إعداد: أبو جلال الحموي
مع استمرار حدة القتال بين روسيا وأوكرانيا فقد استمر الروس في سحب كثير من قواتهم من سوريا لزجها في معركة أوكرانيا، واستمرت المليشيات الإيرانية في سد الفراغ الروسي، وقد صرح في هذا الشهر وزير الخارجية الروسي لافروف أنهم لم يلاحظوا أي استفزازات من داخل إدلب ضد مواقع الجيش السوري والقواعد الروسية في سوريا، وهو تصريح يبرر به هذا السحب لقواتهم بأنه لم تعد هناك حاجة كبيرة لوجودهم، خاصة مع التزام فصيل في إدلب بتحقيق الهدوء الذي يحتاجونه في هذا الانسحاب!، بل وأكثر من ذلك فهذا الفصيل يترجم الهدوء عمليا أمام دول العالم وما يسمى مجلس الأمن بإدخاله المتكرر لقوافل المساعدات الأممية عبر الجبهات، وهو الإدخال الذي يعني دوليا أن الجبهات أصبحت باردة آمنة لا خطورة فيها يمكن استخدامها كمعابر أممية بديلا عن معبر باب الهوى، حيث دخلت في هذا الشهر قافلة جديدة عبر محور ترنبة سراقب بلا مبالاة برفض المجاهدين والثوار لذلك.
وفي ضربة موفقة استطاعت أحرار الشام استهداف حافلة لقوات رافضية من نبل والزهراء في ريف حلب الغربي مما أدى إلى مقتل قرابة خمسة عشر مسلحا، مما آلمهم واضطر زعيم مليشيا ما يسمى زورا حزب الله في لبنان المدعو حسن نصر إلى الخروج بفيديو مرئي يعزي فيه رافضة حلب بهلاك أبنائهم.
– وفي تصعيد ما أعلن أردوغان سعيه لإطلاق عملية عسكرية في شمال سوريا بعمق 30 كم في بعض المناطق لطرد مليشيا ال ب ك ك من الحدود التركية، ولكن هذا الإعلان لم يترجم حتى الآن بتحركات عسكرية جدية على أرض الواقع، مما فتح المجال لتوقعات عديدة من أهمها: أنه ضغط تركي لتحقيق مكاسب في ملف الناتو ومقترح ضم بعض البلاد له كالسويد، ورفض تركيا ذلك ما لم تتوقف بعض دول أوربا عن دعمها لل ب ك ك، ومن التوقعات أن يكون هذا الضغط بهدف إجبار ال ب ك ك على تسليم بعض مناطقهم لروسيا والنظام النصيري فيحقق الأتراك إبعاد خصومهم ال ب ك ك من بعض الحدود، ويحقق الروس تقدما لحلفائهم النصيرية، ويكون الخاسر الأكبر هم الثوار، ومن التوقعات قيام معركة محدودة على تل رفعت أو منبج أو كليهما، ولكن يبقى السؤال الأهم هل سيكون ذلك بصفقة تبادل مناطق داخل سوريا أم لا؟!
– وبخصوص الوضع الداخلي في إدلب فقد حاولت هيئة تحرير الشام بعد تحالفها مع فصيل العمشات الدخول بالقوة إلى منطقة غصن الزيتون، وحشدت قواتها لذلك في مواجهة الفيلق الثالث المكون من الجبهة الشامية وجيش الإسلام، ولكن الأتراك أبلغوهم أن الوضع غير مناسب لذلك، ففكت الهيئة استنفارها.
وفي سياق حربها المستمرة منذ مدة على المجاهدين قامت هيئة تحرير الشام بأسر أبي الدرداء الكردي القيادي في جماعة أنصار الإسلام، وذلك بعد تقرير نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ذكر فيه أن الأراضي التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام تعمل فيها جماعة أنصار الإسلام.
واستمرارا لمسلسل التمييع في المنطقة فوجئ المجاهدون بإدلب بتقرير نشرته قناة تلفزيونية أذربيجانية تظهر فيه مذيعة متبرجة تتجول في عدد من المناطق والجبهات بإدلب وهي متبرجة، وبعد الهجوم الواسع على قيادة الهيئة بسبب ذلك الفعل، حاولت الهيئة التملص من تلك الجريمة بزعم أن الصحفية خلعت الحجاب دون رضاهم وأنهم طلبوا منها عدم تكرار ذلك الخلع!، رغم أن لقطات خلعها للحجاب في مناطق متعددة من إدلب، ولكن من تحرى الكذب أدمنه.
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ذو القعدة ١٤٤٣ هـ اضغط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد السابع والثلاثون ذو القعدة ١٤٤٣ هـ اضغط هنا