إضاءات د.أبو عبد الله الشامي /التطبيع الانتقائي. الظلم وعاقبته الوخيمة.

إضاءة : التطبيع الانتقائي 

حكم التطبيع مع أعداء الدين باعتباره نابعا من عقيدة الولاء والبراء واحد لايتجزأ والفرق بين التطبيع وبين التحييد معلوم ولكل أحكامه 

التطبيع مع عدو دون آخر بناء على مصالح حزبية موهومة يدلل على منهج عفن لايقيم وزنا لأخوة إيمانية مقابل صنم المصلحة المتوهم

الاستفادة من سنة التدافع بين محاور الأعداء لاتعني الانخراط في أحدها دون الآخر تطبيعا وتماهيا فهذا لايلغي التمايز فحسب بل يلغي الهوية ويضيع القضية

إضاءات د.أبو عبد الله الشامي

إضاءة : في الظلم وعاقبته الوخيمة 

﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 57] ﴿ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 258] ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]

﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]

يقول ابن رجب رحمه الله : الغالب أن الظالم تُعجل له العقوبةُ في الدنيا وإن أُمهل، فإن الله يُملي له حتى إذا أخذه لم يفلته

روى مسلم أن أبا مسعود البدري قال: كنتُ أضرب غلاما لي بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي: “اعلَم أبا مسعود” فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يقول: (اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود)، قال: فألقيتُ السوط من يدي، فقال: (اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام)، قال: فقلتُ لا أضرب مملوكا بعده أبدا.

عن جَابِرُ بنُ عبدِ اللهِ، لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ: “أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟” قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَتْ، صَدَقَتْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه.

إضاءات د.أبو عبد الله الشامي

Exit mobile version