إدلب في شهر صفر 1443هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٣ هـ

إعداد: أبو جلال الحموي

كان مشهد الترقب السياسي مشهدا بارزا في الشهر المنصرم؛ حيث عُقد لقاء في مدينة سوتشي الروسية بين رئيسي تركيا وروسيا، وهو لقاء سبقه ولحقه تصعيد ميداني روسي في سوريا، مع الاحتفاظ بفترة هدوء يومين قبل اللقاء ويومين بعده، وجاءت تصريحات المجتمعين في سوتشي غامضة متحفظة لم تفصح عن حقيقة ما دار في الاجتماع، لتنطلق بعد ذلك التحليلات والتسريبات المتعددة، وسط اتهامات متبادلة بين الروس والأتراك حول عدم تنفيذ كل طرف للاتفاقيات الثنائية المتعلقة بإدلب.

والظاهر أن هناك أمورا لم يتفق عليها الطرفان خاصة فيما يتعلق بالملف السوري ووضع إدلب ووضع المليشيات الكردية الملحدة، والظاهر كذلك أن تجميد الفصائل الثورية للعمل العسكري الهجومي يجعل الثورة السورية عرضة للضغط والابتزاز والتهديد والقلق؛ فالمهاجم يمتلك أدوات للمناورة والضغط أكثر من المدافع.

ومما يدل كذلك على عدم وجود توافق روسي تركي على الملفات السورية أن حزب ال ب ك ك كرر في هذا الشهر استهدافه للقوات التركية المتواجدة في سوريا وبطريقة مثيرة؛ حيث تسبب استهداف ال ب ك ك للقوات التركية في أطراف مارع وما تبع ذلك من ظهور الخسائر التركية على وسائل الإعلام في وضع القيادة التركية بموقف محرج؛ حيث أعلن الرئيس التركي أن هذا الاستهداف هو القشة التي قصمت ظهر البعير!، وهو تصريح يعبر غالبا عن حالة الغضب التركية أكثر من تعبيره عن موقف ميداني يمكن للجانب التركي اتخاذه.

وقد استمر المحتل الروسي في قصفه لجبهات إدلب وبعض مدنها وقراها مع ظهور التركيز الجديد على استهداف منطقة دارة عزة وجبل الشيخ بركات، وهما منطقتان لهما أهمية ميدانية كبيرة لكونهما منطقتين مرتفعتين تطلان على كثير من المناطق المنخفضة الحدودية.

كما استهدف الثوار عددا من جبهات العدو، واستمرت عمليات قنص جنود العدو في تلك الجبهات.

* وفي تناغم متكرر بين المحتل الروسي والمحتل الأمريكي استهدف طيران التحالف الصليبي الأمريكي قياديا في تنظيم حراس الدين على طريق إدلب بنش مما أدى لاستشهاده على الفور، ويأتي هذا الاستهداف بعد أيام قليلة من نجاح تنظيم حراس الدين في القيام بعملية نوعية ضد جيش العدو النصيري في قلب دمشق، وهي العملية التي زعزعت ثقة الأعداء في تحصيناتهم داخل عمق أهم مدن سوريا وهي دمشق، ويأتي الاستهداف الأمريكي متزامنا كذلك مع المساعدات الأمريكية الدبلوماسية للعصابة الأسدية عن طريق تيسير مرور خط الغاز المصري من الأردن إلى سوريا ثم إلى لبنان للمساهمة في توفير احتياجات نظام بشار من الغاز.

* وفي إدلب ازداد انتشار مرض كورونا وارتفع عدد الوفيات الناتجة عنه، وأعلنت كثير من المشافي عن عدم قدرتها على استيعاب حالات جديدة لاكتمال الطاقة الاستيعابية لها، الأمر الذي يستدعي إنشاء مشافي ميدانية عاجلة وتوفير مستلزمات علاج منزلية لتخفيف الضغط عن المشافي.

– وبخصوص الوضع الفصائلي فلا زالت قيادة هيئة تحرير الشام تمارس أساليبها العدوانية في استهداف بعض الفصائل المجاهدة والتضييق عليها، وقد أصدرت قيادة حراس الدين هذا الشهر عدة بيانات تدعو فيها قيادة هيئة تحرير الشام إلى التحاكم إلى الشرع في قضاء مستقل أو مشترك، وقد رفضت قيادة الهيئة تلك الدعوات واستمرت في حملاتها العدوانية التي لا تصب سوى في صالح أعداء الإسلام.