إعداد: أبو جلال الحموي
* لا زالت الحرب الروسية الأوكرانية محط أنظار العالم، ولا زالت أحداثها تؤثر على المشهد في كثير من المناطق ومنها سوريا التي يقع الجزء الأكبر منها حاليا تحت سيطرة الاحتلال الروسي وأذنابه في النظام النصيري وحلفائه الإيرانيين، فكان النشاط العسكري الروسي في هذا الشهر بإدلب استمرارا لما كان في الشهر الماضي من قصف مشتت بوتيرة أقل مما كان قبل شهور، بهدف إثبات الوجود وإيقاع بعض الخسائر المؤلمة في صفوف الأهالي كما حصل في مجزرة معارة النعسان التي أودت بحياة عدد من طلاب المدارس فيها، كما وقعت بعض القذائف الروسية في محيط بعض القواعد التركية المنتشرة بالمنطقة مما أدى لوقوع عدد من الإصابات في الجنود الأتراك، وقامت فصائل إدلب بإطلاق بعض القذائف جهة مناطق العدو للتدليل على وجود نوع من الرد على القصف الروسي.
– ودخلت في هذا الشهر إلى منطقة إدلب ثالث قافلة أممية عبر خطوط التماس مع النظام المجرم من منطقة سراقب، وهي القوافل التي يسعى الروس والنظام النصيري لإدخالها من مناطق سيطرتهم إلى منطقة إدلب لإثبات ضرورة حصر دخول المساعدات الأممية من مناطق سيطرتهم ومنع دخولها من معبر باب الهوى؛ حيث إن دخولها من باب الهوى هو إجراء توافقت عليه روسيا في مجلس الأمن مرحليا لمدة مؤقتة تجدد أو تلغى كل سنة أو ستة أشهر حسب كل قرار يتوافقون عليه، وتسعى روسيا لإلغاء هذا القرار بطريقة تضمن عدم توقف تلك المساعدات وتحويل دخولها إلى مناطق سيطرتهم فيستفيدون منها الاستفادة الأكبر ويمررون بعض الفتات للمناطق المحررة ذرا للرماد في العيون، وكذلك يجعلونها ذريعة لاستجلاب أموال ما يسمى إعادة الإعمار بدعوى هدوء الوضع؛ ليستغلوها في تقوية نفوذهم بالمنطقة، وللأسف فهناك تجاوب ملحوظ لقيادة هيئة تحرير الشام مع هذا المشروع عبر تسهيل دخول تلك القوافل ومعاندة الإرادة الشعبية الرافضة لإدخالها.
* كما شهدت منطقة إدلب في هذا الشهر احتفالات ميدانية تحت شعار الاحتفال بالذكرى الحادية عشرة لقيام الثورة السورية، ومما لوحظ في هذه الاحتفالات خروج كثير من مظاهرها عن الجدية إلى المياعة والتفاهة والرقص غير اللائق وما شابه ذلك.
* ومع دخول شهر رمضان المبارك شهدت منطقة إدلب مزيد غلاء في الأسعار واشتداد الأزمات المعيشية، وهي أزمات سببها الرئيسي سياسة احتكار استيراد البضائع، وفرض الضرائب على كافة المنتجات، والتضييق على التجار.
* واستمرت حملات الجولاني القمعية التي تستهدف المهاجرين والمستقلين؛ فتم أسر عدد منهم، وتركزت تلك الحملات هذه المرة على مجموعة من المجاهدين المصريين بعد أن تركزت في الشهر الماضي على المهاجرين المغاربة، كما حصل إفراج عن بعض المجاهدين الأسرى الذين قضوا في أقبية إدلب قرابة سنتين منهم الشيخ أبو عبد الرحمن المكي الشرعي في تنظيم حراس الدين.
* أسأل الله أن يوفق أهالي إدلب في شهر رمضان المبارك لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظهم ويرعاهم، والحمد لله رب العالمين.
للمزيد من مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا
لتحميل نسختك من مجلة بلاغ اضغط هنا