إدلب في شهر رجب 1446هـ – مقالات مجلة بلاغ العدد ٦٩ – شعبان ١٤٤٦ هـ

مجلة بلاغ العدد ٦٩ - شعبان ١٤٤٦ هـ⁩⁩⁩February 04, 2025

أبو جلال الحموي

بدأت استحقاقات ما بعد سقوط رأس النظام، حيث بقي النظام بتركيبته التي تتطلب التفكيك، وفلوله التي لا بد من ملاحقتها للقضاء عليها كي لا تنتجه من جديد، وطرد ميليشيا قسد من المنطقة الشرقية التي تحتلها بدعمٍ غربيٍّ، وطرد الصهاينة الذين بالإضافة إلى احتلال الجولان توغلوا في مناطق جديدة في جبل الشيخ والقنيطرة ودرعا، كما أن هناك محاولات طائفية لتقسيم سوريا بالاستناد إلى دعم دولي، وملف الاقتصاد وإعادة الإعمار الذي يثقل كاهل كل السوريين، ملفات كثيرة وصعبة تنتظر أي إدارة، فيجدر أن تهتم بها بدلاً من الانشغال في تأمين الاستمرار في السلطة والتحكم بالشعب الذي قدم الكثير ليتخلص من سلطات القهر والعسف.

اجتمع قادة الفصائل الثورية بدعوة من الجولاني (أحمد الشرع) لإعلان النصر على النظام، وفي الاجتماع طالبهم بتفويضه ليكون رئيسًا للبلاد، ففعلوا ذلك مقدمين المصلحة العامة الحالية على تطلعاتهم وتخوفاتهم، ومع ذلك بقيت التوجسات موجودة، وحافظ كل فصيل على تشكيله رغم الإعلان عن حل الفصائل، والعمل على دمجها ضمن وزارة الدفاع مستمر لكن بحذر شديد من سلب القدرات وتفتيت التجمعات، الأمر الذي يضر بقدرتها على متابعة التحرير والتصدي لأي عملية غدر تتعرض لها الثورة لتسلب منجزاتها.

تتابع الدول التواصل مع الإدارة في دمشق لتأمين حصتها من النفوذ في سوريا ما بعد سقوط النظام، وهذا الأمر يتطلب توافقاً دولياً يضمن استمرار تطور حالة الاستقرار وما يليها، وهذا التوافق موجود إلى الآن، لكنه مهددٌ بتضارب المصالح والنفوذ، والملفات المتشابكة التي لم تنته بعد، مثل ملف قسد الهام والحساس جداً عند تركيا، الداعم الأكبر والأقرب للثورة السورية، حصلت لقاءات مع قادة دول تركيا والسعودية وقطر، لكنها تمهيدية إلى الآن ولم تتبلور لتنتج فارقاً واضحاً.

 

بدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، بين العدو الصهيوني وحركة حماس والفصائل الفلسطينية التي معها، وجرى تبادل عدد من الأسرى الصهاينة لدى الفصائل الفلسطينية مقابلة أعداد أكبر من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وعاد عدد كبير من النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة، وبدأ دخول الإغاثة الطبية والغذائية إلى قطاع غزة، وهناك خلافات داخل الصف الصهيوني بعد توقيع الاتفاق والبدء بالتنفيذ، فهناك صهاينة متطرفون يرفضون الاستمرار في تنفيذ الاتفاق، وهناك معارضة وأهل أسرى يرفضون التوقف عن تنفيذ الاتفاق، ورغم الدعم الأمريكي الكبير ونية الغدر الواضحة في كلام وزراء حكومة نتنياهو تنفيذ الاتفاق مستمر حتى الآن، ونسأل الله أن يخيب سعي يهود وأن ينصر مجاهدي غزة وأهلها.

Exit mobile version