الأستاذ حسين أبو عمر عن صراع الحضارات وسنة التدافع

كُتَّاب تآخي الحضارت وحوار الأديان ويوتيوبيا المدينة الفاضلة يرون في كتاب هانتنجتون “صراع الحضارات” جزءا من المؤامرة، وزرع الفرقة بين الحضارات من أجل تمكين الهيمنة الغربية على العالم .. ولذلك يحاولون صد الناس عن قراءته.

في الحقيقة، الكتاب مبني على النظرة الواقعية للعالم لا على الأحلام والأوهام والخيال الجامح كما يفعل “الأفلاطونيون”، الكتاب غني بالمعلومات التفصيلية الدقيقة، فيه قوة في فهم فلسفة التاريخ واستنباط القوانين التي تحكم حركته .. ولا يخلو كتاب غير القرآن من مآخذ.
عنوان الكتاب وتاريخ تأليفه -بعد سقوط الاتحاد السوفياتي بقليل- كأنه يقول: إن كان صراع الأيديولوجيات قد خيم على العالم لفترة من الزمان، فإنه قد انتهى مع سقوط الاتحاد السوفياتي، وسيكون الوضع بعد الآن صراع حضارات ومصالح، ولا تلعب الأيديولوجيات فيه دورا مهما ..

“الصراع قانون اجتماعي” كما يقول إدريس أوهلال في كتابه “قواعد الحزم”
بل هو قانون رباني؛ قال تعالى: ((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين))َ{البقرة:251}
وضع جاسم السلطان هذه الآية في كتابه “قواعد في الممارسة السياسية” قبل مقدمة الكتاب، والكتاب كله مبني على هذه النظرة “سنة التدافع”.

 

المصدر الأستاذ حسين أبو عمر

Exit mobile version