِمَ أَخَذْتَ سَابِقَةَ الحَاجِّ؟) فقال صلى الله عليه وسلم إعْظَامًا لِذلكَ وتبيينا وتوضيحا يقطع حجة السائل: (أَخَذْتُكَ بجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ).
هذا عدل ديننا، أما ذاك فظلم الفراعنة، وشتان بين الحق والباطل.
الشيخ أبو شعيب طلحة المسير