إدلب في شهر شوال 1446هـ مجلة بلاغ العدد ٧٢ – ذو القعدة ١٤٤٦ هـ

أبو جلال الحموي

في سوريا تستمر السلطة الحالية على نفس النهج، تحاول إرضاء الدول الغربية واسترضاء الأقليات وأتباع النظام الذين ما زالوا متشعبين في كل مفاصل الدولة، وما إن يُلقى القبض على بعض الشبيحة المجرمين والضباط والعناصر القاتلين، إلا ويفرج عنهم بوساطة من أمثالهم أو بغير وساطة، ومن الذين يتولون هذه المهام فادي صقر مسؤول الدفاع الوطني على عهد النظام المجرم، والمشارك في تنفيذ مجزرة حي التضامن التي راح ضحيتها مئات المسلمين في السنوات الأولى للثورة، ومنهم قضاة مثل القاضي حسين فرحو المجرم الذي بقي على رأس عمله حتى أحدث ضجة بين الناس الذين قتل أبناءهم وإخوتهم بأحكامه، وأمثال هؤلاء قي كل مكان كثير.

بعد تصرفات ملؤها العنجهية وتحدٍّ مستمرٌ للدولة وللثورة من قبل الميليشيات الانفصالية الدرزية، قام بعض المنتسبين إليها بسب النبي صلى الله عليه وسلم بألفاظٍ قبيحةٍ، فانتفض أهل الغيرة من أبناء السنة وأتباع النبي الكريم، وخرجوا في مظاهرات ضد هذا الفعل الشنيع وطالبوا بمحاسبة الفاعلين المجرمين، فحدث مواجهاتٌ مع الميليشيات الدرزية في جرمانا قتل على إثرها عدد من المجاهدين، وحدث مواجهات في صحنايا قتل فيها عدد من المجاهدين، فكان لا بد من المواجهة والسيطرة على الموقف وطرد المعتدين، وسيطر المجاهدون على صحنايا وسلموها للأمن العام الذي أطلق المعقلين وجمع بعض الأسلحة واتجه باتجاه التهدئة بعد تهديدات صهيونية، وبقي بدو السويداء الذين ضربوا رتلاً للدروز كان متجهًا من السويداء إلى دمشق، بقوا وحدهم ومحاصرين من قبل المليشيات الدرزية التي رفعت علم الصهاينة واعتدت على كل من له علاقة بالحكومة وبالثورة وتوعدت المسلمين، وتلقت المساعدات العسكرية من قسد تهريباً عبر الصحراء ومن الصهاينة بحوامات نزلت في مدينة السويداء.

ألقى الأمن الإماراتي القبض على قائد جيش الإسلام الذي حل نفسه وانضم إلى الجيش السوري “عصام بويضاني”، حيث كان في زيارةٍ خاصةٍ إلى الإمارات، ولم توجه إليه تهمةٌ علنيةٌ، ولم يعلن أن الاعتقال بسبب قضيةٍ معينةٍ أو بسبب تعميمات النظام المجرم إلى الانتربول الدولي للقبض على أشخاص معروفين في الثورة أو لهم علاقةٌ بها، والإمارات داعمٌ للنظام المجرم، وجاء الاعتقال بعد زيارة أحمد الشرع الجولاني للإمارات ومطالبته بتاجرٍ سجينٍ هناك، كان يتبع للنظام المجرم ثم حدث خلاف ما جعل النظام يطلب من الإمارات سجنه، لتكون فارقةً بعد أن تولت سلطةٌ محسوبةٌ على الثورة السورية بعض قادتها مأسورين في دول أخرى ولا نطالب بهم، وثوار مخلصون في سجونها، فتطلق الشبيحة وتتركهم في المعتقل، وكالعادة التخاذل بين أبناء الثورة كبير، كما حدث مع قضية أبي العبد أشداء، وقضية أبي شعيب المصري وغيرهم.

في تطور الاتفاق بين السلطة السورية الحالية وميليشيا قسد، كسبت قسد الوقت وبقيت في المناطق التي تسيطر عليها، متجنبة القصف التركي وهجمات الجيش الوطني، مقابل لا شيء، بل إن السلاح عاد إلى أيدي الأكراد في منطقة عفرين وحدثت حالات اغتيال، وشددت ميليشيا قسد قبضتها على المناطق التي تحتلها غرب وشرق الفرات، واليوم قامت بتفجير الجسور التي تصل مسكنة بدير حافر شرق حلب، وما زالت تدعم فلول النظام المجرم في الساحل، والميليشيات الدرزية الانفصالية في السويداء بالمال والسلاح.

ما زالت الحرب في غزة مشتعلة، والصهاينة يتوعدون بسيطرةٍ كاملةٍ على كل غزة، بينما وجهت الولايات المتحدة ضربات للحوثيين في اليمن الذين أضروا بالملاحة في البحر الأحمر، وقصفوا الكيان الصهيوني بالصواريخ الباليستية، التي كان آخرها اليوم في مطار بن غوريون، والتهديدات الأمريكية الصهيونية شملت إيران التي لم تعقد اتفاقاً مع ترامب، وهذا ما أزعجه وجعله يفكر بالضغط العسكري الفعلي، فربما يتفجر الوضع في المنطقة في أي وقت، خاصةً أن إيران تعاني من انفجارات وحرائق مجهولة المصدر، يغلب على الظن أنها هجمات بغير قصف تكون عبر عملاء أو هجمات سيبرانية تخريبية.

بعد مقتل 26 هندوسياً في كشمير وتبني المقاومة الكشميرية للعملية، عاد الصراع الهندي الباكستان إلى الواجهة، وهذا الصراخ بين دولتين فيهما قرابة مليارين من البشر مؤثرٌ على العالم بأسره إن حدث، وأولى خطوات الهند التصعيدية قطعت مياه نهر السند الحيوي عن باكستان، ما يهدد السكان كلهم وهم يعتمدون على مياه النهر في كل أعمالهم، كما تهيأت الهند للحرب وهددت بها، ما جعل باكستان في حالة تأهبٍ عسكريةٍ قصوى للرد على التهديدات وخوض الحرب إن لزم الأمر. 

Exit mobile version