إدلب في شهر صفر 1446هـ -صدى إدلب – مقالات مجلة بلاغ العدد ٦٥ – ربيع الأول ١٤٤٦ هـ

أبو جلال الحموي

 

جديد الحراك الثوري ضد الجولاني هذا الشهر دعوة التحاكم إلى شرع الله تبارك وتعالى، فلقد أصدر تجمع الحراك الثوري دعوة وجهها إلى قيادة هيئة تحرير الشام للتحاكم إلى شرع الله في قضايا هامةٍ ومفصليّةٍ لإصلاح الساحة، وأهمها صفة الجولاني في المنطقة المحررة والمستند الشرعيُّ لاعتقال وقتل المخالفين والكشفُ عن أموالِ ومقدراتِ الساحة لتكون بإدارة جهةٍ عامّةٍ مسؤولةٍ، ولم تردّ قيادة الهيئة على الدعوة، كما هو متوقعٌ، فلقد تجاهلت أو رفضت دعواتٍ كثيرةً للتحاكم إلى شرع الله، رغم الشعارات التي ترفعها، لكن الله فضحهم وأظهر سرائرهم وأخرج أضغانهم فتبينها القريب قبل البعيد، وإن استحب الكثيرون العمى على الهدى بسبب ما عند هذه القيادة الطاغية من الدنيا.

 

يتمادى الجولاني ومن معه في تغريب المجتمع المسلم في إدلب، ويستدعون فعالياتٍ رياضيةً أو إغاثيةً يرافقها أفعالٌ تنافي قيم الدين الحنيف وعادات المجتمع المحافظ الملتزم، وقد حدث هذا في عدة مناسبات منها دورة الألعاب البرالمبية للمعاقين، التي طلبت منظمة بنفسج ترخيصًا لتنظيمها، فمنحتها إدارة الشؤون السياسية لدى الجولاني الترخيص بشرط التدخل في الإعداد للحفل، والزيادة على المنكرات التي تعدها المنظمة، فكانت منكراتٍ عظيمةً منها منكراتٌ عقديةٌ، كشعلة الأولمبياد، وحركاتٍ تشبه الركوع أمام الشعلة الكبيرة، وتراقصٌ بأضواءٍ على شكل حلقات، وغيرها.. وعند إنكار هذه المنكرات من قبل عموم الشعب ومتصدريه، حمّل الجولاني التهمة للمنظمة التي وضحت أن الحفلة برعايتهم ومحاولتهم للاستثمار الدولي.

 

معرض إدلب للكتاب أيضًا حوى مظاهر تغريبيةً وأكثر من ذلك جمع شخصياتٍ تسعى في تعويم الجولاني والتسويق له بمعرفة وتنسيق أحمد موفق زيدان، لكن هذه الشخصيات التي قبلت أن تخدم الجولاني وتدعو إليه، شخصياتٌ محترقةٌ لا قيمة لها في الأمة، كسعد العثماني، رئيس الوزراء المغربي السابق، الذي وقّع اتفاق التطبيع مع الصهاينة، ومحمد مختار الشنقيطي المطبع مع الصفويين والداعي إليهم، ومحمد أبو النصر الذي دهس طفلًا في اعزاز وهرب إلى إدلب لكي لا يؤدي ما عليه من حقوق، وعماد الدين الرشيد الذي طرح كتابًا فيه رسومٌ مسيئةٌ لمقام النبي صلى الله عليه وسلم، وغيرهم ممن هم في الدعوة والتسويق وتبييض الصفحة عالةٌ على غيرهم.

 

في ذات السياق وذات السياسة يعتدي شبيحة الجولاني جهاز الظلم العام على المتظاهرات أمام ديوان المظالم، فلا يتراجعون عن ذلك ولا يعترفون بالخطأ، بل يتمادون في إجرامهم ويضربون المتظاهرين الذين أتوا لنصرة الحرائر ويصادرون آلياتهم، ما يؤكد خوف الجولاني من المتظاهرين، فكيانه الهش تهدده امرأة تهتف للمعتقلين، ويتوهم أنه يمنع المظاهرات من التأثير على الفعاليات التي ينفق عليها الملايين ليجمل صورته ولا يستطيع.

 

ما زال العدوان الصهيوني على أهلنا في غزة مستمرًا وما زال محور إيران الصفوي يخدر المخدوعين بالتصريحات الخلبية والتهديدات الكاذبة، ويتلقى الضربات وهو خائفٌ من الرد، لكي لا يستدعي رداً أكبر من الصهاينة وداعميهم يجعل الرافضة يخسرون ما حصلوه من حربهم على أهل السنة خاصةً في الشام، كما ازداد عدد الأسرى الصهاينة الذين قتلهم الاحتلال في غزة بسبب تعنته ورفضه الحل، وتوشك حكومة نتنياهو على السقوط مع ازدياد الاحتقان الداخلي في صفوفه، وفقدان المستوطنين صبرهم بشأن ضرورة إبرام صفقة تبادل.

 

Exit mobile version